هل يجوز أن يدعو الإنسان لأبيه وأمه ؟ ويقرأ القرآن عنهما ، سواء كانوا أحياء أم أموات ؟ وهل ما يفعله البعض من قرأت القرآن ويقول : ما قرأت عن أبي المتوفى . اللهم أجعل ثواب ما قرأت لأبي .
فما في هذا ؟
الجواب/ الدعاء للميت من أنفع ما يكون ، خاصة إذا كان الداعي من أولاد الْمَيّت ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم .
ولا يجوز الدعاء لمن مات على غير ملة الإسلام لقوله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي . رواه مسلم .
فالدعاء للوالدين اللذين ماتا على الإسلام مِن أنفع ما يكون ، ثم يأتي من بعد ذلك الصدقة عنهما وبرّ صديقهما وصِلة الرَّحِم التي لا تُوصَل إلاَّ بهما .
والصحيح أنه لا يجوز إهداء ثواب العمل ، فلم يفعله رسول الله في حق من مات من أهله كخديجة رضي الله عنها ، مع شدة حبه لها ، ولا مع عمه حمزة رضي الله عنه ، ولم يفعله السلف .
والله أعلم
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض