راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما قول فضيلتكم في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟؟
قديم بتاريخ : 21-10-2012 الساعة : 04:42 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله -
ظهر خبر تأكيدي يقول أنّ هناك تعاون شِعري بين داعية وبين مطرِب ، حيث سينشِد المطرب قصيدة الداعية ولكن بدون موسيقى ..
واعترض البعض ، والبعض رآه مِن التقارب !
فما رأي فضيلتكم وقولكم في هذا الأمر ؟؟

سدد الله على الحق خُطاكم وأجزل الله لكم أجرًا ومثوبة وأعلى الله مقامكم بالدنيا والآخرة

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذه كما تقول العرب :
عَثرة لا لَعًا لها .

هذه هفوات متضمّنة لِمَحَاذِير ، منها :

1 – اختلاط الحابل بالنابل ، والصالح بالطالح ، وعدم التمايز ولو أمام العامة .
وكثيرا ما سمعت أحد الدعاة الأفاضل يُرَدِّد هذه الأبيات :
فإما أن تكون أخي بِصِدْقٍ ... فأعْرِف منك غَثِّي مِن سَمِيني
وإلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي ... عَـدُوًّا أتَّـقِيك وتَتَّقِيني

2 – تصحيح عَمَل المغني ، أو التهوين منه على الأقل ، إذا رأوا الداعية يضع يده في يد المغني مِن غير نكير !
فالعامة ستقول : لو كان الشيخ أو الداعية ( فلان ) يَرى تحريم الغناء لَمَا وَضَع يده في يد المغني .
والواجب الإنكار على المخنّثين مِن المطربين وغيرهم ، وتشديد الإنكار عليهم ، وهكذا كان دأب السلف ، فقد كانوا يكسرون آلات الطرب ، ولم يكونوا يُهوّنون من شأنها وشأن أصحابها . ولا كان يُقال عن أحدهم : إنه مُسلم ! بل كانوا يَصفونه بِما يستحقّ من الفِسْق والتخنّث !!

بل اشتهر عند الْمُتقدِّمِين خَصْي الْمُخنّثِين !

ومِن محاذير هذا التهوين في شأن الغِناء والمغنّين : أن يَدْعُو هذا التعاون - بين الداعية والمغنّي - إلى استماع صوت المغنّي وهو يحدو بقصيدة الشيخ ! وقد يَجرّ إلى استِمْرَاء صوته وسماعه ، بل وطَلَب المزيد مِن صوته ، بَدْءًا بِخطوة الشيطان الأولى في طريق الغناء : سَمَاع ما نُزِعت منه الموسيقى وهو على عُجَره وبُجَره ، بِكلمات الأغاني ! ثم تأتي الخطوة الثانية في سماع صوت المغني بأغاني وطنية ! كما زعموا ! ثم لا تسأل عن فَرَح الشيطان بِخطوات الصالحين تتابع ، وأخشى – والله – أن يبوء بها ذلك الداعية .

وكان السلف يُسمّون الْمُغَنّين : مَخانيث !!

في كتاب " الوسيط في الْمَذْهَب " للغَزالي في تفسير معنى " الكُوبَة " : طَبْل الْمُخَنّثِين ، وهو طَبْل طَويل مُتّسِع الطّرَفَين ضَيّق الوَسَط .

وقال ابن قدامة رحمه الله عن ضَرْب الدّفّ :
وَأَمَّا الضَّرْبُ بِهِ لِلرِّجَالِ فَمَكْرُوهٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ لأَنَّهُ إنَّمَا كَانَ يَضْرِبُ بِهِ النِّسَاءُ ، وَالْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُونَ بِهِنَّ ، فَفِي ضَرْبِ الرِّجَالِ بِهِ تَشَبُّهٌ بِالنِّسَاءِ ، وَقَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ .
ورَحِم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ كان يقول : وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا ! وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث ، وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلامِهِمْ .
وقال في موضع آخر : كَانُوا يُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث . اهـ .
3 – أصبح الهدف من الإنشاد هو الصوت واللحن ، وليست الكلمة !
وبعض المنشدين كان في بدايته يُحاول يُعالج بعض المظاهِر السّلبية ، ثم ما لبث أن هَبَط حتى أصبح يتعاون مع المغنّين على ألحان كلمات قصيدة ! بما أنشد قصيدة لا تخدم أهدافه السابقة ، لأن اللحن أعجبه ! مع أن الكلمات لا تخدم شيئا من قضايا الإسلام أصلا !
وهذا انْبَنى عليه :

4 – عكس قواعد الشريعة ، ومِن قواعد الشريعة : درء المفاسِد مُقدّم على جلب المصالح .
هذا لو تصروّنا في إنشاد المغنّي مصلحة !
ولعل الخطوة القادمة : إجراء لقاء مع مُغنّي في مسجد ! كما أدخلوا بعض اللاعبين إلى المساجد بحجة بيان مساوئ كُرة القدم بوضعها الراهن في الأندية !

5 – أن المغنّين ممن يَدعون إلى الفواحش ! بل وهم من الذين يُحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
وإذا أردت مصداق هذا القول ، فتأمّل ما يختارونه مِن كلمات يُغنّونها ، واقرأ كلمات الأغاني .

فالمتعاون معهم على هذا خطر عظيم ، وعلى ذلك الإثم وارِد .

6 – ابْتِذال العِلْم ، فلو كان الشاعر شاعرا فحسب لم يكن فيه ابْتِذَال عِلْم ، مع أن التعاون مع هؤلاء لا يصلح منه قليل ولا كثير !
لو أن أهل العِلم صَانُوه صَانهم ... ولو عَظَّمُوه في النفوس لَعُظِّمَا
ولكن أهانوه فَذَلّ ودَنَّسُوا ... مُحَيَّاه بالأطماع حتى تَجَهَّمَـا

وقد يُقال : إن هذا مِن باب تألّف قَلْب الْمُطْرِب !
فأقول :
أولاً : درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح ، ومفسدة تعلّق الناس بالمطربين أعظم ، وتركها أوجب .
ثانيا : إذا أراد دعوته فليدعوه في بيته ، ويتوصل معه في غير التواصل العلني الذي تفُوق مساوئه ما يُزعم فيه من مصلحة !

وسبق :

ما رأي فضيلتكم في استقبال أحد الدَّعاة لممثِّل ونشر ذلك في وسائل الإعلام ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13925


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اصنعي من صديقتك داعية طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 1 31-07-2017 12:53 PM
هل يجوز اتباع داعية شاب له أخطاء واضحة ومُخَالَفات شرعية ؟ محب العلم قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 1 04-10-2015 12:35 AM
التعاون على البر والتقوى طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 2 30-09-2015 07:43 PM
كيف تكون داعية إلى الله في موسم الحج؟! طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 13-09-2015 05:50 PM
كيف أكون داعية أينما كنت طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 30-08-2015 06:21 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى