العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما صحة الحديثين (رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه) و (أنزلوا الناس منازلهم) ؟
قديم بتاريخ : 18-09-2015 الساعة : 02:14 PM


ما صحة في هذين الحديثين التاليين :
(رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه)
(أنزلوا الناس منازلهم)



الجواب :


الأول : ليس بحديث ، ومعناه صحيح ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا مَرّ به رجُلان ، فسَلّما عليه ، ثم أسرعا ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رِسْلِكما ! إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله يا رسول الله ! قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يَقْذِف في قلوبكما سُوءا، أو قال شيئا . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : أراد عليه الصلاة والسلام أنْ يُعَلِّم أمّته الـتَّبَرِّي مِن التُّهْمَة في مَحِلّها .
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : وَفِيهِ التَّحَرُّزُ مِنَ التَّعَرُّضِ لِسُوءِ الظَّنِّ ، وَالاحْتِفَاظُ مِنْ كَيَدِ الشَّيْطَان والاعتذار . قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ : وَهَذَا مُتَأَكِّدٌ فِي حَقِّ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُقْتَدَى بِهِ ، فَلا يَجُوزُ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلا يُوجِبُ سُوءَ الظَّنِّ بِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ لَهُمْ فِيهِ مَخْلَصٌ ؛ لأَنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ إِلَى إِبْطَالِ الانْتِفَاعِ بِعِلْمِهِمْ ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُبَيِّنَ لِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ وَجْهَ الْحُكْمِ إِذَا كَانَ خَافِيًا ، نَفْيًا لِلتُّهْمَةِ . وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ خَطَأُ مَنْ يَتَظَاهَرُ بِمَظَاهِرِ السُّوءِ وَيَعْتَذِرُ بِأَنَّهُ يُجَرِّبُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَدْ عَظُمَ الْبَلاءُ بِهَذَا الصِّنْفِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .

وهو مِن باب طَلَب السلامة والبراءة للدِّين والعِرْض .
قال عليه الصلاة والسلام : الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ ، فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ ، وَمَنْ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنْ الإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ ، وَالْمَعَاصِي حِمَى اللَّهِ ، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ .
ومعنى " استبرأ لدِينِه وعِرضِه " : أي طلب البراءة والسلامة لِدِينِه وعِرضِه .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يَريبك . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

ورأى عُمَر رضي الله عنه على طلحة ثوبًا مصبوغا ، وطلحة مُحْرِم ، فقال له عُمر : ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة ؟ فقال طلحة : يا أمير المؤمنين إنما هو مَدَر ، فقال عُمر : إنكم أيها الرهط أئمة يَقْتَدِي بكم الناس ، فلو أن رجلا جاهلا رأى هذا الثوب لقال : إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب الْمُصَبَّغة في الإحرام ! فلا تلبسوا أيها الرهط شيئا مِن هذه الثياب الْمُصَبَّغة. رواه الإمام مالك في الموطأ .
والْمَدَر هو الطّين .

وقال عمر رضي الله عنه : من تعرّض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن .

وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين في فوائد آية الدَّين مِن سورة البقرة :
ومن فوائد الآية : أنه ينبغي للإنسان أن يتجنّب كل ما يكون له فيه ارتياب وشك ؛ لقوله تعالى: (وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا) .
ويتفرع على هذه الفائدة : أن دين الإسلام يُريد من مُعتنقيه أن يكونوا دائماً على اطمئنان وسكون .
ويتفرع أيضاً منها : أن دِين الإسلام يُحارب ما يكون فيه القلق الفكري ، أو النفسي ؛ لأن الارتياب يُوجب قلق الإنسان واضطرابه .
ويتفرع عليه أيضا : أنه ينبغي للإنسان إذا وقع في محلّ قد يُستراب منه أن ينفي عن نفسه ذلك ؛ وربما يؤيد هذا الأثرُ المشهور: رحم الله امرئ كفّ الغيبة عن نفسه .
لا تَقل : إن الناس يحسنون الظن بي ، ولن يَرتابوا في أمْرِي ؛ لا تَقل هكذا ؛ لأن الشيطان يجري مِن ابن آدم مَجرى الدم ، فربما لا يزال يوسوس في صدور الناس حتى يَتَّهِمُوك بما أنت منه بريء . اهـ .

.............

وأما حديث " أنزلوا الناس منازلهم " فهو حديث ضعيف .
قال الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه : وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ .
قال النووي : فهذا بالنظر إلى أن لفظه ليس جازما لا يقتضي حكمه بصحته ، وبالنظر إلى أنه احتج به وأوْرَده إيراد الأصول لا إيراد الشواهد يقتضى حكمه بِصحته ، ومع ذلك فقد حَكَم الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه " كتاب معرفة علوم الحديث " بِصِحّته ، وأخرجه أبو داود في سننه بإسناده منفردا به ، وذَكَر أن الراوي له عن عائشة ميمون بن أبي شبيب ولم يُدركها . قال الشيخ : وفيما قاله أبو داود نظر ، فإنه كوفي متقدم قد أدرك المغيرة بن شعبة ، ومات المغيرة قبل عائشة ، وعند مسلم التعاصر مع إمكان التلاقي كافٍ في ثبوت الإدراك ، فلو وَرَد عن ميمون أنه قال لم ألْقَ عائشة استقام لأبي داود الجزم بعدم إدراكه ، وهيهات ذلك . هذا آخر كلام الشيخ . قلت : وحديث عائشة هذا قد رواه البزار في مسنده ، وقال : هذا الحديث لا يُعلم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِن هذا الوجه ، وقد روى عن عائشة من غير هذا الوجه موقوفا . والله أعلم . اهـ .

والحديث ضعفه الشيخ الألباني .

ومعناه صحيح في الجملة .
قال النووي : ومِن فوائده تفاضل الناس في الحقوق على حسب منازلهم ومراتبهم ، وهذا في بعض الأحكام أو أكثرها ، وقد سَوَّى الشرع بينهم في الحدود وأشباهها ، مما هو معروف . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة حديث: "ألا أدلّكم على أكسل الناس ، وأسرق الناس ، وأبخل الناس ، وأجفى الناس" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 20-11-2013 06:57 PM
صحة الحديثين " يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس و..." و " امرؤ القيس يجر لواء الشعراء .." ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 07-11-2012 09:08 PM
هل هذا حديث " أنزلوا الناس منازلهم" راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 24-10-2012 11:07 PM
ما صحة الحديثين (كتاب الله و عترتي أهل بيتي) (مثل أهل بيتي كسفينة نوح) ؟ نبض الدعوة قسـم السنـة النبويـة 0 07-10-2012 03:16 AM
بعض الناس يحدث نفسه عن كل ما يزعجه رولينا قسـم الفتـاوى العامـة 0 28-02-2010 12:33 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى