ما صِحّة عِبارة " انتهى الشرّ " أو " ما ينتهي إلا الشرّ " ؟
الجواب :
هذه عِبارة غير صحيحة عند الإطلاق ، وإن كان قائلها يُريد بها التفاؤل بِوجود الخير وبُعْد الشرّ
إلا أن الشرّ لا يَنتهي بل هو بازدياد .
والساعة تَقوم على شِرار الْخَلْق .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : لا تقوم الساعة إلا على شِرار الخلق ، هم شَرّ مِن أهل الجاهلية ، لا يَدْعُون الله بِشيء إلاّ رَدّه عليهم .
وعن عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تَتَسَافَدُوا في الطريق تَسَافُد الحمير . قلت : إن ذاك لكائن ؟ قال : نعم ليكونن . رواه ابن أبي شيبة وابن حبان .
ومِن علامات الشرّ في آخر الزمان ما يَكون فيه من الفِتَن الكبار .
وأكبر ما يَكون فيه فِتنة المسيح الدجّال .
ومن الشرّ في آخر الزمان رَفْع العِلْم وانتشار الْجَهْل وشُرْب الخمر وفشوّ الزنا وانتشاره .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ مِن أشراط الساعة أن يُرْفَع العِلْم ويَثْبُت الْجَهْل ، ويُشرب الخمر ، ويَظهر الزنا . رواه مسلم .
وكذلك ما يَكون فيه من كثْرَة القَتْل من غير سبب ، حتى لا يَدْري القاتِل فيما قَتَل ولا المقتُول فيما قُتِل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين يدي الساعة أيامًا يُرْفَع فيها العِلْم ، ويَنْزِل فيها الْجَهل ، ويَكثر فيها الْهَرْج . والْهَرْج القَتْل . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تَذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يَوم لا يَدري القاتِل فيمَ قَتَل ، ولا الْمَقْتُول فِيمَ قُتِل . فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الْهَرْج ؛ القاتِل والْمَقْتُول في النار . رواه مسلم .
فالشرّ في ازدياد وليس يَنتهي بِتَقَدُّم الزمان ، بل يَزداد .
روى البخاري من طريق الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فَشَكَونا إليه ما يَلْقَون من الْحَجَّاج ، فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زَمان إلا الذي بَعده شَرّ مِنه حتى تلقوا ربكم . سَمَعْتُه مِن نَبِيِّكم صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد