[رولينا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك شيخنا عبد الرحمن
لدينا إمام يقول أثناء دعاء القنوت "اللهم يا قريب في علوه يا علي في دنوه "
فما حكم قوله هذا
وجزاكم الله خيرا


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

المقصود أنه قريب ممن دَعاه مع عُلُوّه على عرشه فوق سماواته ، وهو العليّ الأعلى مع كونه يدنو مِن عِباده في نُزوله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ، ودنوّه مِن خَلْقِه يوم القيامة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَمَا ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ - مِنْ قُرْبِهِ وَمَعِيَّتِه - لا يُنَافِي مَا ذَكَرَ مِنْ عُلُوِّهِ وَفَوْقِيَّتِهِ ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي جَمِيعِ نُعُوتِهِ ، وَهُوَ عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ ، قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ .

وقال الشيخ علوي السقاف في " صِفات الله عزَّ وَجَلّ " : التقرّب أو القُرب والدُّنو مِن صفات الله الفعلية الاختيارية ، ثابتة له بالكتاب والسنة .
ثم قال : اعلم أنَّ أهل السنة والجماعة من السلف وأهل الحديث يعتقدون أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ قريب مِن عباده حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته ، وهو مستو على عرشه ، بائنٌ من خلقه ، وأنه يتقرَّب إليهم حقيقة ، ويَدْنُو منهم حقيقة ، ولكنهم لا يُفَسِّرون كلَّ قرب وَرَدَ لفظه في القرآن أو السنة بالقرب الحقيقي ؛ فقد يكون القرب قرب الملائكة ، وذلك حسب سياق اللفظ .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد