الجواب/
آمين ، وإياك .
أولاً : لا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يظنّ بِنبيّ من الأنبياء ما لا يظُنّ بآحاد المؤمنين .
لأن الأنبياء هم صفوة الله مِن خلقه .
بل إن ذلك الظنّ كُفْر .
قال القرطبي : قيل : معناه اسْتَزَلّه إبليس ووقع في ظنه إمكان ألاَّ يَقْدر الله عليه بمعاقبته . وهذا قول مردود مرغوب عنه ؛ لأنه كفر . اهـ .
ثانيا : ما جاء بخصوص يونس عليه الصلاة والسلام مِن قوله تعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) فهذا حمله العلماء على عِدّة معان ، أشهرها :
ظنّ أن لن نُضيِّق عليه ، وهذا معنى التقدير لُغة ، كما قال تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَة مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ) ، أي : ومن ضُيِّق عليه في رزقه .
وكما قال تبارك وتعالى : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) .
فيكون المعنى : ظنّ يونس أن لن نُضيِّق عليه .
المعنى الثاني : هو من القَدَر الذي هو القضاء والْحُكْم ، أي : فَظَنّ أن لن نقضي عليه بالعقوبة .
والمعنى الثالث : إن معنى (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) الاستفهام . وتقديره : أفَظَن ، فَحُذف ألف الاستفهام إيجازا .
ذَكَر هذه الأجوبة القرطبي في تفسيره .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض