هل يجوز أن نقول (باع روحه فداء لله) وَ (فديت الرب)
بتاريخ : 14-03-2010 الساعة : 01:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز أن نقول أرخص روحه فداء لله أو باع روحه فداء لله؟
جزاكم الله خيرا
الجواب/
لا يصحّ أن يُقال : فداء لله ..
وقد أستشكل بعض العلماء قول سلمة بن الأكوع رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا
قَالَ الْمَازِرِيّ : وَقَع في بعض النُّسَخ " فداء لك " وفي بعضها : " فَاغْفِرْ لنا بِذاكَ مَا ابْتَغَيْنَا " . وهَذِهِ الرِّوايةُ الثانيةُ سَالِمةً مِنَ الاعتراضِ ، وأمَّا " فِداءً لك " فَإنَّهُ لا يُقالُ أَفْدِي البَارِي تَعَالى ، وَلا يُقالُ لِلبَارِي سُبحانَه " فديتُك " ؛ لأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَكْرُوهٍ يُتَوَقَّعُ حُلُولُهُ بِبَعض الأشخاصِ ، فَيُحِبُّ شَخْصٌ آخَرُ أَنْ يَحِلَّ ذَلِكَ بِهِ وَيَفْدِيهِ منه . ولعلَّ هذا واقِعٌ مِن غيرِ قَصْدٍ إلى حقيقة معناه ، كما يُقا ل : " قاتَلَه الله " .. ، أو يكون فيه ضَرْب من الاستعارة ؛ لأن الفَادِي لِغيره قد بالَغ في طلب رضا الْمُفدَّى ، حتى بذل نفسَه في مَحَابِّه ، فكأن المراد بهذا الشِّعر :
أني أبذل نفسي في رضاك ، وعلى كل حال ، فإن المعنى – وإن صُرِف إلى جهة يَصِحّ فيها إطلاق اللفظ واستعارته والتجوّز به – يَفْتَقِر إلى شرع ، أو يكون المراد بقوله : " فداء لك " رَجُلا يُخاطِبه ، وقَطَع بِذَلك مِن الفِعْل والمفعول ، فكأنه قال : يقول : فاغْفِر ، ثم عاد إلى رجُل يُنبّهه فقال : فداء لك ، ثم عاد إلى الأول ، فقال : ما اقتفينا ، وهذ اتأويل يصحّ معه اللفظ والمعنى لولا أن فيه تعسّفًا اضطَرّ إليه تصحيح الكلام ، إن صَحّت الرواية . اهـ .
والذي يظهر أن المقصود من مثل تلك العبارة أنه باع نفسه لله ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) الآية .
وقول : " فداء لله " يظهر لي أنه يُقصد بها فداء لِدِين الله .
وعلى كل حال : تَرْك اللفظ الْمُشْكِل مُتعيِّن ، ويُستبدَل بِلفظ لا إشكال فيه ، مثل : فداء لِدين الله .. ونحو ذلك .