عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي ما حكم التشبّه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن ؟
قديم بتاريخ : 09-10-2016 الساعة : 02:20 PM

ما حكم التشبّه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله فضيلة الشيخ وجزاكم خيرا
ما حكم التشبه بالفاجرات والساقطات في لباسهن وسلوكهن وتعاملهن خصوصا مع الرجال وألفاظهن ؟
بارك الله فيكم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز التشبّه بالفاجِرات والساقطات ، لا في لِباسِهن ، ولا في سُلوكِهن ، ولا في تعامُلهنّ ؛ لأن شِبُه الشيء مُنجَذِب إليه ، فإذا وقَع التَّشابُه في الظاهر حصل التَّشابُه في الباطِن ، وغالبا لا يَقع التَّشبُه إلاّ نتيجة إعجاب بالْمُتَشبَّـه به .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمُشَابَهَة في الظاهر تُورِث نوع مَودة ومَحبة ومُوالاة في الباطن ، كما أن الْمَحَبة في الباطن تُورِث المُشَابَهة في الظاهر ، وهذا أمْر يَشهد به الْحِسّ والتجربة.
وقال أيضا : النَّاس كَأَسْرَابِ الْقَطَا ؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِم بِبَعْض . اهـ .

مع ما في هذا الفِعْل مِن التبرّج ، الذي هو مِن سُنن الجاهلية الأولى ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) ، وقال عزَّ وجَلّ في شأن الْقَوَاعِد مِن النِّسَاء : (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) .

والتبرّج نِفاق ، وصاحبته مَطرودة عن الجنة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شرّ نسائكم الْمُتَبَرِّجات الْمُتَخَيِّلات ، وهُنّ المنافِقات ، لا يدخل الجنة مِنهن إلاّ مثل الغُراب الأعْصَم . رواه البيهقي ، وهو صحيح .

قال الْمُنَاويّ في فيضِ القدير : وشَرُّ نِسائكم الْمُتَبَرِّجَات ، أي الْمُظْهِرَات زِينَتِهِنَّ للأجانب ، وهو مَذْمومٌ لغيرِ الزَّوج . الْمُتَخَيِّلاتُ ، أي الْمُعْجَبَاتُ الْمُتَكَبِّرات ، والْخُيَلاءُ - بِالضَّم - العُجْب والتَّكَبُّر . وهُنّ الْمُنَافِقَات . اهـ .

فالمرأة المؤمنة لا تتبرّج ؛ لأنها تؤمن بالله واليوم الآخر.
وأما الْمُنَافِقَة فهي التي تتبرَّج ، وتُظهِر زِينتها ، ولا تَهْتمّ بِحجابها لِضَعف إيمانها بالله واليوم الآخر .

ومَن تَشَبَّهَت بالفاجِرات والساقطات تبرَّجَتْ كَتَبرّجِهنّ ، واختَالَتْ كَاخْتِيالِهنّ ، وتَخَلَّقَتْ بأخلاقِهنّ .
بل وحُشِرَتْ مَعَهنّ يوم القيامة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يُحِبّ رَجُل قومًا إلاَّ حُشِر معهم .
قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد . وقال الألباني : صحيح لغيره.
وقال عليه الصلاة والسلام لِرَجُل : أنت مع مَن أحْبَبْتَ . رواه البخاري ومسلم .

وفي وصايا عليّ رضي الله عنه : خالِطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم ، وزَايلوهم بأعمالكم وقلوبكم ؛ فإن للمَرء ما اكتسب ، وهو يوم القيامة مع مَن أحَبّ . رواه الدارمي .

ومَن تشَبّه بِقوم فهو منهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس مِنّا مَن تَشَبّه بِغيرنا . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني .

وقد نُهينا عن مُشابَهة أصحاب الجحيم ، ولو في كلمة ، أو إشارة ، أو فِعْل .

فالنّهي عن الْمُشَابَهة في الكلمة ، في مثل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .

والنّهي عن الْمُشَابَهة في الإشارة ، في مثل قوله عليه الصلاة والسلام : لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود والنصارى ، فإن تسليمهم بالأكُفّ والرؤوس والإشارة . رواه النسائي في الكبرى . وقال ابن حجر : إسناده جيّد . وحسّنه الألباني .

والنّهي عن الْمُشَابَهة في الفِعْل كثير جدا ، ومنه :

النهي عن الْمُشَابَهة في الجلوس والنوم والأكل والشرب واللباس ، والنهي عن الْمُشَابَهة في العبادات كثير .

روى الإمام أحمد وأبو داود مِن حديث الشريد بن سويد قال : مَرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال : أتقعد قَعدة المغضوب عليهم ؟ وصححه الألباني .

وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلا جالِسا مُعتمِدا على يديه ، فقال : ما يُجلِسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم ؟

قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : أخرج أبو داود وابن حبان وصححه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تَشبّه بِقَوم فهو مِنهم " ، وهو غاية في الزَّجْر عن التشبه بالفُسّاق أو بالكفّار في أيّ شيء مما يَختصون به مِن ملبوس أو هَيئة . اهـ .

وسبق الجواب عن :
حكم الاحتفال بعيد الشكر (thanksgiving)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12052

هل يجوز قَصّ شعر الرأس فوق الكتفين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10534

قصات الشعر: قصة الإيمو - قصة بوب - تسريحة البف !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2744

لقاء حول التبرج وفتن الأسواق
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5684

هل يُشْتَرط القصد أو النِّية في التَّشَبُّـه بالكُفار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1065

ما حُكم ارتداء الرجال للسلسال أو القلادة بغير قصد التشبّه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1066

هل أفتى أحد كبار العلماء بأن عورة المرأة أمام المرأة مِن السُّرة إلى الركبة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12060

ما قولك في هذا الموضوع : فليَكُن اسمُكَ جورج . المهم أن تكون علاقتك بالله قوية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18643

كيف ننكر على المتبرّجات مع خوفنا من ردة فعلهن وأذاهنّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16697

هل صحيح أن تعرّى المرأة دليل غضب الله عليها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18641

ما حكم نشر صور نساء متبرجات في مجموعة نسائية في الجوال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13906

ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18454

كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455

والله تعالى أعلم .


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُكم ارتداء الرجال للسلسال أو القلادة بغير قصد التشبّه ؟ محب السلف إرشـاد الشـبـاب 0 13-02-2010 12:41 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى