أفدني يا شيخ حول هذا القول
عندما نريد أن نفعل سنة من السنن يقول لنا بعض الناس : يعني أنت طبقت كل شيء ما بقى إلا هذي ؟
وهذا فيه تثبيط لمن يريد أن يتمسك بالسنة
ويقابل هذا القول قول بعض الناس إذا ارتكب معصية : ماعندنا إلا هذي ؟
فما الجواب على هذين ؟
وفقك الله .
الجواب/
الله المستعان
فعلا هذا منتشر
وهذا من وسائل الشيطان لتثبيط الهمم والقعود عن العمل
ويُقال لمن قال : (أنت طبقت كل شيء ما بقى إلا هذي) ؟
وهل تجمع مع السوء سوءاً آخر ؟
هل يُسوّغ التقصير بتقصير آخر ؟
إن من يقول ذلك يجمع بين الحشف وسوء الكَيْل !
يجمع بين أنه لم يفعل تلك السُنن ولا ترك غيره يفعلها .
ويصدق عليه قول المتنبي :
لا خيل عندك تُهديها ولا مالُ *** فليُسعد النّطق إن لم تُسعد الحال
وأما المسألة الثانية ، وهي الصورة المقابِلة ، فهي كثيرة ، وهي كالسابقة يُسوّغ بها ذنب من أجل ارتكاب ذنوب
قال ابن حزم رحمه الله :
لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ، ألقاهما على ألسنة دعاته :
إحداهما : اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله .
والثانية : استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس ، أو أن يسيء في وجه ما ، لأنه قد أساء في غيره .
فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مُسَهّلتين للشر ، ومُدخلتين له في حدّ ما يعرف ويحمل ولا ينكر .اهـ .
وقال الذهبي في ترجمة : قرواش الأمير صاحب الموصل ... وكان أديبا شاعرا جوادا ممدحا نهابا وهابا فيه جاهلية وطبع الأعراب ، يُقال : إنه جمع بين أختين فلاموه ، فقال : حدثوني ما الذي نعمل بالشرع حتى تذكروا هذا ؟
فهذه الأعذار القبيحة قديمة !
والله المستعان .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد