نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي كيف نفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر وبين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟
قديم بتاريخ : 27-10-2019 الساعة : 08:59 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وسدد خطاكم
كيف نفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر ، وبين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟
جزاكم الله خير الجزاء
_____________________________________


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الكفر الأكبر : هو ما يُخرِج عن مِلّة الإسلام ، وصاحبه مُخلّد في النار .
والكفر الأصغر : ما لا يُخرِج عن مِلّة الإسلام .

وكذلك الشرك الأكبر : هو ما يُخرِج عن مِلّة الإسلام ، وصاحبه مُخلّد في النار .
الشرك الأصغر : ما لا يُخرِج عن مِلّة الإسلام .

وكذلك النفاق الأكبر ، وهو الاعتقادي : وهو ما يُخرِج عن مِلّة الإسلام ، وصاحبه مُخلّد في النار .
والنفاق الأصغر ، ومنه النفاق العَمَليّ ، ولا يُخرِج عن ملّة الإسلام .

وكذلك الفِسق الأكبر ، يُطلَق على الكُفر ، ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ، وقوله عَزّ وَجَلّ : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
ويُطلَق الفِسق على ارتكاب الكبائر والإصرار عليها .

وكذلك الظُّلْم ، يُطلَق على الكُفر ، ومنه قوله تعالى : (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
ويُطلَق على مُجاوزة الْحَدّ في حقّ النَّفس وفي حقّ الغير .
ولَمّا نَزَلت : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) شقّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أيُّنا لا يَظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هو كما تظنون ، إنما هو كما قال لقمان لابنه : (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) . رواه البخاري ومسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : النفاق يُطلَق على النفاق الأكبر الذي هو إضمار الكفر ، وعلى النفاق الأصغر الذي هو اختلاف السر والعلانية في الواجبات .

وقال ابن القيم : الكفر نوعان : كفر أكبر ، وكفر أصغر ؛ فالكفر الأكبر : هو الموجب للخلود في النار ، والأصغر : مُوجِب لاستحقاق الوعيد دون الخلود .

وأوْرَد قوله عليه الصلاة والسلام : " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كُفر" ، ثم قال :
فَفَرَّق بين قِتاله وسبابه ، وجَعل أحدهما فسوقا لا يَكفر به ، والآخر كُفر , ومعلوم أنه إنما أراد الكُفر العَمَلي لا الاعتقادي , وهذا الكُفر لا يُخرجه مِن الدائرة الإسلامية والْمِلّة بِالكُلّية ، كما لا يَخرج الزاني والسارق والشارب مِن الْمِلّة ، وإن زال عنه اسم الإيمان , وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمّة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما ؛ فلا تُتلقّى هذه المسائل إلاّ عنهم ، فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين : فريقا أخْرَجُوا مِن الْمِلّة بِالكبائر , وقَضَوا على أصحابها بالخلود في النار , وفَريقا جَعلوهم مؤمنين كامِلِي الإيمان ؛ فهؤلاء غَلَوا ، وهؤلاء جَفَوا ، وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهِب كالإسلام في الْمِلَل ، فها هنا كُفر دون كُفر ، ونفاق دون نفاق ، وشرك دون شرك وفُسوق دون فُسوق ، وظلم دون ظلم .
وقال أيضا : وأما كُفر العَمل فينقسم إلى : ما يُضادّ الإيمان ، وإلى ما لا يُضاده .

وقال : وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كُفر تكذيب ، وكُفر استكبار وإباءٍ مع التصديق ، وكُفر إعراض ، وكُفر شك ، وكُفر نفاق .
فأما كُفر التكذيب : فهو اعتقاد كَذِب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار ، فإن الله تعالى أيّد رُسله وأعطاهم مِن البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة ..
وإن سُمّي هذا كُفر تكذيب أيضا فصحيح ، إذ هو تكذيب باللسان .
وأما كُفر الإباء والاستكبار : فنحو كُفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار ، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كُفر مَن عَرف صِدق الرّسول وأنه جاء بالحق مِن عند الله ولم يَنْقَدْ له إباء واستكبارا ، وهو الغالب على كُفر أعداء الرُّسُل ..
وهو كُفر أبي طالب أيضا ، فإنه صدّقه ولم يَشكّ في صِدقه ولكن أخذته الْحَمِيّة وتعظيم آبائه أن يَرغب عن مِلّتهم ويَشهد عليهم بالكفر !
وأما كفر الإعراض : فأن يُعرِض بِسمْعه وقَلبِه عن الرسول ، لا يُصدّقه ولا يُكذبه ، ولا يُواليه ولا يُعاديه ، ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتة ، كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم : والله أقول لك كلمة ؛ إن كنت صادقا فأنت أجلّ في عيني مِن أن أردّ عليك ، وإن كنت كاذبا فأنت أحقر مِن أن أُكلّمك .
وأما كفر الشك : فإنه لا يَجزم بِصِدقه ولا بِكَذبه ، بل يَشكّ في أمره ، وهذا لا يستمر شَكّه إلاّ إذا ألْزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جُملة ، فلا يَسمعها ، ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها ؛ فإنه لا يبقى معه شك لأنها مُستَلْزِمة للصدق ، ولا سيما بمجموعها ، فإن دلالتها على الصدق كَدَلالة الشمس على النهار .
وأما كفر النفاق : فهو أن يُظهر بلسانه الإيمان وينطوي بِقلبِه على التكذيب ؛ فهذا هو النفاق الأكبر . اهـ .

وقد عَقَد ابن القيم في " مدارِج السالكين " فصلا في أجناس ما يُتاب منه ، ولا يَستحق العبد اسم التائب حتى يتخلّص منها ، وهى اثنا عشر جنسا مَذكورة في كتاب الله عز و جل ، هي أجناس المحرمات : الكفر ، والشرك ، والنفاق ، والفُسوق ، والعِصيان ، والإثم ، والعُدوان ، والفحشاء ، والمنكر ، والبَغي ، والقول على الله بِلا عِلم ، واتباع غير سبيل المؤمنين ؛ فهذه الاثنا عشر جنسا عليها مَدار كل ما حَرَّم الله ، وإليها انتهاء العالَم بأسْرِهم إلاّ أتْباع الرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم ، وقد يكون في الرجل أكثرها أو أقلها ، أو واحدة منها ، وقد يَعلم ذلك ، وقد لا يَعلم ؛ فالتوبة النصوح : هي بالتخلص منها والتحصّن والتحرّز مِن مُواقَعتها ، وإنما يُمكِن التخلّص منها لِمَن عَرَفها . اهـ .
فمن أراد الاستزادة فليرجِع إليها .
وليرجِع إلى تفصيل أكثر في كتاب " الصلاة وأحكام تاركها " لابن القيم أيضا .

وسبق الجواب عن :
ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعظم ؟
http://almeshkat.com/vb/showthread.php?t=34189

أليس الكفر مِلّة واحدة ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=80386

والله تعالى أعلم .


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما الدليل على استثناء الشرك الأصغر من الآيات والأحاديث التي يُذكَر فيها الشِّرْك ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 01-11-2016 12:13 AM
هل التخدير (بغرض إجراء عملية جراحية) ينقض الوضوء الأكبر أو الأصغر؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 24-10-2013 12:00 AM
إذا فعل شخص الشرك الأكبر وكان معذورا بجهل يعجز عن دفعه أو بتأويل فهل يسمى مشركًا؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 17-09-2012 10:30 PM
هل تجوز القراءة من المصحف للجُنب وصاحب الحدَث الأصغر ؟ نسمات الفجر إرشـاد الطـهــارة 1 28-02-2010 07:35 AM
الشرك الأكبر كعبادة غير الله من الأوثان والقبور والموتى رولينا قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 20-02-2010 09:57 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى