|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ما حُكم الاحتفال بأعياد الكفار ، وتهنئتهم بأعيادهم ؟
بتاريخ : 13-02-2010 الساعة : 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن زوجة خالي مسيحية، ولم يمر على زواجهما سنة، وهي مغتربة عن أهلها ولا تعرف غير خالي وأهله - نحن- في بلادنا، فهل يجوز أن أحتفل معها، أو أن نقيم حفلاً صغيراً لمواساتها، أو أن نبارك لها، أو أن نقدم لها هدية؟
وأقصد الإحتفال بأعيادهم المسيحية، مثلاً ( كرسمس ) الذي يصادف 25 من هذا الشهر؟
وجزاك الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار عُموما ، ولا بأعياد اليهود والنصارى خصوصا ، ولا يجوز تقديم هدايا لهم بمناسبة أعيادهم ؛ لأن هذا يتضمّن الرضا بِما هم عليه ، ومُوَافقتهم على باطِلهم .
قال ابن القيم رحمه الله : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تَهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سَلِم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بِمَنْزِلة أن يُهَـنِّـئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مَقْتًا مِن التهنئة بِشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفَرْج الحرام ونحوه . وكثير ممَن لا قَدْر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كُفر فقد تَعَرَّض لِمَقْت اللّه وسَخَطه . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا يجوز للمسلم أن يُشارك الكفار في أعيادهم ، ويُظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ، ويُعطل الأعمال ، سواء كانت دينية أو دنيوية ؛ لأن هذا مِن مُشابهة أعداء الله المحرَّمة ، ومِن التعاون معهم على الباطل ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من تشبه بقوم فهو منهم . والله سبحانه وتعالى يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) . اهـ .
وفيها أيضا :
لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار كالهندوس وغيرهم في أعيادهم ومناسباتهم ، أو إظهار الفرح والرضا بها ، وتقديم التحيّة والتبريك لهم بمناسبة ذلك ؛ لِمَا في ذلك مِن مُشابهة أعداء الله في أعمالهم المحرَّمة المخالفة لِدين الإسلام ، ولِمَا في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وإدخال السرور عليهم ، والتودد لهم ، وتكثير عددهم ، ورفع شأنهم . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله عن تهنئة الكفار بأعيادهم : وتهنئتهم بذلك حرام ..
وإذا هنّئونا بأعيادهم ، فإننا لا نُجيبهم على ذلك ؛ لأنها ليست بأعيادٍ لنا ، ولأنها أعياد لا يَرضاها الله تعالى ...
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها، لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يَحرُم على المسلمين التشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ... ومَن فَعل شيئا مِن ذلك فهو آثم ؛ سواء فَعَلَه مُجَامَلة ، أو تَوَدّدا ، أو حَياء ، أو لغير ذلك مِن الأسباب ؛ لأنه مِن المداهنة في دِين الله ، ومِن أسباب تَقوية نفوس الكفار ، وفَخرهم بِدِينهم . اهـ .
وللفائدة :
هل يجوز للمسلم أن يشارك أقاربه غير المسلمين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد أو رأس السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18796
ما حُكم مَحبة المسلم لِصديقه النصراني وتعلّقه به؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11808
والصواب أن يُقال نصرانية ، ولا يُقال : مسيحية .
وسبق بيان ذلك هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=614
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|