راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : شرح أحاديث عمدة الأحكام
افتراضي كتاب الحج
قديم بتاريخ : 13-03-2010 الساعة : 06:03 PM

كِتَابُ الْحَجِّ

1= الحج لغة هو :
القصد .
و العمل .
وقال الخليل بن أحمد : هو كثرة القَصْد إلى مَن تُعظِّم . ذَكَرَه ابن الملقِّن .
وشرعًا : هو قصد مخصوص ، مِن شخص مخصوص ، إلى مَحَلٍّ مخصوص ، في زَمن مخصوص ، على وَجه مخصوص . ذَكَره ابن الملقِّن .

شرح التعريف :
قصد مخصوص : لإخراج سائر المقاصِد ، فهو قصد مخصوص .
مِن شخص مخصوص : هو المسلم العاقل البالغ الْحُرّ القادر – وتزيد المرأة " وجود مَحْرَم " – .
فالكافر لا يَصِحّ منه ، ولو حجّ حال كُفره لزمته الإعادة بعد إسلامه .
والمجنون ، لا يَصِحّ منه تَقرّب .
والصغير لو حجّ ثم بَلَغ ، أو العبد لو حجّ ثم عتِق ، فعليهم حجّة الإسلام .
والقادر : الذي يجد المال والراحلة وما يَحجّ به زائدا عن قُوت مَن يَعول ، لأن الحج على الاستطاعة
ومِن الاستطاعة في حق المرأة : وُجود الْمَحْرَم ، وسيأتي تفصيل ذلك .
إلى محلّ مخصوص : هو مَكة – شرّفها الله – والمشاعر المقدّسة .
في زمن مخصوص : هي أشهر الحجّ .
على وجه مخصوص : هي أفعال الحج .
فلو قصد مكة مَن تنطبق عليه شروط وُجوب الحج وأتى بأفعال الحج واختلّ شرط الزمن الخصوص لم يَكن فِعله حَجًّا ولا يُقبَل منه .
وكذا لو اختلّ واحد مِن أركان التعريف .

2= هل يَجِب الحج على الفَوْر ؟
في المسألة قولان :
الصحيح منهما : أنه يَجب على الفور .
فإن قيل : فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يَحجّ إلاّ في آخر حياته . فكيف تقولون يجب على الفَور ؟
فالجواب :
أن مكة لم تكن قبل ذلك دار إسلام إلاّ بعد الفتح .
وقد بَعَث عليه الصلاة والسلام أبا بكر ثم أتبَعه بِعليّ رضي الله عنهما يُنادون في الناس : ألاَ لا يحج بعد العام مُشرك ، ولا يطوف بالبيت عُريان . كما في الصحيحين .
فلو حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الظروف لم يتمكّن الصحابة رضي الله عنهم من أخذ مناسكهم عنه عليه الصلاة والسلام على الوجه المطلوب ، ولم تَتَمَحّض الصُّحْبَة المؤمِنة ، بل يكون في الناس مسلم ومشرك .
فلما تم إعلان ذلك وإعلام الناس بذلك حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة .
ثم إن دلالة القول أقوى مِن دلالة الفعل .
فإنه صلى الله عليه وسلم قال : أيها الناس قد فَرَض الله عليكم الحج فَحُجُّوا . رواه مسلم .
والأمر يقتضي المبادرة .
فلو افترضنا تعارض القول لفِعل فإن الفعل مُقدَّم على القول ، كيف وهو ليس بينهما تعارض ؟!
وبالوجوب على الفور القول قال أبو حنيفة وأحمد وبعض المالكية .

3= حُكم العمرة :
واجبة على القول الصحيح .
قال تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) .
قال القرطبي : في هذه الآية دليل على وُجُوب العُمرة ، لأنه تعالى أَمَرَ بإتمامها كما أَمَرَ بإتمام الحج . قال الصُّبَي بن مَعبد : أتيت عمر رضي الله عنه ، فقلت : إني كنت نَصرَانيا فأسْلَمتُ ، وإني وجدت الحج والعمرة مَكْتُوبَتَيْن عليّ ، وإني أهْلَلْتُ بهما جميعا . فقال له عمر : هُدِيتَ لِسُنَّة نَبِيِّك . قال ابن المنذر : ولم يُنْكِر عليه قوله " وَجَدتُ الحج والعمرة َمكْتُوبَتَيْن عليّ " .
وبوجوبهما قال علي بن أبي طالب وابن عمر وابن عباس . وروى الدارقطني عن ابن جريج قال : أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : ليس مِن خلق الله أحد إلاّ عليه حجة وعمرة واجِبَتَان مَن استطاع إلى ذلك سبيلا ، فمن زاد بعدها شيئا فهو خير وتَطوّع ... قال ابن جريج : وأُخْبِرتُ عن عكرمة أن ابن عباس قال : العمرة واجبة كَوُجوب الحج مَن استطاع إليه سبيلا .
وممن ذهب إلى وُجوبها مِن التابعين : عطاء وطاوس ومجاهد والحسن وابن سيرين والشعبي وسعيد بن جبير وأبو بُردة ومسروق وعبد الله بن شداد ، والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عبيد ، وابن الجهم مِن المالكيين . وقال الثوري : سمعنا أنها واجبة . وسئل زيد بن ثابت عن العمرة قبل الحج ، فقال : صَلاتان لا يَضرك بأيهما بَدأت . ذكره الدارقطني .
وكان مالك يقول : العمرة سُنّة ولا نعلم أحدًا أرخص في تَركها . وهو قول النخعي وأصحاب الرأي فيما حكي ابن المنذر ، وحكي بعض القزوينيين والبغداديين عن أبي حنيفة أنه كان يوجبها كالحج ، وبأنها سُنة ثابتة قاله ابن مسعود وجابر بن عبد الله . انتهى ما ذَكَره القرطبي في التفسير .

بابُ المواقيتِ
1= المواقيت جمع ميقات
والميقات : هو الْحَـدّ .
وشرعا : هي الحدود المكانية التي حدَّها الشارع لمن أراد الحج أو العمرة أو هما معًا .

2= مواقيت الحج : جَمَعتْ بين المواقيت الزمانية والمكانية .
فالحاج يقصد مكة في أشهر الحج ، ويُحرِم من هذه المواقيت .
ومن كان دون ذلك فمِيقَاته مِن مكانه – كما سيأتي – .

والله تعالى أعلم .

كتبه فضيلة الشيخ :
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معنى (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ..ابن تيمية رحمه الله طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 19-07-2015 06:30 PM
كتاب أبواب الفرج إرشاد إرشـاد الأذكـار 0 26-03-2010 05:35 PM
كتاب الصلاة راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 13-03-2010 11:43 PM
ما معنى ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) في أذكار ما بعد الصلاة؟ ناصرة السنة إرشـاد الأذكـار 0 08-03-2010 09:19 PM
قصة فى كتاب (من عاش بعد الموت ) ناصرة السنة إرشـاد القـصــص 0 16-02-2010 01:32 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى