نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشاد العِبارات والألفاظ
افتراضي هل يجوز أن نقول عن الميت : في ذمة الله ؟ وحُكم قول : مثواه الأخير
قديم بتاريخ : 06-11-2016 الساعة : 10:43 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير وبارك الله فيك وفي من تحب
عندي سؤال وهـو : ما حكم كلمة في ذمة الله للميت ؟ حيث هنـاك من يكتبها تحت أسماء أحد الأعضاء المتوفين رحمهم الله ؟
وما هي الكلمة المناسبة التي تكتب تحت الأعضاء ؟
وحُكم قول : مثواه الأخير

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : قولهم في حق المتوفَّى: " في ذمة الله "، فَطَرْدا لقاعدة التوقيف ، فلا يطلق هذا اللفظ ، ولا يُستَعمل . اهـ .

ويَظْهر لي أن في الأمر سَعة ، وأنه لا إشكال في إطلاقها ؛ لأنه وَرَد في الحديث : مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ . رواه مسلم .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : معنى: "في ذمة الله" أي : في عَهد الله وأمانه وحفظه . اهـ .

فيًمكن حَمْل قولهم في حق المتوفَّى : " في ذمة الله "، على هذا المعنى .

ومع ذلك : فالأفضل الدعاء للميت ، بدل استعمال مثل تلك العبارات التي لا تنفع الميت ؛ لأن الميت ينتفع بالدعاء ، فلو كَتب مثلا تحت اسم العضو الْمُتوفَّى " رحمه الله " أوْ " غفر الله له " لكان أفضل .

فائدتان :
الفائدة الأولى : يُقال أحيانا عن الميت : (المغفور له) أو (المرحوم)

وقد سُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله :
نسمع عن فلان (المغفور له) أو (المرحوم) فهل هذه العبارات صحيحة ؟ وما التوجيه في ذلك؟
فأجاب :
المشروع في هذا أن يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) ونحو ذلك إذا كان مسلما، ولا يجوز أن يقال: (المغفور له) أو (المرحوم) ؛ لأنه لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم أو شهد له رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار ؛ كأبي لهب وزوجته، وهكذا مَن شَهِد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي ، وبقية العشرة رضي الله عنهم، وغيرهم ممن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة ... أما من لم يشهد له الله سبحانه ولا رسوله بجنة ولا نار فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء، ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة، وللكفار عموما بالنار . اهـ .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
الأولى أن يُقال عن الميت المسلم : (رحمه الله، غفر الله له) من باب الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وهذا مشروع، ولا يُقال : (المرحوم، أو المغفور له) هذا معناه الجَزم له بالمغفرة والرحمة ونحن لا نجزم لأحدٍ بذلك إلاّ بِدليل مِن الكتاب والسنة . اهـ .

والفائدة الثانية : يُقال أحيانا عن الميت : انتقل إلى مثواه الأخير !
قال الشيخ الألباني رحمه الله : قولهم في الإذاعات وغيرها: ".. مثواه الأخير " كُفْر لفظي على الأقل، وأنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة، فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير، بل هو برزخ بين الدنيا والآخرة .

وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : قول القائل (دُفن في مثواه الأخير) حرام ولا يجوز ؛ لأنك إذا قُلْتَ في مثواه الأخير ، فمقتضاه أن القبر آخِر شئ له ، وهذا يتضمن إنكار البعث ، ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شئ .

وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : مثواه الأخير:
انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألْسِنة المذيعين وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد. يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون: (ثم دُفن في مثواه الأخير) ونحوها.
ومعلوم أن (القبر) مرحلة بين الدنيا والآخرة، فَبَعْده البعث ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) .
ولذا فلو أطلقها إنسان معتقدا ما تَرمي إليه من المعنى الإلحادي الكفر المذكور؛ لكان كافرا مرتدا فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها .

وينتشر منشور يزعم فيه كاتبه أن كلمة (مثواه) لم تَرِد إلاّ في حق أهل النار .. وأوْرَد كلاما للشيخ الألباني رحمه اللَّه ..

والكلام فيه خلط وغلَط !
فَكلام الشيخ الألباني عن قول : (مثواه الأخير)
وليس عن كلمة (مَثواه) وحدها
والباحث زعم أن كلمة (مَثواه) لم تَرِد في القرآن إلاّ لأهل النار ..

وهذا تقصير في البحث

قال الله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )[سورة محمد 19]

قال البغوي : (وَمَثْوَاكُمْ) مقامكم في القبور . اهـ .

وقال يوسف عليه الصلاة والسلام : (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)[سورة يوسف 23]

قال البغوي :
(أَحْسَنَ مَثْوَاي) أي : أكرم منزلي .

والمثوى يُطلق على المنزل .
قال ابن الأثير : والْمَثْوى : المنزِل ، مِن ثَوى بالمكان يَثوي : إذا أقام فيه .
(النهاية في غيب الحديث)

وهنا :
ما صحة موضوع (قُل، ولا تقُل) وفيه تحذير من بعض الألفاظ ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3982


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز أن نقول : (نشهد الله ونشهد رسوله على محبة رسول الله وآل بيته) ؟ نسمات الفجر إرشاد العِبارات والألفاظ 0 14-05-2017 08:07 AM
إذا عمِل أهل الميت طعاما بعد وفاة الميت بأربعين يوما فهل يجوز لنا حضوره ؟ نسمات الفجر قسـم الجـنـائـز 0 09-10-2016 01:03 AM
هل يجوز أن نقول (فضفضة إلى الله) ؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 20-11-2012 08:38 PM
ما حكم قول (قدّس الله سرّه) وقول (آية الله العظمى الشيخ فلان) ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 04-10-2012 12:02 AM
هل يجوز لنا ان نقول من محمد رسول الله الى كل شاب او الى كل زوجة؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 20-02-2010 02:40 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى