راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي ماحكم الكلام بالسر وهل نحاسب عليه؟
قديم بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 10:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودا حميدا شيخنا الفاضل..
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
أخت تسأل..
مشكلتي احيانا اتكلم بسري ويطلع معاي كلام يغضب الله ( مثل كأني اكفر على الله سبحانه وتعالى ) من دون سبب ولا اكون معصبه ولا شي فيني وكأنه شخص يتكلم من داخلي وفورا اقول استغفر الله
على الرغم ان اصلي واصوم وادعي ما اقطع وقت ليش يصير فيني هذا الشئى
هل راح اتحاسب عليها؟؟؟
حفظكم ربي من كل سوء


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الأشياء التي تَرِد على النفس خمسة : الهاجس والخاطر وحديث النفس والْهَمّ والعَزْم .
فلا يُحاسب الإنسان على ثلاث : الهاجس والخاطر وحديث النفس ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .
وإنما يُؤاخذ ويُحاسب على : الْهَمّ والعَزْم ؛ لأنها في حَيِّز العمل ، ولذلك جاء في الحديث : من هَمّ بِحَسَنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هَمّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هَمّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة . رواه البخاري ومسلم .

وعلى الإنسان أن يُدافِع الوساوس والأفكار والخواطر السيئة ؛ لأنها باب إلى الْهَمّ والعَزْم ، ومن ثم العمل بِما يجول في خاطره .
قال ابن القيم رحمه الله : مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار ، فإنها تُوجِب التصورات ، والتصورات تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل ، وكثرة تكراره تُعطي العادة ، فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار ، وفسادها بفسادها .
فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لِوَلِيِّها وإلهها صاعدة إليه دائرة على مرضاته ومحابِّـه ، فإنه سبحانه به كل صلاح , ومِن عنده كل هُدى , ومِن توفيقه كل رشد , ومِن تولّيه وإعراضه عنه كل ضلال وشقاء . فيظفر العبد بكل خير وهدى ورشد , بِقَدْر إثبات عين فكرته في آلائه ونعمه وتوحيده وطرق معرفته وطرق عبوديته وإنزاله إياه حاضرا معه مشاهدا له , ناظرا إليه رقيبا عليه , مطّلعا على خواطره وإرادته وهمّه فحينئذ يستحيي منه ويُجِلّه أن يطلعه منه على عَورة يَكره أن يطلع عليها مخلوق مثله ، أو يرى في نفسه خاطرا يمقته عليه .
فمتى أنزل ربه هذه الْمَنْزِلة مِنه رفعه وقرّبه منه وأكرمه واجتباه ووالاه ، وبِقَدْر ذلك يُبْعِد عنه الأوساخ والدناءات والخواطر الرديئة والأفكار الدنيئة . كما أنه كلما بعد منه وأعرض عنه قَرب مِن الأوساخ والدناءات والأقذار , ويَقطع عنه جميع الكَمالات ويتصل بجميع النقائص ...
واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدِّي مُتَعَلَّقاتها إلى الفِكْر ، فيأخذها الفِكر فيؤديها إلى التذَكّر ، فيأخذها الذِّكْر فيؤديها إلى الإرادة ، فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل ؛ فَتَسْتَحْكِم فَتَصِير عادة . فَرَدّها مِن مبادئها أسهل مِن قطعها بعد قوتها وتمامها . اهـ .

وما يجول في الخاطر ويكون في النفس مِن وساوس علاجه في ثلاث خطوات :
الانتهاء عما هو فيه ، وان لا يسترسل معه .
الاستعاذة بالله من الشيطان
أن يقول : آمنت بالله .

فما يجده المسلم في نفسه
ما يَجِده المسلم في نفسه يجب عليه فيه ثلاثة أمور :
الأول : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
فإذا وَجَد الإنسان شيئا من الوسواس فليستعذ بالله ولينتهِ ويترك ما يخطر بِبَالِه ولا يلتفت إليه .
وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
سواء كان الوسواس في العقيدة أو في غيرها .
الثاني : الانتهاء عَمَّا هو فيه ، وأن لا ينساق وراء تلك الوساوس .
قال صلى الله عليه وسلم : لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال هذا خلق الله الخلق ، فمن خلق الله ، فمن وجد من ذلك شيئا فليقل : آمنت بالله ، وليستعذ بالله ، ولْيَنْتَهِ . رواه البخاري ومسلم .
الثالث : أن يقول : آمنت بالله ، وأن يطرد تلك الوساوس ، ويؤمن بالله تبارك وتعالى .
وفي الحديث المتقدِّم : فليقل : آمنت بالله .

قال ابن القيم رحمه الله : أعلم أن ورود الخاطر لا يضر ، وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخاطر كَالْمَارّ على الطريق ، فإن لم تستدعه وتتركه مَرّ وانْصرف عنك ، وإن استدعيته سَحَرَك بحديثه وخِدعه وغُروره ، وهو أخف شيء على النفس الفارغة الباطلة ، وأثقل شيء على القلب والنفس الشريفة السماوية المطمئنة . اهـ .

وهنا :
ما صحة عبارة ( لا يحاسب الله العبد إلا على عمله ولا يُحاسَب عما في نفسه) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4876

ما حكم الكلام بالسرّ ، وهل نُحاسب عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5468

هل يُحاسب المسلم على خواطِر نفسه عن العقيدة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3115

هل الإنسان محاسب على التفكير إذا لم يتحدّث به ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11758

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبارة أقسم على احترام القوانين عند التسجيل بالمنتديات هل تعتبر قسمًا حقيقيًا نحاسب عليه؟ ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 05-10-2012 03:10 PM
ما حكم الكلام مع زوج أختي سواء كان الكلام مباشرة معه أو عن طريق أختي؟ ناصرة السنة إرشـاد المـرأة 0 01-10-2012 09:56 PM
هل يجوز استخدام الكلام الجنسي ويكون الكلام بذيء عند ممارسة الجماع مع الزوجة ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 13-09-2012 02:29 PM
إذا وُجِدت نجاسة على الأثاث والسجاد ومَرّت عليه مدة طويلة ، هل تطهر ؟ عبق إرشـاد الطـهــارة 0 22-02-2010 09:11 PM
ماحكم الكلام الغزلي بين الفتاتين مثل (ياقلبي - ياعمري) عبق إرشـاد المـرأة 0 20-02-2010 08:49 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى