[ناصرة السنة]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله عنا كل خير أرجوا أن تساعدني في هذه المشكلة
لدي أخت قريبة جدا لي ,هي امرأة صالحة تقية تخاف الله وتحب الفقراء جدا وطول عمرها تساعدهم فقد وهبت نفسها ومالها وكل وقتها لمساعدة الناس الضعفاء بكل السبل الممكنة وهي تزورهم باستمرار وتبحث عن إسعادهم بشتى الطرق ,وهي ليست من الأثرياء وإنما من عائلة متوسطة الدخل لكنها تسكن بمنطقة أغلب سكانها من الفقراء فهي تتصدق دائما وتحاول أن توفر لهؤلاء الفقراء كل ما يحتاجون بل منهم من لا تأتيه أية مساعدات إلا عن طريقها هي , وهي تتوسط لدى الأغنياء حتى يعطوها المال لتوزعه على هؤلاء الفقراء
هي متزوجة ولديها أبناء ,وزوجها لا يعلم بكل الأعمال الخيرية التي تقوم بها ,يعلم ببعضها فقط
وهي لا تأخذ من ماله وإنما تأتي بالمال من عند أناس آخرين
هي كما قلت امرأة صالحة وتقوم بكل أعمالها بسرية تامة فهي لا تبتغي إلا وجه الله وحده وهناك الكثيرين الذين رأوا لها رؤى طيبة جدا.لكن هناك مشكلة وهي أنها منذ فترة قريبة تعرفت على رجل من رجال الأعمال وهو متزوج ورجل معروف بصلاحه تعرفت عليه عن طريق إحدى الأخوات الصالحات وهو يدعمها ماديا لمساعدة الفقراء كانت طريقة اتصالها به في البداية عن طريق إحدى قريباته لكن تلك الأخت لم تواصل معها فاضطرت للاتصال به مباشرة طبعا عن طريق الهاتف لأنه صار الممول الرئيسي لكل أعمالها الخيرية وهي لم يعد لديها دخل لمساعدة الفقراء بسبب ظروفها المادية الصعبة التي وصلت إليها ورغم ذلك بقيت تساعد الفقراء
المهم أصبحت تتصل بهذا الرجل ليبعث لها المال وصار شريكها في كل الأعمال الخيرية التي تقوم بها وبالطبع زوجها لا يعلم بكل ذلك, هي تعمل من أجل قبرها كما تقول , وزوجها لا يعارضها على عمل الخير لكنه لا يعلم بقصة ذلك الرجل لأنه أصلا غائب عن البيت فهو يسافر لفترات طويلة, وهي الآن على اتصال مستمر مع ذلك الرجل ونيتها سليمة ولا تقصد إلا عمل الخير وليس بينهما في هذه المكالمات أي شيء مشبوه سوى أنها تحدثه عن عائلة ما مثلا وأنهم بحاجة إلى أشياء معينة وتخبره عن كل ظروفهم ويتفقان على طريقة إرسال المال وتوزيعه وهكذا.....وهي لا تلتقي به أبدا ولم تره أبدا فكل منهما يسكن بمدينة بعيدة جدا عن الآخر وكل اتصالاتهما عن طريق الهاتف فقط وقد نصحت هذه الأخت ونصحتها مرارا بأن تتخلى عن مكالماتها مع هذا الرجل لكنها رفضت فهي تقول بأن نيتها عمل الخير وأنا أعلم ذلك وأعلم بأنها لا تقصد إلا خيرا لكن الطريقة أصبحت غير سليمة,هي تقول لي أحضري لي شخصا بديلا لمساعدة أولئك الفقراء وسأتوقف ,هي تظن بأن الذي تقوم به جائز خاصة وأنها متزوجة وكبيرة في السن (سنها 48سنة تقريبا) وهي تقول بأن المكالمات المحرمة هي التي تكون بين الفتيات والشباب من أجل العلاقات الغرامية أما حالتها فمختلفة تماما كما تقول فليس بينها وذلك الأخ سوى عمل الخير وليس في ذلك أي شبهة,حاولت إقناعها بشتى السبل دون جدوى وقد وقع زوجها في ضائقة مادية كبيرة وأدين بمبلغ مالي كبير وقد سددته له هي عن طريق هذا الرجل وهذه الحالة الوحيدة التي أخبرت فيها زوجها عنه ولكنها لم تخبره بكل المكالمات التي بينهما وكل العمليات التي يقومان بها فيا شيخنا ما هي الفتوى الصحيحة الثابتة لحالتها , فأرجوا منك أن تعطيني الأدلة الثابتة المقنعة كي آخذها لهذه الأخت فإن لم تقنعها فتوى واحدة أضيف لها الأخرى عساها تقتنع وتفهم بأن ما تقوم به مشبوه والله تعبت معها جدا ولكن دون فائدة والله أخاف أن تهلك في آخر عمرها بسبب هذا الأمر وتكون لها سوء خاتمة وهي كانت طول عمرها من الصالحات
وجزاك الله عنا كل خير




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لعلها تجعل الاتصال بالمحسِن عن طريق زوجها ، فإن الشيطان يدخل على الإنسان مِن باب الخير والإحسان .
والشيطان يرضى أن يسير الإنسان في طريق الزلل ، ولو بخطوة واحدة .
وإحدى النساء كادت أن تقع في حبائل الشيطان ، وهي تُريد الدعوة والإصلاح !
وعلى الإنسان أن يُغلِق منافذ الشيطان ، ولو كان حسَن الظّنّ بِنفسه . فإن عمر رضي الله عنه نَهَى عن أن يضع الإنسان نفسه مواضع الـتُّهَم ، وأن يدخل مداخل الريب .
قال عمر رضي الله عنه : مَن عَرّض نفسه للتهمة فلا يلومن مَن أساء به الظن .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد