[أنس الجزائري]

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
السلام و عليكم و بركاته شيخنا الكريم
رضي الله عنكم و كتبكم من المقربين شيخنا

ما حكم الحديث المدرج بنوعيه ؟

بارك الله فيكم شيخنا

[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الحديث المدرج نَوْعان : مُدرَج الإسناد ، ومُدرَج الْمَتْن . والثاني أشهر وأكثر .
وهو ما يَقع مِن كلام الراوي ويُدخله في الحديث النبوي ، إما قولاً مَن عند نفسه ، أو تفسيرا لبعض ما يَرويه .
ويتميّز الْمُدْرَج ويُعرَف الإدراج بِجَمْع طُرُق الحديث ؛ فيتبيّن أن ذلك الراوي أدرج تلك اللفظة أو الْجُمْلَة في الحديث .
وهي مقبولة إذا تَميّزَت عن الحديث النبوي ؛ لأنها لا تخلو عن أحدِ أمْرَين :
إما أن تكون مِن كلام الصحابي ، وقوله حُجّة على الصحيح ، على تفصيل في هذه المسألة .
أو مِن تفسير الراوي لِمَا يَرويه ، والراوي أدرى بِمَرْوِيّه .

ومثال الأول : حديث : إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرّاً مُحَجّلِين من أثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرّته فليَفعل .
فَقَول : " فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرّته فليَفعل " مُدْرجٌ من قول أبي هريرة رضي الله عنه كما نصّ عليه أهل هذا الفن .
هذا مُدرَج في آخر الحديث .
ويُقابِله مُدرَج في أول الحديث ، ومثاله : أسبغوا الوضوء . ويلٌ للأعقاب من النار.
فالجزء الأول من قول أبي هريرة رضي الله عنه.
ويتبيّن الإدراج بمقارنة الروايات بعضها ببعض .

ومثال الثاني : حديث عائشة رضي الله عنها : وكان يخلو بِغار حِراء فيَتَحَنَّث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد .
فَقَول : " وهو التعبد " مِن تفسير الإمام الزهري .
قال الحافظ العراقي : وهذا التفسير اعتَرض في أثناء كلام عائشة ، وأصله فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد .

وقال الحافظ ابن حجر : هذا مُدرَج في الخبر ، وهو من تفسير الزهري ، كما جزم به الطِّيبِي ، ولم يذكر دليله ، نعم في رواية المؤلِّف مِن طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإدراج . اهـ .

وهذا مُدرَج في وَسط الحديث .

والتفصيل في أنواع الْمُدْرَج في كِتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله .
وذَكَر أن مُدْرَج الإسناد على خمسة أقسام ، وكل قسم له حُكمه .

وسبق :
هل يوجد من ألّف كتابا في الحديث المدرج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14884

والله تعالى أعلم .