[الحجازي]

السلام عليكم
السؤال : يوجد عندنا أضرحة ليست خاضعة لجهة معينة في الدولة وإنما قام ببنائها بعض الأفراد بعضها في المقابر وبعضها خارجها بها فرش وستائر ومصابيح وغيرها وهذه الأشياء تقذف في نفس بعض البسطاء والجهلة حب زيارتها مما يغرر بهم فيقعون في الشرك كدعاء الأموات أو يحومون حوله فهل يجوز أخذ الفرش أو غيرها مما يوجد بالأضرحة والانتفاع بها إن أمنت الفتنة؟

[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاستغناء عنها واجِب لأنها مما بُذِلت في سبيل الشيطان !
قال الله عَزّ وَجَلّ عن العِجْل : (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) .
ويجب أن تتُلَف مثل هذه الأشياء التي تتعلّق بها نفوس الجهّال .
وإذا أخذها مَن يقول : إنه يأمَن الفتنة على نفسه ! فربما ظنّ الجهال أنه إنما أخذها ليتبرّك بها !
ومن الذي يأمَن على نفسه الفتنة ؟
وكان الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم يقولون : الْحَيّ لا تُؤمَن عليه الفتنة .

وربما أخذها الإنسان بِحُجّة أنه لن يتأثّر بها ، ولكن لا يُؤمَن أن يأتي مَن بعده مَن يقول له الشيطان : إنما أخذها وحازَها لِمَا فيها مِ، البركة ، كما قال الشيطان للأجيال الأولى مِن البشر !
فمن هذا الباب يُمنَع مِن أخذها حِماية لِجناب التوحيد ، وسدًّا للذرائع الْمُوصِلة إلى الشِّرك .

وقد حَمَى النبي صلى الله عليه وسلم جَناب التوحيد ، وحَمَاه صحابته مِن بعده .
وقد أوْرَد ابن كثير حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت . فقال : أجعلتني لله ندا ؟ قُل : ما شاء الله وحده . رواه ابن مردويه، وأخرجه النسائي وابن ماجه من حديث عيسى بن يونس، عن الأجلح، به .
وهذا كله صيانة وحِمَاية لِجَنَاب التوحيد . اهـ .

لَمَّا بَلَغ عمر رضي الله عنه أن الناس يأتون الشجرة التي بُويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان يوم الحديبية ، أمَر بِقطعها ، قَطعًا للفتنة ، وسَدًّا للذريعة .

روى ابن أبي شيبة من طريق نافع قال بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يأتون الشجرة التي بُويع تحتها . قال : فأمر بها فَقُطِعَتْ .

قال الإمام أبو بكر الطرطوشي : أرْسَل عمر فَطَمَس موضع الشجرة التي بايَع تحتها أصحاب الشجرة . اهـ .

وكذلك نَهَى عُمر رضي الله عنه عن تعظيم آثار الأنبياء ؛ لِمَا يترتّب على ذلك مِن الغلو ..

روى عبد الرزاق مِن طريق المعرور بن سويد قال : كنت مع عمر بين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر ، ثم رأى أقواما يَنْزِلون فيُصَلُّون في مسجد ، فسأل عنهم ، فقالوا : مسجد صَلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَعًا ، من مَرّ بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليُصَلّ ، وإلا فَلْيَمْضِ .

وسبق الجواب عن :
هل يجوز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2124

ما صحة الجرائم الوهابية في حق الآثار النبوية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3345

والله تعالى أعلم .