[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخي الفاضل
أرجو تفسير هذا الدعاء ( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ )
جزاكم الله خيرا
_____________________________________

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

معنى هذا الدعاء : الاستعاذة بالله مِن جَارِ السوء الْمُقيم ؛ لأن الجارَ المؤقَّت ينتقل ؛ مثل الجار في السَّفَر ، والجار في البادية .

ولأن جار السوء مِن الشقاء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع مِن السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكنُ الواسع ، والجار الصالح ، والمركبُ الْهَنيء ، وأربع مِن الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء . رواه ابن حبان ، وإسناده صحيح .

ومن صِفَة جار السوء : أن جاره لا يأمن غَدَرَاته .
قال عليه الصلاة والسلام : لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه . رواه مسلم .
وفي حديث أبي شريح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل ، ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمَن جاره بَوايِقه .

وقد يكون الشؤم في الدار الضيقة ، أو الدار التي لها جار سوء ، ففي الحديث : إن كان الشؤم في شيء ؛ ففي الفَرَس والمسْكَن والمرأة . رواه البخاري ومسلم .
قال مَعْمَر : وسَمِعت مَن يُفَسِّر هذا الحديث يقول : شؤم المرأة : إذا كانت غير وَلُود ، وشؤم الفرس : إذا لم يَغُزَ عليه في سبيل الله ، وشؤم الدار : جار السوء . رواه عبد الرزاق .

وجار السوء : إن رأى خيرا كَتَمه ، وإن رأى شرّا نَشَره ، وإن اطّلَع على عورة أظهرها ، وإن حَانَتْ له فرصة غَدْر غَدَر .
ومِن هنا : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بالله مِن جار السوء .
ومِن هنا : عظِّم الإسلام حق الجار .

وسبق :
كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6341

وسبق الجواب عن :
ما حكم التفاؤل والتشاؤم في الإسلام ؟ وكيف يكون الشؤم في المرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2139

ما صحة حديث [إن الله يُقيم الزاني لزوج المرأة المزني بها يوم القيامة ...] ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11826

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم