العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

جوزي أبو عثمان
عضو نشيط
رقم العضوية : 857
الإنتساب : Nov 2015
الدولة : روسيا
المشاركات : 41
بمعدل : 0.01 يوميا
إرسال رسالة عبر Skype إلى جوزي أبو عثمان

جوزي أبو عثمان غير متواجد حالياً عرض البوم صور جوزي أبو عثمان


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي هل يجوز أخذ العِلم عن المبتدع أو أخذ الفقه عن المقلد المتعصب ؟
قديم بتاريخ : 28-03-2016 الساعة : 08:16 PM

السلام عليكم شيخنا الفاضل أحسن الله إليكم! السائلة تسئل:
"هل يجوز أخذ علم تجويد القرآن عن المبتدع؟
و هل يجوز أخذ الفقه عن المقلد المتعصب في مذهب ما؟ " انتهى

شيخنا الكريم أضيف إلى سؤالها:
متى يجوز و متى يمنع أخذ العلم الشرعي عن المنحرف؟ و ما هي حدود؟ و كذا عند الحاجة؟
جزاكم الله عنا خيرا


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : جوزي أبو عثمان المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2016 الساعة : 07:44 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يجوز أخذ علم تجويد القرآن والقراءات عن الْمُبْتَدِع ؛ إذا لم يُوجَد غيره ، ولم يكن للأخذ عنه تأثير على المتلقِّي . وأقصد بالْمُبْتَدِع : مَن لم تُخرِجه بِدعته مِن الإسلام ، أما مَن أخرجته بِدعته مِن الإسلام ؛ فلا يُؤخذ عنه ، ولا كَرامة .

ويجوز أخذ الفقه عن المقلِّد المتعصّب ؛ إذا لم يُوجَد غيره ، ولم يكن للأخذ عنه تأثير على المتلقِّي ، بحيث يُورِثه التعصّب للأقوال دون الرجوع إلى الكتاب والسنة ، أو يُورِثه الوقيعة في أهل العِلْم مِن المخالِفين .
لأن طالب العِلْم قد لا يجد شيخا يطلب على يديه العِلْم في الفقه مثلا أو في التجويد ، أو في اللغة إلاّ مَن تلبّس ببِدعة ؛ فيُنظر حينها إلى المصالِح والمفاسِد ، فتُرتكب أخفّ المفسدتين في سبيل دفع أكبر المفسدتين ، وتحقيق المصلحة في طلب العِلْم ونشر العِلم .

وهذا هو سبيل أهل العِلْم : يأخذون مِن المبتَدِع ما وافق فيه الحق ، ويَطْرَحُون ما خَالَف فيه الكتاب والسنة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومَن أمْكَنه الْهُدى مِن غير انتساب إلى شيخ مُعين ، فلا حاجة به إلى ذلك ، ولا يُستحب له ذلك بل يُكره له . وأما إن كان لا يُمكنه أن يَعبد الله بما أمَرَه إلاّ بذلك ، مثل : أن يكون في مكان يَضعف فيه الْهُدى والعِلْم والإيمان والدِّين - يُعَلّمونه ويُؤدّبِونه ، لا يَبذلون له ذلك إلاّ بانتساب إلى شيخهم ، أو يكون انتسابه إلى شيخ يَزيد في دينه وعِلمه ، فإنه يفعل الأصلح لِدِينِه . وهذا لا يكون في الغالب إلاّ لِتفرِيطه ، وإلاّ فلو طلب الْهُدى على وَجهه لَوَجَده . فأما الانتساب الذي يُفرِّق بين المسلمين ، وفيه خُروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة وسُلوك طريق الابتداع ومُفارَقة السُّنة والاتّباع ؛ فهذا مما يُنهى عنه ، ويأثم فاعله ، ويَخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . اهـ .

ولأن أمر الفقه العَمَلِي أيسر مِن أمر العقيدة .
وأما العقيدة فلا تُؤخذ إلاّ عن مَن عُرِف بِصَفاء المعتقَد ، وسلامَة المنهج في الاستدلال وغيره .

ومع ذلك يُوصَى طالب العِلْم بأن لا يقتصر في طلب العِلْم بالأخذ عن شيخ واحد ، ولا بأن يَقبل القَول في مسائل العِلْم دون الرجوع إلى الأدلة ، ودون النظر في كلام أهل العِلْم ؛ لأنه لا يَتبيّن خطأ العالِم إلاّ بِالاطّلاع على أقوال المخالِفين ومناقَشاتِهم للأقوال والمسائل .
وربما تأتي إلى تقرير عالِم لمسألة مِن المسائل ، فيُقرّر أن هذا هو الراجح ، وقد يأتي بعدّة أدلّة ، ثم تقرأ للمخالِف له مِن المذاهب الأخرى ، فتجد أنه ردّ ذلك القَول وضعّفه ، ورجّح غيره بِمُرجّحات أكثر ، قد تكون أضعاف ما قرّره الأول !

واليوم توفّرت وسائل طلب العِلْم ، والسماع مِن العلماء شرقا وغربا ، حتى بعد وفاتهم عن طريق التسجيل ، وانتشار الكتب الإلكترونية .

ولو تركنا النظر في أقوال كل متعصّب لِمَذهبه ؛ لَفَاتَنا عِلْم كثير .
وإن كان الاطّلاع على كُتب المنصفين وغير المتعصّبين للمذاهب ؛ يُربّى في النفس سَعة الأُفق ، واحتمال المخالف في الفقه .
ومِن أمثل ما رأيت : الاستذكار لابن عبد البر ، والمغني لابن قدامة ، والمجموع للنووي – لو تَمّ – .
فَمِثْل هذه الكُتب تُربّي في طالب العِلْم القدرة على الاستنباط ، والأدب مع المخالِف ، وسَعة الأفق في احتمال المخالِف ، ولُزم جادّة أهل العِلْم في مُناقشة المسائل والترجيح .

والتقليد مذموم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : التَّقْلِيد الْمُحَرَّم بِالنَّصِّ وَالإِجْمَاعِ : أَنْ يُعَارِضَ قَوْلَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ الْمُخَالِفُ لِذَلِكَ . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ماذا علينا تجاه اختلاف العلماء في الفتوى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5957

ما هو القول الفصل في ابن رشد الحفيد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14405

هل يؤخذ من تفسيري مراح لبيد ومِن تفسير الزمخشري ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2803

كيف نَردّ على مَن يَقول أنه يَحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm

بعض السلف كانوا ينالون مِن معاوية ومَن قاتلَ (عليّ بن أبي طالب) فهل هُم مِن الشيعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9010

ما هو فِقه الجرح والتعديل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2434

ما حكم التقليد في تصحيح وتضعيف الأحاديث ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14305

هل نقول "الشيخ حرم الأمر" أم نقول "أفتى بتحريم ذلك الأمر"؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4863


والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين المبتدع وبين الفاسق محب العلم منتـدى الحـوار العـام 2 03-11-2016 01:11 AM
هل يجوز أن ينشر الإنسان فتاوى أهل العِلم دون الاستئذان منهم ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 25-06-2015 02:07 AM
هل يعتبر مراجعة القرآن جماعة من الذكر الجماعي المبتدع ؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 17-03-2010 05:02 PM
ما حُكم دراسة العِلم الشرعي لأجل العِلم وأجل الوظيفة ؟ نسمات الفجر قسـم الفقه العـام 0 01-03-2010 02:32 AM
كيف نجمع بين اللطف في الدعوة والشدة مع المبتدع محب السلف قسـم البـدع والمـحدثـات 0 15-02-2010 08:33 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى