[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم يا شيخ كيف حالكم؟

اسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنة آمين

سؤالي هو: الله تعالى أمرنا بالتوكل وليس التواكل أي الأخذ بالأسباب فيكيف يكون الأخذ بالأسباب فيما يخص الحسد بخصوص الخطبة والزواج هل أذكار الصباح والمساء وحدها هي الأخذ بالأسباب في هذه الحالة.

إذا كان الشخص جميلا يحاول أن يخفي جماله للوقاية من الحسد. إذا كان ذكي يحاول أن يخفي ذلك قد المستطاع.

بمعنى أن الأخذ بالأسباب في موضوع الحسد تكون بإخفاء الشيء الذي يتوقع حسد الناس عليه قدر المستطاع وعدم ذكره. ولكن في حالة الزواج والخطبة وذكر الصفات الحسنة للخاطب كيف نقي أنفسنا من الحسد وفي هذه الحالة يجب إظهار كل حسن ويجب الإخبار بكل صغر وكبير .

فإذا كان الشخص منا يعيش في مجتمع يتفشى فيه الحسد وقد حصلت الكثير من المآسي في هذا المجتمع من الحسد خصوصا فيما يتعلق بالزواج والخطبة وان كثيرا منها الغي وانتهى بسبب الحسد بتأكيد الشيوخ المعروفين والموثوق فيهم وبحصول أضرار جسدية ملموسة ومرئية بمعنى أنه وقع وأنه ليس تخمين أو مجرد إحساس .

فهل لأهل الفتاة أن يحوروا بعض الحقائق فيما يتعلق بالخاطب لابنتهم بحيث أن ذلك التحوير لن يؤذي أحداً ومع موافقة الخاطب وعلمه التام والاتفاق معه أن بعض المعلومات عنه سوف تخفى والأخرى سوف تحور بالتلاعب بالألفاظ وما شابه بحيث أن يتجنبوا الكذب المؤذي قدر المستطاع وأن الهدف من ذلك كله هو حماية ابنتهم من الحسد حيث إن الله تعالى قد أنعم عليها بزوج صالح ما شاء الله.

مثال ذلك إذا سألهم احد عن عمره يقولوا في مثل سنها ولا يحددوا سن معين . أو مثلا أن يقولوا أنه كان قد خطب قبلها فتاة ثم ألغيت الخطبة وهذا لم يحصل حقيقة وإنما كان أهله قد اختاروا له فتاة قبلها وهو لم يوافق عليها . هذه أمثلة التغير في المعلومات التي ينونها .

فهل هكذا يكون الأخذ بالأسباب في أمور الخطبة يتغير بعض المعلومات أم أن هذا كذب غير مقبول ؟ لا أقصد الكذب على أهل الفتاة من قبل أهل الخاطب وإنما اتفاق العائلتان على تغير المعلومات عن الخاطب أمام المجتمع

جزاكم الله خيرا يا شيخ



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يجوز إخفاء بعض المحاسِن اتقاء للحسد ، لقوله عليه الصلاة والسلام : استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود . رواه الطبراني وصححه الألباني .

وقال السخاوي : ويُسْتَأنَس له بما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس مرفوعا : أن لأهل النعم حُسّادًا فاحذروهم .

مع التوكّل على الله في جَلْب المنافِع ، ودَفْع الْمَضَارّ .

ومع ذلك على الإنسان أن يُورِّي ، وهو أن يستعمل المعارِض والتورية دون اللجوء إلى الكذب الصريح .

قال عمران بن الحصين رضي الله عنهما : في المعارِيض مَندوحة عن الكذب .

أي : أن يُعرّض الإنسان بكلام يُفهم منه غير المقصود من غير أن يلجأ الإنسان إلى الكذب .

وقال محمد بن سيرين : الكلام أوْسَع مِن أن يَكذب ظَريف .

وسبق بسط هذه المسألة هنا :

هل هناك فرق بين الحسد والعين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=62

هل كل كذب يأثم عليه صاحبه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3038

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد