[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، بارك الله فيكم شيخنا الفاضل على ما تقدمونه لنا من نفع ، أثابكم الله على ذلك ، و رزقكم حسن الخاتمة.
أم لأيتام ، بعد وفاة زوجها، خصصت لها المؤسسة التي كان يشتغل فيها تعويضات مالية(دفعت مرة واحدة) لها و لأبنائها ، و خصصت لهم كذلك مبلغا شهريا ، تأخذه الأم جملة واحدة ، لأن الأبناء قُصّر ، و هي الكفيلة الشرعية لهم ، فما كان من الأم ، إلا أنها جمعت في البداية (يعني بسنة بعد وفاة الزوج) كل تلك المبالغ المتوفرة لها حينها و اشترت بيتا و سجلته باسمها ، و هي لا تعيش فيه دوما ، بل تلجأ إليه في فترات الصيف فقط .
سؤالها : هل تأثم لأنها سجلت البيت باسمها ؟ أم عليها أن تسجل أبنائها معها ؟و هي فعلت ذلك حتى تتفادى الإجراءات لأنه قيل لها في حالة ما أرادت بيعه أو استبداله و كان الأبناء معها مسجلين في العقد فلن يكون ذلك سهلا ، بحكم أنهم قصر ، بل يجب عليها أن تلجأ إلى المحكمة لتفصل في ذلك .
و هي الآن تعمل ، و لها راتبها تدمجه في حساب واحد مع المبلغ الشهري الذي خصصته لها المؤسسة التي كان يعمل فيها زوجها ، و هي تنفق على أبنائها بدون أن تبحث في ذلك ، أي أنها لم تفرق بين المبلغ الذي خصص لأبنائها و مبالغها ، بل تجمعها في حساب واحد ، و تخرج الزكاة كلما حال عليه الحول ، و الحمد لله المال في تنامي و هي تنفق بدون إسراف*.
سؤالها الثاني : هل تفصل مالها عن مال أبنائها الأيتام ، و تصرف عليهم من مالها فقط ؟ أم تترك الحال على ما هو عليه ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا، فهي جد قلقة في هذا الموضوع و تخشى كثيرا أن تكون ممن يسرف في مال اليتامى ، على الرغم من أنها تتحرز كثيرا من ذلك .




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كانت جَمَعت المبالغ المخصصة للقُصّر ثم اشترت به بيتا باسْمِها فقد أخطأت ، ويجب عليها تصحيح الوضع ، فإن أمكن كتابة البيت باسم المرأة وأولادها ، وإلاّ فيكون عن طريق كتابة موثّقة وتُصدّق ، بحيث لا تضيع حقوق الأيتام .

ولا يجب عليها أن تفصل مالها عن مال أبنائها الأيتام ، إلاّ إذا كان مالهم كثيرا ، بحيث يزيد عن المصروف والمأكل والمشرب ، أو يكون ما تصرفه على نفسها أكثر مما تصرفه على الأيتام .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد