[راجية العفو]

السؤال
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب السؤال هذا يا شيخ :
كيف أتخلص من الأفكار الوسواسية العقديِّة وكيف أفرق بين الوسواس والحقيقية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13799
وطبقت ما نصحتني به ومنَّ الله علي بالشفاء من هذا المرض وأنا كنت أعاني من هذا المرض تقريبا 4 سنوات وكان العلاج في لحظات وهي التجاهل . فالحمد لله أولا وآخرا وجزاك الله خيرا يا شيخ فقد كنت في كرب شديد وضنك
ولكن شيخي أيضا أريد أن أعرف العلاج للمسألة الثانية المتعلقة بالغازات وإجابتك هي التي سأطبقها ولن أستمع إلى كلام شخص آخر مشكلتي كالتالي :
مشكلتي هذه تقريبًا نفس الإشكال وهو أني لا أفرق بين الحقيقة والوسواس فأنا أشعر بخروج الغازات بشكل مستمر لكن أشك أنها وسواسية وليست حقيقة فإذا أرخيت أعصابي وتجاهلت التفكير بخروج ريح تخف الغازات بشكل ملحوظ بل تكاد لا تخرج ولكن إذا فقط وضعتها في بالي أو فكرت فيها فضلا عن أن أجاهدها كي لا تخرج ، تخرج مني أو أشعر أنه يخرج مني ريح وإذا أردت أن أتأكد بأن أجد رائحة أو لا اكتشفت أنه يلبس علي حتى في الرائحة فلا أعرف حقيقة الرائحة من عدمها وهل الرائحة التي شممتها وهم أم فعلا شممت رائحة !
مع العلم يا شيخ أني قررت يوما من الأيام أن أتجاهلها فبعد أن تجاهلتها زادت علي وزادت وكأن الشيطان غضب واغتاظ ويريد أن يلبس علي أكثر وهكذا حالي إذا تجاهلت الغازات تخف أو تختفي وإذا استمررت في التجاهل تعود وتزيد بشكل ملحوظ
المشكلة يا شيخ وهو الذي يجعلنني أتردد في تجاهل هذه الغازات أو لا هو شعوري بخروج الريح كما يخرج عادَة للشخص السليم أي ليس مجرد حركة أو إحساس وهمي وأحيانا يصاحبها شعور في البطن وهذا ليس في أوقات الصلاة فقط بل في الأوقات الأخرى فهل الشيطان يستطيع أن يلبس على الإنسان في هذا أي أنه يحاكي نفس الإحساس الذي يحسه الإنسان عندما تخرج منه غازات ؟! ويؤثر على بطنه . وهل صحيح أنه ينفخ في دبر الإنسان كي يوهمه بخروج ريح
علما يا شيخ أني أتيقن بعدم خروج الريح ولا تأتيني الوساوس إذا قمت بتفريغ بطني قبل كل وضوء وقبل كل صلاة
وإن لم آكل شيء ولكن أشعر أن هذا تكلف وفيه نوع من مشقة خصوصا وأني أيضا مصاب باحتقان في البروستاتا فيتأخر عندي خروج البول فيخرج مني نقاط إلى نصف أو ثلث ساعة تقريبًا فأنتظر حتى يقف فأتوضأ
مع العلم يا شيخ أني أشعر بحركة وهمية -معذرة- في منطقة الدبر في بعض الأحيان
وبعد كل هذا ماذا تنصحني يا شيخ ؟ هل أتوضأ بسرعة ولا ألتفت لشيء
علما أني راجعت الطبيب سابقا وقال لي أنها مشكلة اضطراب في القولون وأعطاني أدوية ولم آخذ منه إلا واحدا ولكن دون جدوى
مع أني أشعر أن الأمر وسواس لذلك أنا مُصر أن لا أذهب إلى الطبيب فلولا الصلاة والوضوء لم أكن لأذهب للطبيب لأنها مشكلة بسيطة جدا وهي غازات خفيفة أو حركات في المعدة لا تؤذيني




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله وعافاك .

وهذه علاجها عدم الالتفات لها ، وعدم الاهتمام بها ، ما لم تكن يَقينًا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا وَجَد أحدكم في بَطنه شيئا فأشْكل عليه أخرج منه شيء أم لا ، فلا يخرجن من المسجد حتى يَسمع صوتا أو يَجِد رِيحا . رواه البخاري ومسلم .

وذلك لأن الشيطان يُحاول أن يُفسِد على الإنسان عبادته ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . رواه الإمام أحمد ، وقال محققو المسند : حديث حسن .
وقال ابن مسعود : إن الشيطان لينفخ في دُبُر الرجل ، فإذا أحس أحدكم ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . رواه عبد الرزاق .

وكلما اهتمّ الإنسان بخروج الغازات ، وشدّ أعصابه ، ارتخت أكثر .
وكلما تجاهل الإنسان ذلك ، ولم يلتفت إليه ، كلما ارتاح منها .

ولو عرضت حالتك على طبيب لعلّك تجد علاجا للغازات وللتضخم الذي ذَكَرْت .

شفاك الله وعافاك .

وسبق :
أعاني مِن الوسواس وأشعر بخروج الرِّيح أثناء وضوئي فما نصيحة فضيلتكم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10968
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد