|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جوزي أبو عثمان
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
بتاريخ : 22-05-2016 الساعة : 03:07 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
الجواب مِن وَجهين :
أولاً : قوله عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يَقبض العِلم بِقبض العلماء حتى إذا لم يَترك عالِمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهّالاً فسُئلوا فأفتوا بغير عِلم ، فَضَلّوا وأضَلّوا . رواه البخاري ومسلم .
لا يدلّ على مَنْع قَبض بعض العِلْم ، كما أخبر الله به عن بعض بني إسرائيل ، وكما يَقَع لِبعض هذه الأمّة ؛ لأن قَبْض بعض العِلْم لا يُعتَبَر قبضًا للعِلْم كلّه ؛ لِبقاء بقيّة العِلْم .
فَمَن نسي بعض العِلْم ، فلا يُقال إنه نَسي العِلْم كلّه .
ثانيا : قَبْض العِلْم مِن صُدور بعض العلماء ، لا يُعتبر قَبضًا للعِلْم كلّه ؛ لأن العِلْم باقٍ في صُدور بقية العلماء ، فيَصِحّ أن الله لم يقبِض العِلْم كلّه مِن صُدور الرِّجال كلّهم .
ومِن المشاهَد أنها قد تَمرّ حُقبة مِن الزمن ، يكثر فيها الجهل ، ويَقِلّ فيها العِلْم ، ومع ذلك لا يندرس العِلم ولا يذهب كلّه ، بل يَبقى بَقيّة مِن أهل العِلْم يُنعشون العِلْم ، ويُحيون ما أماته الْمُبْطِلون .
قال الزهري : كان مَن مَضى مِن علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة ، والعِلم يُقبَض قَبضا سريعا ، فنعش العلم ثبات الدِّين والدنيا ، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله .
وقال ابن القيم : ولولا ضمان الله بحفظ دِينه وتكفّله بأن يُقيمَ له مَن يُجدِّد أعلامه ، ويُحيى منه ما أماته الْمُبْطِلُون ، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون ، لَهُدِّمت أركانه وتَداعى بُنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين . اهـ .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا. رواه البخاري ومسلم .
قال العيني :
قوله : " أن يُرْفَع العِلم " فيه إسناد مجازي ، والمراد رفعه بِمَوت حَمَلته وقَبض العلماء ، وليس المراد مَحْوه مِن صدور الْحُفَّاظ وقلوب العلماء ، والدليل عليه ما رواه البخاري في باب كيف يُقْبَض العِلم ؟ عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله عز وجل لا يَقبض العلم انْتِزَاعا يَنْتَزِعه من العباد ، ولكن يَقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتخذ الناس رؤساء جُهّالاً فيسألوا فافْتَوا بغير عِلم فضَلّوا وأضَلّوا " ، وبَيَّن بهذا الحديث أن المراد بِرَفْع العِلم هنا قَبض أهله ، وهُم العلماء لا مَحْوه مِن الصدور لكن بِموت أهله واتِّخَاذ الناس رؤساء جُهّالاً فيحكمون في دِين الله تعالى برأيهم ويُفْتُون بِجَهْلهم .
قال القاضي عياض : وقد وجد ذلك في زماننا كما أخبر به عليه الصلاة والسلام .
قال الشيخ قطب الدين : قلت : هذا قوله مع تَوفّر العلماء في زمانه ، فكيف بزماننا ؟
قال العبد الضعيف : هذا قَوله مع كثرة الفقهاء والعلماء من المذاهب الأربعة والْمُحَدِّثين الكبار في زمانه ، فكيف بزماننا الذي خَلَت البلاد عنهم وتَصَدَّرت الجهال بالإفتاء والتعين في المجالس والتدريس في المدارس ؟ فنسأل السلامة والعافية . اهـ .
وسبق :
أئمة الهدى .. ابن القيم ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7662
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|