[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بعلمكم ونفع بكم الأمة ونصر بكم دينه
شيخنا الكريم قد اطلعت على كتابكم القيم " لاتكن أعجز فتترك سلاحك "
وكان كالماء البارد للضمآن .فلا حرمتم الأجر
لكن أشكل عليَّ أمر وهو حديث :-
( أربع ركعات قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء )


فسؤالي أنا أصلي بفضل الله أربع ركعات قبل صلاة الظهر لكن ركعتين ومن ثم تسيلمة
ومن ثم ركعتين فتسليمة أيضا .
فهل ركعاتي هذه تدخل ضمن هذا الحديث ؟ أم يجب عليّ أن أصليها أربع ليس فيهن تسليم
كي تدخل في الحديث
كما هو في ظاهره .؟


وأريد صحة هذا الحديث ودرجته إن أمكن فقرأت للشيخ محمد حمود النجدي


فما روى أبو داود (1270) وابن ماجة : عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم ، تفتح لهن أبواب السماء )) قال أبو داود : بلغني عن يحيى بن سعيد القطان قال : لو حدثت عن عبيدة بشيء لحدثت عنه بهذا الحديث .
قال أبو داود : عبيدة ضعيف . أ هـ .
وعبيدة هذا هو ابن معتب الضبي الكوفي ، لا يحتج بحديثه ، وقال الحافظ في التقريب : ضعيف واختلط بآخرة .
فالحديث بهذا اللفظ فيه ضعف .
وقال المنذري في الترغيب (1/310) بعد أن عزاه لابن داود وابن ماجة : وفي إسنادهما احتمال للتحسين .
قال الألباني رحمه الله معقبا : لكن له طرق أخرى يتقوى بها دون قوله " ليس فيهن تسليم " وقد أشرت إليها في الأصل ، وخرجتها في صحيح أبي داود ( 1193 ) انتهى .


ماذا يعني ما تحته خط ؟ الذي فهمته أن حديث أربع ركعات قبل الظهر صحيح
لكن حديث الذي ورد أعلاه فكان سؤالي عنه "ضعيف "
بسط لنا المسألة حفظكم الله


وأفتونا مأجورين رحمكم الله



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الحديث حسن لغيره ، فرواية أبي داود من طريق شعبة عن عبيدة بن معتّب . ومعروف أن شُعبة لا يروي إلاّ عن ثقة ، فهذا توثيق من شعُبة لِعبيدة ، كما أن شُعبة روى عن عُبيدة قبل الاختلاط .
ونَقَل المباركفوري أن محمد بن الحسن رواه في موطئه قال : حدثنا بكير بن عامر البجلي عن إبراهيم والشعبي عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعا إذا زالت الشمس . فسأله أبو أيوب الأنصاري عن ذلك فقال : إن أبواب السماء تفتح في هذه الساعة فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير . قلت : أفي كلهن قراءة ؟ قال : نعم . قلت : أتفصل بينهن بسلام ؟ فقال : لا .

وهذه مُتابعة لعبيدة ، وإن كان " بُكير " فيه ضعف ، إلاّ أنه مُتابع لِعبيدة .

والأمر في هذا واسع ، فمن صلّى أربع ركعات بتسليمة واحدة ، فلا يُنكر عليه ، ومن صلاّها بتسليمتين فهو على صواب .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد