[*المتفائله*]

السؤال
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
يا شيخ أريد أن أقص عليك قصتنا (باختصار طبعا)
أبي في ذات مرة (قبل 10 سنوات تقريبا) كان دائما يستمر بضرب أمي ضرب قوي جدا لدرجة لا تصدق والسبب لذلك هو إدمانه على المخدرات. فهي تذهب للشرطة لتطلب من النجدة مع العلم أن أهل أمي من بلد أخرى (ليس من قرية أو مدينة أخرى)
أبي هو الوحيد لأبيه وأمه .. أمه متوفاة وأبيه أي جدي يسكن معنا في نفس المنزل.
في ذات يوم ذهبت أمي لتتقابل مع أبي لتتفاهم عما حدث إلا انه يستغل الفرصة ويطعنها في السكين بعد ذلك انتقلت إلى المستشفى وبفضل الله تعالى لم يكن خطير مع العلم أنها كانت حامل في تلك الحادثة. الآن ذهب أبي إلى السجن وانحكم وانتهت فترة حكمه , وبعد ذلك خرج من السجن وذهب ليستمر بالإدمان على المخدرات وهو يطلب منها العودة إلى بيته للعيش معها ومع أولاده فعندما نقول أنه أصبح بخير وبكامل قواه العقلية إلا أنه يقوم بالصراخ علينا (على أبنائه) في الشارع والعمل لنا الفضيحة ووالله يا شيخ شعورنا نحن أبناؤه يقترب إلى الكراهية يجعلنا نكره لا يعطينا شعور بأنه أب يخاف علينا ويحبنا وظيفته فقط هي أن يسبب لنا الفضائح ..
(مع كل ذلك أمي وأبي لم يتطلقوا طلاق رسمي وإنما انفصال عن بعضهم) فهو يستمر على إرسال الشيوخ والناس إلى البيت لإقناعنا في إرجاعه إلى المنزل مع العلم أننا نحن أبناؤه ووالده وزوجته لا يريدونه أن يسكن معنا في البيت .
فسؤالي هنا هل رفضنا لعيش أبينا معنا في البيت نأثم وهل تأثم أمي التي مع كل ذلك لا تريد الطلاق بالرغم أنها لا تريد أن يرجع إلى المنزل فهي تأخذ منه نفقة (وهو لا يعمل طبعا يريد أن يرجع إلى المنزل دون أن يعمل ) فما حكم الدين بذلك ؟
أفيدونا أفادكم الله
جعله الله في ميزان حسناتك يا شيخ.





الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وأعانكم الله .

لا تأثمون إذا كان ما ذُكِر حقيقة وليس فيه مُبالغة .
ولا تأثم زوجته ؛ لأن مثل ذلك الوضع لا يُصبر عليه ، وهو غير مُلْزَم بالنفقة عليها لأن النفقة مُقابِل الخدمة والاستمتاع ، ولذلك نصّ العلماء على أن المرأة الناشِز لا نفقة لها .

قال ابن رُشد : فأما الناشِز فالجمهور على أنها لا تجب لها نفقة .

وقال ابن قدامة : وإن كانت كبيرة فَمَنَعَتْه نَفْسها ، أو منعها أولياؤها ، فلا نفقة لها أيضا ؛ لأنها في معنى الناشز ؛ لكونها لم تُسَلِّم الواجب عليها ، فلا يجب تَسْلِيم ما في مقابلته من الإنفاق .
وقال : اتفق أهل العلم على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن ، إذا كانوا بالِغين ، إلاَّ الناشز منهن . ذَكَره ابن المنذر ، وغيره . اهـ .

وإذا لم يُرِدها فليس بِمُلْزم بإمساكها .

وللفائدة :
ما حكم قول : ما حكم الشرع .. أو : ما حكم الدِّين .. ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2459


والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد