عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي هل الحديث ينسخ القرآن ، وهل كل أقوال النبي ﷺ وكل كلامه أو حديثه وَحي ؟
قديم بتاريخ : 08-04-2018 الساعة : 08:51 AM

شيخي استاذي عبد الرحمان السحيم
الحديث لا ينسخ القرآن الكريم والقول أن النبي صل الله عليه و سلم كل كلامه أو حديثه وحي فهو غلط كبير
لأن النبي صل الله عليه وسلم كان يمزح وكان ينام مع أهله كسائر الناس ، فهل كان ينطق بالوحي أيضا مع أهله صل الله عليه و سلم ؟
و هذا ينافي القول بأن كل حديث النبي وحي يوحى والدليل على ذلك هو أنه صل الله عليه وسلم نهى عن كتابة الحديث
بصرف النظر عن الأسباب التي تسوقونها شيخي الفاضل فلو كان حديثه أيضا وحيا لما نهى عن كتابته وتدوينه لأي سبب من الأسباب
لأنه سوف يكون بمنزلة القرآن
و الدليل الثاني قوله تعالى عز من قائل : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
و الذكر كما نعلم جميعا سيدي و شيخي هو القرآن الكريم
فكيف لله أن يعد بحفظ جزء من وحيه وأن لا يعد بحفظ الجزء الآخر ؟
و الدليل الثالث شيخي هو قوله تعالى : ما فرطنا في الكتاب من شيء
و على أقل تقدير وأضيقه فكتاب الله لم يفرط في نشئ من ديننا
قد تقول لي كيف عرفنا طريقة الصلاة مثلا ... سأقول لك السنة الفعلية شيخي لا جدال عليها
فقد شوهد النبي وهو يصلي آلاف المرات ومن طرف مئات الأشخاص وربما آلاف أيضا
و المسلمون لم يكونوا في تيه ولم يكونوا غافلين عن الصلاة 200 سنة تقريبا قبل ان يجمع الحديث
الذي استحيي ان اسميه كاملا حديث النبي ففيه حديث النبي وفيه غير ذلك
اما بالنسبة لقولك شيخي أن الحديث ينسخ القرآن فهذا شئ أستحيي فعلا وصفه امام جنابكم
ادعوك شيخي الجليل ان تعيد البحث و التفكير به بكل تعمق
فرسول الله لم يكن مشرعا مع الله وربنا سبحانه يعلم الغيب ويعلم ما بالصدور واخفى فكيف ينزل آية ويأتي النبي صل الله عليه وسلم ويقول بغيرها هذا تناقض واضح بين كتاب الله الذي لم تَشِبه ولن تشوبه شائبة بإذن الله
وبين حديث النبي صل الله عليه و سلم الذي نهى عن كتابته و انتم تعلمون شيخي قصة سيدنا عمر رضي الله عنه مع الحديث
ورغم ذلك كتب بعد وفاته صل الله عليه وسلم ب 200 سنة تقريبا
وفوق كل هذا وذاك يجب علينا تصديقه تصديقا اعمى ومطلقا فقط لأنه يخضع لشروط البخاري مسلم
بشر مثلنا مثلهم ! يمكن ان يصيبوا و يمكن ان يخطئوا
بعد كل هذا و ذاك شيخي الفاضل
لماذا نترك كتاب الله الذي لا غبار عليه والذي شهد الله سبحانه و تعالى بذاته المنزهة انه لم يفرط فيه من شئ ونبحث عن الجدال والسجال وعن شئ نهانا النبي عن فعله ! ربما لأنه علم صل الله عليه وسلم وفطن الى ان نسب الحديث له صل الله عليه وسلم سيكون امرا يسيرا
و سيجر الأمة الى الويلات و التقسيم والذل والمهانة التي نراها عليها الآن
و الله تعالى أعلى و أعلم
أنتظر ردكم سيدي و شيخي عبد الرحمان السحيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم

الجواب :

بارك الله فيك .

أولا : الذي أنْزَل القرآن هو الذي أرْسَل رسوله بالْهُدى ودِين الحقّ ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يَقول إلاّ حَقّا ، ولا يُقرّ صلى الله عليه وسلم على خطأ ، كما كان في شأن الأسرى ، وفي شأن الأعمى ، وفي الإذن للمُتخَلِّفِين عن الغزو .
ثم إن الله عَزّ وَجَلّ زَكّى نُطقَ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الله تبارك وتعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) .
وأمَر الله تعالى بأخذ ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عَزّ وَجَلّ : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .
وأخْبَر صلى الله عليه وسلم أنه لا يتكلّم إلاّ بِحَقّ .
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : كنت أكتُب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِيد حِفظه ، فَنَهَتْني قريش ، وقالوا : أتكتُب كل شيء تسمعه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بَشَر يَتكلّم في الغَضب والرّضا ؟ فأمْسَكتُ عن الكِتاب ، فذَكَرُت ذلك لِرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأوْمَأ بِأصْبعه إلى فِيه ، فقال : اكْتُب ، فوالذي نفسي بِيده ما يَخرج منه إلاّ حَقّ . رواه الإمام أحمد ، ورواه ابن أبي شيبة ومِن طريقه : رواه أبو داود . وصححه الألباني والأرنؤوط .

وحتى في مزاحه ، لا يَقول إلاّ حقّا .
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إني لا أقول إلاّ حَقّا ، قال بعض أصحابه : فإنك تُدَاعِبنا يا رسول الله ؟ فقال : إني لا أقول إلاّ حَقّا . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن صحيح . وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .
وفي رواية الطبراني : إني لأمْزَح ، ولا أقول إلاّ حَقّا . رواه الطبراني ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن .

وحتى كلامه مع أهله لا يخلو مِن حِكمة ، ومِن أحكام .
وعلى سبيل المثال : قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : نَاوِلِيني الْخُمْرَة مِن المسجد ، قالت فقلت : إني حائض ، فقال : إن حيضتك ليست في يدك . رواه مسلم .
وقد استَنبَط العلماء مِن هذه الْمحادَثَة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته عِدّة أحكام ، منها :
لا خلاف بين العلماء في طهارة عَرَق الْجُنُب وعَرَق الحائض .
وأن الحائض لها أن تَمُرّ في المسجد لحاجة إذا أَمِنَتْ تَلْوِيثه .
ودل على أن الحيض لا حُكم له في غير مَوضِعه الذي أُمِرْنا بالاجتناب له مِن أجْله .
(أفادها ابن عبد البر في الاستذكار)
وفيه : جواز الصلاة على السّجاد ونحوه .
قال الخطابي : الْخُمْرَة : السجادة التي يَسجد عليها الْمُصَلّي ، ويُقال : سُمّيت خُمْرَة ؛ لأنها تُخَمِّر وَجْه الْمُصَلِّي عن الأرض ، أي : تَستُره . اهـ .

وكذلك ما يأخذه العلماء مِن تعامل الرجل مع زوجته ، وتعامل المرأة مع زوجها ، فيُؤخَذ مِن تَعامُله صلى الله عليه وسلم مع أهله ، ومِن كلامه معهم .

وعلى سبيل المثال : قول عائشة رضي الله عنها وهي تشكو الصّدَاع : وارَأسَاه . رواه البخاري .
وبَوّب عليه الإمام البخاري : باب ما رُخِّص للمَريض أن يَقول : إني وَجِع ، أو وَارَأسَاه ، أو اشْتَدّ بي الوَجَع .

ولا شيء يُترَك مِن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه معصوم ، ومُؤيّد بالوَحي .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كلّ أحد يُؤخذ مِن قوله ويُترَك إلاّ محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء نحوه عن تلميذه : مُجاهِد بن جَبر .

ثانيا : نَسْخ القرآن بالسّنّة ، مسألة خِلافية ، والأمر فيها وَاسِع ، وليس في النّسخ تناقض ؛ فالذي أنْزَل القرآن هو الذي نَسَخ بعض الأحكام ، سواء كان النّسخ بِصريح القرآن ، أو كان على لِسان نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم .
ومِن أوْضَح الأدلّة على نَسْخ القرآن بالسنّة : قوله صلى الله عليه وسلم : خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ . رواه مسلم.
وهذا نَسْخ للحُكم في هذه الآية : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفاحشة مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فإن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا) .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير الآية السابقة : كان الْحُكم كذلك ، حتى أنزل الله سورة النور ، فَنَسَخَها بالْجَلْد أو الرَّجم .
وتحويل القبلة لم يُنسَخ بالقُرآن ، وإن كان التّوجّه إلى بيت المقدِس جاء في القرآن ، وجاء في القرآن الوَعْد بالتوجّه إلى قِبْلَة يَرْضَاها .

والسُّنّة مثل القرآن .
فالسُّنّة تَنسَخ القرآن ، وتُخصص عمومه ، وتُقيِّد مُطلَقه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ألاَ إني أُوتِيت الكتاب ومثله معه ، ألاَ إني أُوتِيت القرآن ومثله معه ، ألاَ يُوشِك رجل يَنثني شَبعانًا على أرِيكَته يقول : عليكم بالقرآن ! فما وَجَدتم فيه مِن حلال فأحِلّوه ، وما وَجَدتم فيه مِن حَرام فحَرِّموه . رواه الإمام أحمد .

ثالثا : لم يَنْه النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث على الإطلاق ، بل نَهَى في مُدّة مُعيّنة ، ثم أذِن فيه ، وأحاديث الإذن بالكتابة أكثر وأشهر وأصحّ مِن أحاديث النّهي عن الكتابة ، فلم يَرِد في النهي عن الكتابة إلاّ حديث واحد ، وقد تَكلّم فيه بعض العلماء ، بينما وَرَدَت أحاديث كثيرة في الإذن بالكتابة ، ومنها :
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما السابق ، وقوله صلى الله عليه وسلم له : اكْتُب .
وكان لِعبد الله بن عمرو صحيفة تُعرَف بالصحيفة الصادقة .
ولذلك قال أبو هريرة رضي الله عنه : مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلا أَكْتُبُ . رواه البخاري .
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَب عام الفتح ، فجاء رجل من أهل اليمن يُقال له : أبو شاه ، فقال : اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ .
وهذا في أواخِر حياته صلى الله عليه وسلم ، فلو افْتَرَضْنَا صِحّة النهي عن الكتابة ؛ فإن هذا كان مُتأخِّرا ، فيكون ناسِخًا لِمَا سَبَق مِن النهي عن الكتابة .
وأجْمَعت الأمّة على جواز كِتابة الحديث ، وأُمّة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتَمع على ضلالة ، كما أخبر مَن لا يَنطِق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .

رابعا : إذا قال قائل : لا نأخُذ بِكلّ ما جاء في السّنة الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام بِحُجّة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلّم في حال الرضا والغضب ، وفي حال كلامه مع أهله ، فمِن أين سيأخذ تفاصيل الأحكام ؟ مِن أين سيأخذ تفاصيل أحكام صلاته ؟ وأحكام صيامه ؟ وحجّه وزكاته ؟ وسائر ما أُجْمِل في القرآن ؟؟
فإن قال : سيأخُذها مِن السّنّة الفِعليّة ، والتطبيق العمَلي .
قُلنا له : سيَرِد عليك عِدّة أسئلة :
1 - هل كل أحكام العبادات نُقِلَت عنه عليه الصلاة والسلام عَمَلِيّا ؟
2 - وهل السّنّة الفِعليّة مثل السّنة القولِيّة في قُوّة الاستدلال ؟ أليست السّنّة الفِعليّة يَرِد عليها احتمال الخصوصية به عليه الصلاة والسلام ؟! وهذا لا يَرِد في خِطابه صلى الله عليه وسلم لأُمّته .
3 - وهل سيأخذ السّنة الفِعليّة ويستدلّ بما رَواه الأئمة في كُتبهم ؟ أو سيأخذ دِينه مِن أفعال الناس التي يَرِد عليها الخطأ والنقص ؟!!
ومِن أين سيأخذ تفاصيل أحكام الزكاة ، وأنصِبَة الزكاة التي جاءت مُجْمَلة في القرآن ؟
وكذلك أحكام المواريث التي جاءت مُجْمَلة في القرآن ؟
وإنما تفاصيلها في السّنة القولِيّة ، وليس في السّنّة الفِعليّة .

خامسًا : لا يصِحّ الاستدلال بِقوله تبارك وتعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) على أن القرآن مُشتَمِل على كل حُكم ، ولا على أن السّنة لا تستقلّ بالتشريع ، فالقرآن فيه أحكام وقواعد كُلّيّة ، وفيه إجْمَال وبيانه في السّنة ، وفيه عموم وتخصيصه في السّنة ، وفيه مُطلَق وتقييده في السّنة .
وقد أجْمع العلماء على تحريم الْجَمْع بين المرأة وعَمّتها ، وبين المرأة وخَالَتها في النّكاح .
وهذا قَدْر زائد على ما حُرِّم في القرآن ، وقد استَقَلّت به السُّنَّة .
كما لا يَصِحّ الاستدلال بِقوله عَزّ وَجَلّ : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) على أن القرآن محفوظ دُون السّنّة ؛ فإن السّنة مِن الذِّكْر المحفوظ الذي تَكَفّل الله بِحفظِه ؛ لأن فيها بيان القرآن وتفاصيل أحكامه ، فكان حِفْظ السّنة تابع لِحفظ القرآن .
قال ابن الوزير : قال الله تعالى في وَصْف رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) ، وقال فيما أوْحَاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) , وهذا يقتضي أنّ شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال محفوظة , وسُنّته لا تَبْرَح مَحْرُوسَة . اهـ .

وفي قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) قال إمام دار الْهِجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله : قَول الرَّجُل : حدثني أبي عن جدي.
وقال الإمام المجاهِد عبد الله بن المبارك رحمه الله : الإسناد مِن الدِّين ، لولا الإسناد إذًا لَقَال مَن شاء مَا شاء .

وإذا صَدَقنا في الأخذ بالقرآن ، فإن القرآن فيه الأمر بالأخذ بالسّنّة .
قال الله جلّ جلاله : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .
وقد اسْتَدَلّ ابن مسعود رضي الله عنه على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما جاء في القرآن ، وعلى وُجوب طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه : لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيِّرات خلق الله . قال : فبلغ ذلك امرأة مِن بني أسد يُقال لها أم يعقوب ، وكانت تقرأ القرآن ، فأتَته فقالت : ما حديث بَلَغَني عنك ؛ أنك لَعنتَ الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيِّرات خلق الله ؟ فقال : عبد الله ومَا لي لا ألْعَن مَن لَعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله ، فقالت المرأة : لقد قرأت ما بين لَوحَيّ المصحف فما وَجَدته ، فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وَجدتِيه ، قال الله عز وجل : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) . رواه البخاري ومسلم .

وسؤال لِمن يُريد أن يستغني بالقرآن عن السّنّة :
ما هي مُهمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إن مِن لوازِم الإيمان بِأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم : طاعته فيما أمَر ، واجتناب ما نَهى عنه وزَجَر ، وتصديقه فيما أخبَر .

وغير صحيح أن تدوين السّنّة وتأليف كُتب السّنّة لم يَتِمّ إلاّ بعد مئتي سَنَة .

وهذا سبق التفصيل فيه هنا :
شُبهة حول تدوين السُّنّة وتباعد زَمن أصحاب كُتب السُّنّة المعروفة عن زمن النبي ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16159

وسبق :
هل تُنسخ الآية بالسنة ، وهل السّنة تَنسخ القرآن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14608

كيف نعرف أن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16538

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة قصة الذي كان يُكثر من الصلاة على النبي ﷺ فرأى أن النبي ﷺ يقبّله ؟ نسمات الفجر إرشـاد القـصــص 0 24-12-2014 01:46 AM
ما مدى صحة الأحاديث المذكورة حول الصلاة على النبي ﷺ ؟ *المتفائله* قسـم السنـة النبويـة 0 26-03-2010 05:31 AM
معنى الحديث : " ولينْزلن أقوام إلى جنب علم ..." ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 21-03-2010 07:02 PM
ما حكم التوسل بجاه النبي ﷺ ؟ محب السلف قسـم السنـة النبويـة 1 05-03-2010 11:46 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى