[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي أرض عرضتها للبيع عند أكثر من وسيط فاتصل بي أحدهم (هاتفيا) وقال بالسعر ألفلاني فأعطيته القبول بالبيع كلاما ولم نكتب شيئا أو حتى نلتقي ببعض.. على أن نلتقي لاحقا بعد أسبوعين .. حيث أنني في مدينة أخرى.. بعدها ببضعة أيام اتصل وسيط آخر جاء بمشتر للأرض بأكثر مما قال الأول ..
فأردت أن أبيعه وأرجع عن قولي للأول .. لسببين .. الفرق في السعر (وهو على أي حال بسيط وليس السبب الرئيس) .. والثاني أن هذا الوسيط الثاني وددت أن أبرّه فتكون البيعة عن طريقة ليأخذ أجرة السمسرة (السعي) إذ أن الأرض أصلا منحة من الدولة وكان هو المتسبب لي فيها بشفاعته .. فهل يجوز لي ذلك أم يلزمني الإبقاء على بيعي الأول؟؟
أفتوني جزاكم الله خيرا




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا وقع الاتفاق على البيع ، وليس وعدا بالبيع ، فإن البيع يلزم حينئذ إلا أن يتنازل المشتري الذي بِعت عليه ، فإن العلماء يقولون : ينعقد البيع بما يدلّ على الرضا .
قال البهوتي في " كشاف القناع" :
لِلْبَيْعِ صُورَتَانِ يَنْعَقِدُ أَيْ : يُوجَدُ عَقْدُهُ بِهِمَا ، أَيْ : بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا :
إحْدَاهُمَا : الصِّيغَةُ الْقَوْلِيَّةُ ، وَهِيَ ، أَيْ : الصِّيغَةُ الْقَوْلِيَّةُ غَيْرُ مُنْحَصِرَةٍ فِي لَفْظٍ بِعَيْنِهِ ، كَبِعْتُ وَاشْتَرَيْتُ ، بَلْ هِيَ كُلُّ مَا أَدَّى مَعْنَى الْبَيْعِ ؛ لأَنَّ الشَّارِعَ لَمْ يَخُصَّهُ بِصِيغَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، فَتَنَاوَلَ كُلَّ مَا أَدَّى مَعْنَاهُ ، فَمِنْهَا : أَيْ : مِنْ الصِّيغَةِ الْقَوْلِيَّةِ الإِيجَابُ ، وَهُوَ مَا يَصْدُرُ مِنْ بَائِعٍ ، فَيَقُولُ الْبَائِعُ : بِعْتُكَ كَذَا ، أَوْ مَلَّكْتُكَ هَذَا . وَنَحْوُهُمَا كَوَلَّيْتُكَ ، أَوْ شَرِكْتُكَ فِيهِ ، أَوْ وَهَبْتُكَهُ بِكَذَا وَنَحْوَهُ ، كَأَعْطَيْتُكَ .
وَمِنْهَا : الْقَبُولُ بَعْدَهُ ، أَيْ : بَعْدَ الإِيجَابِ ، وَيَأْتِي حُكْمُ مَا لَوْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ وَالْقَبُولُ مَا يَصْدُرُ مِنْ مُشْتَرٍ ، بِأَيِّ لَفْظٍ دَالٍّ عَلَى الرِّضَا بِالْبَيْعِ ، فَيَقُولُ الْمُشْتَرِي : ابْتَعْتُ ، أَوْ قَبِلْتُ ، أَوْ رَضِيتُ ، وَمَا فِي مَعْنَاهُ ، أَيْ : مَعْنَى مَا ذُكِرَ كَتَمَلَّكْتُهُ أَوْ اشْتَرَيْتُهُ أَوْ أَخَذْتُهُ وَنَحْوَهُ ، كَاسْتَبْدَلْتُهُ . اهـ .


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية