و أيضا لي سؤال
سمعت أن المطر شر والغيث خير
فكيف لنا الدعاء عند المطر ؟
و كيف يكون المطر شرا ؟
الجواب :
هذا قد يَكون صحيحا في إطلاق " الغيث " ؛ لأنه لم يَرِد إلاّ في الْخَير .
أما المطر فَـيَرِد في الخير وفي الشَّرّ ، وأكثر ما يُستَعمل في الشَّـرّ ، ولذلك عُبِّر عن العذاب بـ (المَطَر)
ففي خبر قولم لوط : (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) ، وغيرها من الآيات .
ومِن وُرُودِ لفظ " الْمَطَر " في الخير :
قوله تعالى : (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَر) الآية .
وقوله عليه الصلاة والسلام : هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي ، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ . رواه البخاري ومسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلا تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئًا . رواه مسلم .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : فَمَا خَرَجْنَا مِنْ الْمَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنَا ، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتَّى كَانَتْ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى . رواه البخاري ومسلم .
وقَالَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيُّ : مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً . رواه البخاري ومسلم .
ومما يُشرع قوله عند نُزول المطر :
- مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ
- اللهم صَيِّبا نافِعا .
- اللهم صَيِّبا هَنِيئا
- رحمة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم