العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي كيف نرد على من يدعي أن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين ؟
قديم بتاريخ : 22-10-2012 الساعة : 11:12 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظكم الله
كيف نرد على من يدعي أن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين ؟ كما في هذا الموضوع المنسوب للعلامة يوسف بن أحمد الدجوي المالكي ؟
{قال العلامة يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي الأزهري المتوفى سنة 1365هـ:
جاءتنا رسائل كثيرة يسأل مرسلوها عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟
فنقول وبالله التوفيق: إن صاحب هذا الرأي هو ابن تيمية الذي شاد بذكره، قال: "إن الرسل لم يبعثوا إلا لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة، وأما توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله رب العالمين المتصرف في أمورهم فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين بدليل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)". اهـ.
ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم قد كفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان والملائكة والمسيح سواء بسواء، فإنهم لم يكفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان وما معها بل بتركهم توحيد الألوهية بعبادتها، وهذا ينطبق على زوار القبور المتوسلين بالأولياء المنادين لهم المستغيثين بهم الطالبين منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى. بل قال محمد بن عبد الوهاب: "إن كفرهم أشنع من كفر عباد الأوثان.اهـ }
الكلام طويل واكتفيت بهذه الأسطر .
بارك الله في علمكم وعملكم ونفع بكم




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

سواء كان تقسيم التوحيد إلى قسمين أو إلى ثلاثة أقسام مِن صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية أو مِن صنيع غيره ، فالتقسيم لِمُجرّد الإيضاح والتفصيل ، وإلاّ فإن الحقائق باقية .
ومثله تقسيم العلماء للحديث المقبول إلى قسمين : صحيح وحسن ..
وتقسيم الحديث الضعيف إلى أقسام كثيرة ..
ولا يُمكن أن يُقال : إن علماء الحديث ابتدعوا هذا التقسيم ؛ بِحجة أنه لم يكن في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، بل ولا في زمن التابعين ، وإنما اشتهر وكثُر في القرن الثالث ..
وكذلك ما وُضِع في سائر العلوم ، مثل : الفقه وأوصل الفقه ، والتفسير وأصول التفسير ، وعلوم اللغة ..

ومِثْله : تقسيم الصلاة إلى أركان وواجبات وسُنن .
وتقسيم الحج إلى أركان وواجبات وسُنن .

ولا يُمكن أن يُقال إن هذا التقسيم مُبْتَدَع ؛ لأنه لم يكن في الصدر الأول ؛ لأن هذا التقسيم لا يُراد لِذاتِه ، وإنما هو لِضبط المسائل ، ومعرفة الركن مِن الواجب ، وما يُجبر وما لا يُجبَر .

وكذلك تقسيم التوحيد ؛ فإن مِن العلماء من قسّمه إلى قسمين :
القسم الأول : توحيد الربوبية والخالقية والرازقية ونحوها ، ومعناه : أن الله وحده هو الخالق للعالم وهو الرب لهم والرازق لهم . وهذا لا ينكره المشركون ولا يجعلون لله فيه شريكا ، بل هم مقرون به .
القسم الثاني : توحيد العبادة ومعناه : إفراد الله وحده بجميع أنواع العبادات الآتي بيانها . فهذا هو الذي جعلوا لله فيه شركاء. ولفظ الشريك يشعر بالإقرار بالله تعالى . وهذا قاله الصنعاني في " تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد " .

ومِن العلماء من جعله ثلاثة أقسام :
الأول : توحيد الله عَزّ وَجَلّ بأفعاله ، وهو توحيد الربّ " توحيد الربوبية " .
الثاني : توحيد الله عَزّ وَجَلّ بأفعال العباد ، وهو توحيد الإله " توحيد الألوهية " .
الثالث : توحيد الأسماء والصفات لله عَزّ وَجَلّ .

وهذا التقسيم لأجل بيان ما وقع فيه التنازع بين الرُسُل وبين أممهم ، وما يُحذر مِن الوقوع فيما يُخالِفه .

ومن تأمّل نصوص الوحيين وجدها دالّـة على أنواع التوحيد ، وأن الله عَزّ وَجَلّ يُقرِّر توحيد الألوهية بناء على إقرارهم بتوحيد الربوبية .
وهذا كثير في السُّوُر المكية .
ففي سورة يونس (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) .
فسألهم عما يُقِرّون به مِن توحيد الربوبية مِن أجل الاستدلال على ما يُنكرونه وهو توحيد الألوهية ، حيث كانوا يقولون : (أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) !

وكذلك سؤالهم عن خالِق السماوات والأرض ، ومُنزِل الغيث .. كما قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) .

وقال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ)
وهذا لإثبات أمرين :
الأول : القدرة على البعث ، كما في قوله : (كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) .
والثاني : نَفْي الشِّرْك والشريك ، فإنه تعالى قال بعد هذه الآيات : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ) .

وقال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) .
فنَفَى ملك الشركاء للشفاعة ، فضلا عن غيرها ، وبنَاه على ما أقرّوا به ، وهو توحيد الربوبية .

وتكررت الآيات في هذا الصدد ، بتقرير توحيد الألوهية والنكير عليهم في إنكاره ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) .

وجاءت الآيات في سورة النمل بتوبيخ مَن أقرّ بتوحيد الربوبية ، ولم يُقِرّ بتوحيد الألوهية .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .

وإذا عَرَف الإنسان ما يجب عليه في حقّ الله عَزّ وَجَلّ ، وما يجب أن يعتقده ، وأتَى بما يُحقق التوحيد ، فسواء عَرَف هذا التقسيم أو جَهِله ؛ لأن المقصود تحقيق التوحيد .

وكثير ممن لا يعرف مثل هذا التقسيم يقع في الشرك ؛ فالأشاعرة والصوفية وسائر الباطنية يخلطون بين هذه الأقسام ، ويحصل عندهم خلل في توحيد الربوبية ! فيقعون في الشرك الذي لم يقع فيه أهل الأوثان !
مِن سؤال الشفاء والرزق والغوث والنجاة مِن الكَرب وغير ذلك في أوقات الشدائد مِن غير الله ، سواء مِمن يزعمونهم مِن الأولياء أو ممن يزعمونهم مِن الأقطاب !

بل قال قائلهم بِجُهْل : إن الشرك لا يُمكن أن يقَع في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ! مُستمسِكا بقَشَّة تارِكا الْمُحَجَّـة الواضحة ، ونصوص الوحيين الصريحة .

وسبق بيان ذلك هنا :
صحة الجرائم الوهابية في حق الآثار النبوية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3345


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث حول الرواية التي عن أم سلمة وقولها عن بيعة معاوية إنها بيعة ضلالة نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 1 12-01-2013 12:26 PM
كيف نرد على من يدعي أن تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين ؟ راجية العفو قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 22-10-2012 11:12 PM
كيف يتم الرد على شبهة أن هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة ؟ راجية العفو قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 03-04-2010 06:09 PM
الرد على شبهة أن هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة نسمات الفجر قسـم البـدع والمـحدثـات 0 19-02-2010 11:03 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى