[راجية العفو]

هل يستطيع الطبيب الذي يعيش في دولة أجنبية أن يشتري بيت من البنك بالفائدة ؟
فهل يكون ذلك حرام ؟
وجزاكم الله خيرا



الجواب :

وجزاك الله خيرا

لا يجوز شراء البيوت ولا السيارات ولا غيرها من السِّلَع عن طريق القروض الربوية .
ومعلوم أن الله أباح أكل الميت حال الاضطرار ، ولم يُبِح أكل الربا والمراباة في حال الاضطرار .

وقد أكل الصحابة أوراق الشجر حتى قَرِحَت أشداقُهم ، كما في صحيح مسلم ، ومع ذلك لم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتعاملوا بالربا .

فإن الله تبارك وتعالى قال في شأن الربا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
ولم يسْتَثْنِ من ذلك شيئا .
وقال في شأن الميتة والدم والْخِنْزِير : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ وَلا عَاد فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فاستثنى حال الاضطرار .

وبهذا يُعلَم أن المضطر يجوز له أكل الميتة وأكل لحم الخنْزِير ، بِخلاف الربا ، فإنه لا يجوز منه قليل ولا كثير في حال الاضطرار ، فيكف بِغير حال الاضطرار ؟!

وبِه يُعلَم أيضا خُبْث الربا .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا ًطَيِّبًا)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فَإِنَّمَا أَذِنَ لِلنَّاسِ أَنْ يَأْكُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ بِشَرْطَيْنِ : أَنْ يَكُونَ طَيِّبًا ، وَأَنْ يَكُونَ حَلالا . اهـ .

فالربا لم يُؤذَن به ، فهو خبيث .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد