[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله ..

سائلة تقول أنا فتاه قامت والدتي بتحديد مهري ب35 الف وقام أخي الكبير الولي بجعله كما أمر الراعي في الدولة ب 20 الف وهكذا تم الإتفاق ودفع المهر 20 الف ولم يكتب العقد بعد وأم هذه الفتاه الآن لا تريد هكذا مهر بل تريد ايضا 15 الف باقيه منه ..

الفتاه المخطوبة غير معارضة ع 20 الف هل يجوز لهذه الأم ان تثير المشاكل بهذا الغرض ..

وماحكم الفتاه التي تقرر مهرها بنفسها علما بأنها بكرفي 22 من العمر..

جزاكم الله خيرا



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

ليس لأم الفتاة ولا لأبيها ولا لوليِّها ايًّـا كان التدخّل في المهر ، ولا الانتفاع به ؛ لأنه حقّ للمرأة التي ستتزوّج ، ولا يَحِلّ لوليِّها منه شيء إلاّ بِطيب نفس من الزوجة ، لقوله تعالى : (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْء مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : أحق الشروط أن تُوفُوا به ما استحللتم به الفروج . رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث الآخر : فإن دَخَل بها فلها المهر بما استحلّ مِن فَرجها. رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وقد نصّ العلماء على أن المهر مُقابل التسليم والاستمتاع .
ونَقل القرطبي عن جَمْع مِن أهل العِلْم أنهم لا يرون سبيلا للولي على شيء مِن صَداقها، للإجماع على أنّ الولي لو أبرأ الزوج من المهر قبل الطلاق لم يَجُز ، فكذلك بعده .
قال : وأجمعوا على أن الولي لا يملك أن يَهب شيئا مِن مالها، والمهر مالها . اهـ .

وقال ابن قدامة : وَلِذَلِكَ مَلَكَتْ الْمَرْأَةُ مَنْعَ نَفْسِهَا قَبْلَ قَبْضِ صَدَاقِهَا . اهـ .

وقال ابن قائد النجدي الحنبلي : وتَملِك زوجة جميع صداقها بِعقْد . اهـ .

وليس للأم التدخّل في هذا ؛ لأنه ليس من شأنها ، ولِمَا يترتّب على ذلك من مُشكلات .

ومتى رضيت المرأة صداقا لم يكن لأحد أن يعترض عليها ، وقد زوّج النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي عرضت نفسها ، وجَعَل مهرها ما مع الرجل من القرآن ، إذ لم يجد صداقا .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد