[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ‏} هل الكافرون يشمل كل كافر على وجه الأرض وإن كان كذلك ما نقول في من آمن منهم وهل يدخلون ضمن الآية؟
ضعّف العلامة محمد العثيمين رحمة الله أن قوله تعالى(لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ‏) الغرض من التكرار التوكيد لاختلاف الصيغة ‏{‏لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ‏}‏ فعل‏.‏ ‏{‏وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ‏}‏ ‏"‏عابد‏"‏ و‏"‏عابدون‏"‏ اسم، والتوكيد لابد أن تكون الجملة الثانية كالأولى‏ وأورد ابن كثير رحمه الله 4 أقوال للآية ما القول الراجح منها؟
حفظكم الله




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .

البراءة مِن الكفّار ومِن معبوداتهم جاء في أول الإسلام واستمرّ حتى آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي أوّل بعثته عليه الصلاة والسلام أُوحِي إليه : (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) ، ثم أُوحِي إليه (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل هذا الأمر ، فكان يقرأ بهذه السورة في افتتاح كل يوم واختتامه ، فكان يقرأ بها في راتبة الفجر وفي راتبة المغرب ، وكان يقرأ بها في إحدى ركعتي الطواف .
واستمرّت هذه البراءة حتى نَزَلت سورة " براءة " في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما مَن آمَن منهم فلا يشمله الخطاب ، كما لا يشمل أهل الكتاب وصْف " أهل الكتاب " لِمَن آمَن منهم .

قال البغوي في تفسير سورة " الكافرون " : وهذا خطاب لمن سَبق في عِلم الله أنهم لا يؤمنون .


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد