[محب السلف]

فضيلة الشيخ الجليل

سؤال وصل على البريد، يقول السائل

هناك موضوع أود التأكد منه وأرجو من الله ثم من فضيلتكم مساعدتي وهو حكم قول فلان قهرني أو هالشي قهرني هل يجوز قول مثل هذا ونحن نعلم أن الله عزة وجل هو الواحد القهار

أسف على الإطاله وجزاكم الله خير

[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وجزاك الله خيرا .

لا إشكال في قول مثل هذا القول ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ بالله مِن قَهْر الرِّجَال ، ففي حديث أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ. رواه البخاري .
وفي رواية للنسائي في الكبرى : وفَضْح الدَّين وقَهْر الرِّجَال .

قال ابن القيم : وضَلع الدَّين وقَهْر الرِّجَال " قَرينان ، فإن استيلاء الغَير عليه إن كان بِحَقّ فهو مِن ضَلع الدَّين ، وإن كان بِبَاطِل فهو مِن قَهْر الرِّجال . اهـ .

وسبق :
دعاء " اللهم إني أعوذ بك مِن قَهر الرجال " هل يقصد الذُّكُور ؟ ولماذا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1091

وفي قصة المهاجِرين الأولين مع النجاشي ، قال له جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّة نَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ - قَالَ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلامِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا ، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا ، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا ، وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ ، وَرَجَوْنَا أَنْ لا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ . رواه الإمام أحمد . وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .

والشاهد مِنه قول جعفر رضي الله عنه : فَلَمَّا قَهَرُونَا .

والله تعالى أعلم .