[عصام]

وجدت فى بعض المنتديات نبذة عن المبشرين بالجنة ومن بينهم الزبير رضي الله عنه الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-في ( قصي بن كلمة غير مسموح بهاكلمة غير مسموح بهاكلمة غير مسموح بهاكلمة غير مسموح بها وأنا أعرف أن الاسم قصى بن كلاب هل الكلمة غير مسموح بها وجزا الله كل الخير

[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

وجزاك الله خيرا .

هذا غير صحيح ، بل لم أرَ مَن قال به ، سواء في نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو في نَسَب مَن يرجع نسبه إلى " كِلاب " .

ولا خِلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم مِن ذُرّية إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام .
ولا خِلاف في النَّسَب المذكور فيه " كِلاب " ، وإنما وقع الخلاف فيما بعد " عدنان " أي : ما بين عدنان إلى إسماعيل .

قال ابن عبد البر : لم يختلف أهل العِلم والأنساب والأخبار وسائر العلماء بالأمصار أنه صلى الله عليه وسلم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ؛ هذا ما لم يَخْتَلِف فيه أحد من الناس ، وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَسَب نفسه كذلك إلى نزار بن معد بن عدنان ، وما ذَكَرْنا من إجماع أهل السير وأهل العِلم بالأثر يُغْنِي عَمَّا سواه ، والحمد لله .
واختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وفيما بين إبراهيم وسام بن نوح بما لم أرَ لِذِكْرِه هاهنا وجها لِكَثرة الاضطراب فيه ، وأنه لا يُوقَف منه على شيء مُتَتَابع مُتَّفَق عليه . اهـ .

وقال ابن الأثير في نَسَب النبي صلى الله عليه وسلم : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو القاسم، سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل - صلى الله عليهما وسلم - ففيه اختلاف كثير في العدد والأسماء، لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك ، ومضر وربيعة هم صريح ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب ، وما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا . اهـ .
وقال الذهبي : نسب سَـيِّد البَشَر
محمد رسول الله أبو القاسم سيّد المرسلين وخاتم النّبيّين صلى الله عليه وسلم: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب واسم عبد المطّلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف ، واسمه المغيرة بن قصيّ ، واسمه زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة ، واسمه عامر ، بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، صلّى الله عليهما وعلى نبيّنا وسلّم ، بإجماع النّاس .
لكن اختلفوا فيما بين عدنان وبين إسماعيل من الآباء . اهـ .

وكذلك في نَسَب حكيم بن حزام رضي الله عنه ، فاسمه : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي .

ووُجود اسم جدّ مِن أجداد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا الاسم لا يضير النبي صلى الله عليه وسلم في شيء .
ألا تراه انتسَب إلى عبد المطَّلِب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ . رواه البخاري ومسلم .
وكان يُقال له عليه الصلاة والسلام : ابن عبد المطَّلِب ، ولا يُنكِر ذلك .
مع أن عبد المطلب ليس اسْمًا لِجدِّ النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو لَقَب لَحِقه ، وأما اسمه فهو " شيبة " ، فيما ذَكره المؤرِّخون وأهل السير .

قال ابن كثير : واسمه شيبة ، يُقال : لِشَيْبة كانت في رأسه ، ويُقال له : شيبة الحمد لِجُودِه ، وإنما قيل له عبد المطلب لان أباه هاشِمًا لَمَّا مَرّ بالمدينة في تجارته إلى الشام نزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن خندف بن عدى بن النجار الخزرجي النجاري ، وكان سيد قومه ، فأعجبته ابنته سلمى فخطبها إلى أبيها ، فزوجها منه ، واشترط عليه مقامها عنده ، وقيل : بل اشترط عليه أن لا تَلِد إلاَّ عنده بالمدينة .
فلما رجع من الشام بنى بها وأخذها معه إلى مكة ، فلما خرج في تجارة أخذها معه وهى حبلى ، فتركها بالمدينة ودخل الشام فمات بِغَزَّة ، ووضعت سلمى ولدها فَسَمَّتْه شيبة ، فأقام عند أخواله بَني عدى بن النجار سبع سنين .
ثم جاء عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه خُفْية من أمه ، فذهب به إلى مكة ، فلما رآه الناس ورأوه على الراحلة قالوا : من هذا معك ؟ فقال : عبدي .
ثم جاءوا فهنئوه به ، وجعلوا يقولون له : عبد المطلب لذلك . فَغَلَب عليه . اهـ .

ومِن طريف ما يُروَى : ما ذَكَره ابن سعد في " الطبقات الكبرى " أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه تزوّج محياة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم مِن كَلب ، وكانت تَخْرُج إلى المسجد وهي جارية ، فيقال لها : من أخوالك ؟ فتقول : وه وه ! تَعني كَلْبًا.

والله تعالى أعلم .