العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع إرشـاد المـرأة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
قديم بتاريخ : 01-10-2016 الساعة : 07:56 AM

ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم شيخنا الكريم
فضيلة الشيخ
ما حكم تساهل النساء في زماننا هذا في استعمال ألفاظ خادشة للحياء ، وما حكم فحش الكلام مع الرجال ، وما هي نصيحتكم لهذه الفئة ؟ وما هي صفات المسلمة التقية ؟
وجزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

اقْتَرَن الحياء بالإيمان زِيادة ونقصا ، فكلّما زاد الإيمان زاد الحياء ، وكلّما نقص الإيمان نقص الحياء ، حتى يَذْهَب الحياء بِذَهاب الإيمان .
قال عليه الصلاة والسلام : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني .

والحياء خُلُق الإسلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خُلُقا ، وخُلُق الإسلام الحياء . رواه ابن ماجه ، وحسّنه الألباني .

وقد وُصِف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بِشِدّة الحياء ، مع قيامهم بأمْر الله عزَّ وجَلّ ، بل وُصِف بِشِدّة الحياء ومَن وُصِف بالقوّة والشدّة .
فَوُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين .
ووُصِف نبيّنا صلى الله عليه وسلم بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين .
وهذا يَعني : أن الفتاة العذراء مَضْرِب الْمَثَل في الحياء .
ومما يُؤسَف له في هذا الزَّمَن : أنْ قَلّ الحياء عند كثير مِن النساء ، وصارت الوقاحة وصَفَاقة الوجه ، والْجُرأة في القول والغلظة فيه ، في كثير مِن النساء سِمَة واضِحَة ، حتى يَلمَس ذلك مَن يَتصفّح مواقع التواصل ، أو يَمشي في الأسواق .
وصَارَتْ كثرة الخروج والدخول ، وارتياد الأسواق والأماكن العامة بِصِفة يومية ، وأماكن التفرّج ، وغيرها ، بِدَلا عن القرار في البيوت الذي أمَرَ الله عزَّ وجَلّ به .
مع ما يُصاحب ذلك الخروج مِن ضَعف في الحجاب والتستّر ، واستعمال العطورات ، ورَفع الصوت ، إلى غير ذلك مما يُنافي خُلُق الإسلام ، وهو الحياء ، ويُنافي طبيعة المرأة وأنوثتها التي فَطَرها الله عليها .

ولا شَكّ أن المرأة التقيَّة تَتَّصِف بالحياء ، بل بِشِدّة الحياء ، ولا تتخلّى عن حيائها مهما كان الأمر .
وتُراعي المرأة ذلك على سبيل التعبّد لله عزَّ وجَلّ ، فالله أمَر المرأة أن تغضّ مِن بَصرها وتخفض صوتها ، فقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) .
وقال عزَّ وجَلّ في شأن أطهر نساء العالمين : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .
وقال تعالى مُؤدِّبا للمؤمنين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْرُه : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك مِن وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن مِن عوارض العين فيها التي تَعرِض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحْرَى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .

ولَمّا ذَكّر الله تبارك وتعالى أمّهات المؤمنين بِمكانتهن ، وأنَّهنّ لَسْنَ كَغيرِهنّ مِن النساء ، قال الله عزَّ وجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) ، فقيَّد الأمر بالتقوى ، أي : إن اتّقيتُنّ الله تَنَلْنَ تلك الْمَنْزِلة .
قال ابن كثير : هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تَبَع لَهُن في ذلك ، فقال مُخاطبا لِنِساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّهنّ إذا اتَّقَيْن الله كما أمَرَهُنّ ، فإنه لا يُشْبِهُهن أحَدٌ مِن النساء ، ولا يَلْحَقُهن في الفضيلة والمنْزِلة . اهـ .

والمرأة تَعرِف مِن وَليّها الحرص والغيرة عليها ؛ فتُراعي ذلك طاعة وتعبُّدا لله .
قالتْ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرَ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَه ، وأستقي الماء ، وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبز ! وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكنّ نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس . رواه البخاري ومسلم .

وما يُحْفَظ في هذا الباب : ما رَواه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الرازي قال : حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي ، وقَدّمَتْ امرأة زوجها إليه فادَّعَتْ عليه مَهْرها خمسمائة دينار ، فأنكر الرجل ، فقال وكيل المرأة : قد أحضرت شهودي ، فقال واحد من الشهود : أنْظُرُ إلى المرأة ، فقام وقامَتْ ، فقال الزوج : يَفعل ماذا ، يَنظر إلى امرأتي ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أُشْهِد القاضي أنّ لها عليَّ مهرها خمسمائة دينار كلها ذهبا عَينا مَثاقِيل ، ولا تُسفِر عن وَجهها ، قالت المرأة : فإني أشهد القاضي أني قد وَهَبْتَها له . قال القاضي : يُكتب هذا في مَكارم الأخلاق .

وسبق الجواب عن :
ما معنى قوله تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14614

هل مِن كلمة للنساء حول القرار في البيوت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5003

كيف نربي بناتنا على الدِّين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18456

ما هو السبيل للقضاء على ظاهرة قِلّة حياء كثير من النساء في هذا الزمان ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=20593

هل يجوز الذَهاب للسُوق لأجل التنَزُّه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18458

كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455

ما حكم عمل المرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12626

هل الأفضل أن تصلي المرأة صلاة التراويح والقيام في المسجد أم في بيتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5326

ما حكم التزين بالحناء والخروج إلى العمل أو أي مكان آخر فيه رجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16652

هل تجوز الدّردشة عبر الملفّات الشّخصيّة بين الجنسين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12397

ما حُكم الصداقة بين الشاب والفتاة عن طريق الشبكة أو الهاتِف ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10598

التساهل في الردود بين الجنسين في المنتديات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3768

ما هو ضابط العلاقة بين الجنسين في الإنترنت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1585

صفة الحجاب الشرعي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3769

ومقالات :
ظاهرة الفُحش والتفحش ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7660

مِن واجبات المرأة المسلمة..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6401

آلبِـرّ يُـرِدن ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7679

حدود وضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=275

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حدود عورة المرأة المسلمه للمرأة غير المسلمه والمرأة المسلمة ؟ ناصرة السنة إرشـاد المـرأة 0 14-03-2010 02:03 PM
محاضرة ( مِنْ واجبات المرأة المسلمة ) راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 09-03-2010 11:35 PM
611 - تتمة الكلام فيما ورد في الفتوى 610 حول معاني صفات الله . رولينا قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 01-03-2010 11:30 PM
هل يجوز أن يحمل نعش المرأة المسلمة غير محارمها الى المقبرة ؟ راجية العفو قسـم الجـنـائـز 0 21-02-2010 02:31 AM
عبارة (أصل لنا الشيخ المسألة) هل معناها تقديم الأدلة في المسألة ؟ راجية العفو أصول الفقه 0 21-02-2010 12:26 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى