|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
ما الرد على من يتهم أهل السنة بكُره فاطمة الزهراء لنشرهم حديث "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت"؟
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 11:52 PM
...
قال عزّ وجل في محكم تنزيله (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً) (آل عمران:186) ، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)
في احد القنوات الفضائية الخليجية وبالتحديد في احد برامج المسابقات اسإل واربح كان المذيع يتجول في أحد الأسواق ويسأل المارة ويجيبون وكان أن سأل هذا السؤال: من هي أول إمرأة سرقت في الإسلام فقُطعت يدها ؟
وكانت الكارثة : سبعة من أصل تسعة من الذين سألهم المذيع وكانوا من البالغين ومن قطر ومصر وسوريا ، أجابوا : فاطمة بنت الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم !!!
لماذا أجابوا بهذا الجواب ؟؟؟
هل لأن هذا الحديث متردد في كتب السنة عن سيدتنا فاطمة وهو الذي يقول فيه سيد الهدى صلى الله عليه وسلم : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، حتى صار يتردد في المدارس منذ المراحل الدنيا إلى الكليات والجامعات. وهذه هي النتيجة ؟؟؟
وهل كان ذلك مقصوداً ؟ وأين أحاديثها التي نقلتها عن أبيها مباشرة ؟ ولماذا التركيز على هذا الحديث بالذات ؟ وما هو سر الكره لهذه السيدة رضي الله عنها ؟
والله تعالى يقول (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) نسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق وأن يجعلنا من أتباعه وأن يصدّنا عن الباطل إنه سميع مجيب قريب ونسأله عز وجل أن يجعلنا من أنصار دينه الحاملين لشريعته أنه سميع مجيب ... ،
دعواتي
الجواب/
هذا يدل على مستوى ثقافة الشارع العربي ! إذ لو كان السؤال عن لاعب أو مغنّ لأجاب عنه الجميع دون تردد
وهذا من صنع الإعلام غالبا ، فالإعلام يصنع المفاهيم بل ويقلب المفاهيم رأسا على عقب ! كم صنع الإعلام - فيما مضى - من صدام بطلا مغواراً مقداماً بل سمّوه ( بطل القادسية ) ، فلما قلب لهم ظهر المِجنّ صنعوا منه مُجرما طاغية !
وهو هو !
ولكن :
عين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تُبدي المساويا !!
أما الثقافة الأصيلة فما يصنعها الإعلام ولا يعرفها ! وبعض المسابقات ربما قام عليها وتولّى كبرها مذيع نصراني، وربما سأل بعض الأسئلة لحاجة في نفس ( جورج ) !
وفي بعضها إظهار الضعف والعجز، وقد تعمد بعض القنوات إلى إظهار الدين والمتدينين بمظهر الضعف والمسكنة، فربما جاءوا بإنسان ضعيف العلم والديانة وألبسوه لباس العلماء وأضفوا عليه مسوح الصالحين ، وجعلوه في سؤال وجواب ، أو في مناظرة ، وألقوا الشبهات لا عليه بل على جماهير المسلمين .
وهذا سلاح من أسلحة أعداء الأمة ( الشهوات والشبهات )
وأما فاطمة البتول فهي سيدة نساء العالمين، هي البضعة النبوية ، والجهة المصطفوية ، كما يقول الإمام الذهبي في سيرتها في السير . بل قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها . رواه البخاري ومسلم .
فرضي الله عنها وأرضاها .
أما المرأة التي سرقت فهي امرأة مخزومية ، واسمها فاطمة ، ولعله من هنا وقع اللبس عند بعض الناس ، خاصة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . وأصل الحديث بطوله في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟! ثم قام فاختطب ، فقال : أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد . وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
قال العيني في عدة القارئ : المرأة المخزومية هي فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بنت أخي أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد وكانت سرقت حلياً . اهـ .
وينبغي أن يُعلم أن لها شرف الصحبة مع ما بدر منها وما فعلته ، هذا مع أن الحدود كفارات لأصحابها .
فقد روى البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال : أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ؟ فمن وفي منكم فأجره على الله ، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه .
فلا يظن ظان أو تظن امرأة أنها أفضل من تلك المرأة المخزومية ، فيكفيها شرفا أن نالت شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم . بل ما هو أعظم من ذلك ، تلك المرأة التي ارتكبت الفاحشة ( زَنَتْ ) ثم تابت ..
تلكم المرأة التي تابت توبة صادقة نصوحا..حتى قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقد صلّى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا نبي الله وقد زَنَتْ ؟ فقال : لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟ رواه مسلم .
وفي الحديث الآخر
أنها ترددت على النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن حملت حتى وضعت وأرضعت وفَطَمتْ ثم جاءت بطوعها واختيارها ، تدفعها قوّة الإيمان الراسخ ، ويؤرّقها الذّنب .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فحُفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد رضي الله عنه بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد ، فسبّها ، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبّـه إياها ، فقال : مهلا يا خالد ! فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكس لغُفِر له ، ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت . رواه مسلم .
وصاحب المكس هو الذي يأخذ العشور والضرائب على الناس! قال الإمام النووي : فيه أن المكس من أقبح المعاصي والذنوب الموبقات ، وذلك لكثرة مطالبات الناس له ، وظلاماتهم عنده ، وتكرر ذلك منه ، وانتهاكه للناس ، وأخذ أموالهم بغير حقها ، وصرفها في غير وجهها . اهـ .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا يدلّ على عِظم توبتها . وهو يدلّ على فضل التوبة ، وأن الحدود كفارات لأهلها . قلت هذا حتى لا يُظن أن تلك النسوة ليس لهن فضل ، بل هن داخلات في عموم تزكية الله وثنائه ومدحه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان بعضهم أفضل من بعض .
والصحابة - عند أهل السنة - عُدول بتعديل الله لهم وبمدحه لهم ، فلا يُسأل عنهم ولا عن عدالتهم . والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|