[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأكرمك الله وأعلى شأنك ووفقك لخيري الدنيا والآخِرة وآتاك مِن كل ما تسأله وجعله عونًا على الطاعة
عندي سؤال
أنا أيام الدورة عندي ثلاثة أيام وعلامة الطُّهر هي الجفاف وانقطاع الدم
جاءت الدورة يوم الخميس والمُفترَض أن أطهُر يوم الأحد . لكن انقطع الدم منذ أمس السبت العِشاء ولم ينزِل واليوم كذلك جفاف تام إلى الآن . وقبل ساعة أو أقل نزلت نقاط بسيطة جدًا جدًا لونها بني فاتح جدًا . والآن لا أعرِف هل أقضي صلوات يوم الأحد جميعها أم لا ؟
مع العِلم أنه في رمضان حصل معي نفس الأمر فانقطع الدم بعد يومين واليوم الثالث كان جفاف لكن بعد منتصَف الليل نزل دم إلى الساعة الثالثة تقريبًا ثم انقطع واغتسلت بعدها ونويت الصيام.
لكن الآن لم ينزِل شيءٌ والجفاف منذ الأمس .. ولم أرَ إلا إفرازات قبل قليل وهي بسيطة جدًا
فماذا عليَّ ؟
وفقك الله وأعانك وفتح عليك عِلمًا وخيرًا وبركةً ورحمة .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

النقاط البسيطة لا تأثير لها إلاّ إذا كانت في أيام الحيض ، أما إذا تَيَقَّنْت الطهر ثم نَزَل معك نُقطة أو نُقاط يسيرة ، فلا تأثير لها .
قالت أم عطية رضي الله عنها : كنا لا نَعُدّ الكُدْرَة والصُّفْرَة شيئا . رواه البخاري .
وفي رواية لأبي داود : كنا لا نَعُدّ الكدرة والصفرة بعد الطُّهْر شيئا .
قال ابن عبد البر : الصُّفْرَة والكُدْرَة قبل الحيض وبعده سواء . اهـ .

وقال شيخنا الشيخ ابن باز : لو جاءت هذه الكُدرة أو الصُّفرة بعد الطهر مِن الحيض فإنها لا تُعْتَبَر حَيْضًا ، بل حُكْمها حُكم الاستحاضة ، وعليك أن تستنجي منها كل وقت ، وتتوضئي وتصلي وتصومي ، ولا تحتسب حيضا ، وتحلين لزوجك . اهـ .

وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : زوجتي صامت أيام الست من شوال، ولكن نزل عليها دم، ولكن هذا الدم ليس بدورة، إنه من مانع الحمل، فهل الصيام جائز؟ آمل الإفادة ؟
فأجابوا : إذا كان هذا الدم الذي رأته زوجتك لم يكن في أيام عادتها، وليس له صفة دم الحيض - فإنه يُعتبر نزيفا حصل لها بتأثير تناول حبوب منع الحمل، وحُكمه حُكم دم الاستحاضة، ولها حكم الطاهرات فيه من جواز الصلاة والصيام، وإباحة الجماع فيه لزوجها ونحو ذلك، لكنها تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد الاستنجاء، وعلى ذلك فما صامته فيه من أيام الست من شوال صيام صحيح ويجزئها .
أما إن كان نزول الدم في أيام عادتها فإنه يُعتبر حيضا، لا يحل لها الصيام، ولا الصلاة ، ولا يجوز لك جماعها فيه حتى تطهر منه وتغتسل، وما حصل من صيام فيه فإنه لا يصح ولا يجزئها عن صيام أيام الست ؛ لأنه تبين أنه دم حيض . اهـ .

فإن كان يوم أمس عادة يكون مِن أيام الطُّهر فعليك قضاء ما تركتِ مِن صلاته ، وإن كان في العادة هو اليوم المتمم لأيام حيضتك فلا قضاء عليك .

أما إذا كنت قد اغتسلت قبل ذلك – بعد الجفاف – وصلّيت فلا قضاء عليك ، ولا يجب عليك إعادة الغُسل .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم