[عبد من العباد]

كثيراً ما اتنبه من النوم اثناء الليل فأذكر الله ولكن لدي سؤال محيرني
بما ان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم والشخص الذي يقوم من النوم تكون رائحة فمه كريهه
فهل من الأفضل ان اذكر الله في نفسي أو أجهر بالذكر ؟

[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

في الحديث : إن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بَنو آدم . رواه مسلم .
وهذا فيما يكون للإنسان فيه يَد ، أي : يكون سببا في فِعْل ما تتأذّى به الملائكة ، خاصة في المساجد ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ - وقَالَ مَرَّةً : مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ - فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ . رواه مسلم .

وأما رائحة الفم فيما لا يكون الإنسان سببا فيها ، فلا يدخل في هذا الحديث .
ألا ترى أن خَلَوف فم الصائم أطيب عند الله مِن ريح المسك ؟ لأنه أثَر عِبادة ؛ ولأنه ليس مِن فعل الإنسان .

وقد جاء في الحديث الحثّ على الذِّكْر عند القيام مِن النوم ، فقال عليه الصلاة والسلام : مَن تَعارّ منَ الليلِ فقال : لا إلهَ إلا اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، له المُلكُ ، وله الحمدُ ، وهوَ على كلّ شيء قدير . الحمدُ للّهِ ، وسبحان الله ، ولا إلهَ إلا اللّهُ واللّهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللّهِ ثم قال : اللهمّ اغفِرْ لي ، أو دَعا استُجيبَ له فإِنْ توضّأَ قبلَتْ صلاتُه . رواه البخاري .

إلاّ أن مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعمل السِّواك عند القيام مِن النوم .
قالت عائشة رضي الله عنها : كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ. رواه مسلم .
قال الإمام النووي - رحمه الله - : قولها : " كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ " فيه استحباب ذلك والتأهّب بأسباب العبادة قَبْل وقتها ، والاعتناء بها . قولها : " فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ " فيه استحباب السواك عند القيام مِن النوم . اهـ .

وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ . رواه البخاري ومسلم .

والله تعالى أعلم .