العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نبض الدعوة
الصورة الرمزية نبض الدعوة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 67
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 469
بمعدل : 0.09 يوميا

نبض الدعوة غير متواجد حالياً عرض البوم صور نبض الدعوة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي مَن المقصود بأهل اليمن الذين ورد تفضيلهم في الحديث ؟
قديم بتاريخ : 29-09-2012 الساعة : 05:07 AM


ورد في فضائل أهل اليمن . من المقصود على الصحيح ؟ ومن ذكر ذلك من العلماء ؟ وهل تعني سُكّان اليمن أيا كانوا من عرب أو عجم ؟ وهل تشمل القبائل القحطانية أينما كانوا ؟


الجواب :

اليمن إذا أُطلِق فهو أعمّ من اليمن المعروف اليوم بحدوده السياسية !
ولعل أوضح الحدود في العُرف الشرعي : قوله عليه الصلاة والسلام : وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ . رواه البخاري ومسلم .
فما وراء ميقات يَلَمْلَم يُعتبر مِن اليمن في القديم .

وفي مُعجم البلدان : اليَمَن بالتحريك قال الشرقي : إنما سميت اليمن لِتَيَامُنِهم إليها . قال ابن عباس : تفرّقت العرب فمَن تَيَامَن منهم سُمِّيت اليمن . ويُقال : إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم فالْتَأمَتْ بنو يَمن إلى اليمن ، وهي أيمن الأرض ، فسميت بذلك ..
وقال الأصمعي : اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ، ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشَّحْر حتى يجتاز عُمان فينقطع من بينونة ، وبينونة بين عُمان والبحرين ، وليست بينونة من اليمن . وقيل : حَدّ اليمن مِن وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء ، وما قاربها إلى حضرموت والشَّحْر وعمان إلى عدن أبْيَن ، وما يلي ذلك من التهائم والنجود . واليمن تجمع ذلك كله . اهـ .

وكانت تهامة وما جاورها تعتبر أيضا مِن بلاد اليمن ، ولذلك يُقال لأبي هريرة رضي الله عنه : اليماني . كما في ترجمته .
وهو دوسيّ ومِن بلاد دَوْس .

وقد يُطلَق على الحجاز عامة : اليمن . ألا تراهم يقولون : النبي اليماني ؟

ومما ورد في فضل أهل اليمن قوله عليه الصلاة والسلام : أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً ، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ؛ الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ . رواه البخاري ومسلم .

وأكثر أهل العِلْم على أن ذلك لا يشمل كل أهل اليمن ، وإنما هو خاص بِمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما قارَبَه ممن نصروا الإسلام في أول الأمر .

قال النووي : قَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَوَاضِع هَذَا الْحَدِيث ، وَقَدْ جَمَعَهَا الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه ، وَنَقَّحَهَا مُخْتَصَرَة بَعْده الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلاح رَحِمَهُ اللَّه ، وَأَنَا أَحْكِي مَا ذَكَرَهُ . قَالَ : أَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ نِسْبَة الإِيمَان إِلَى أَهْل الْيَمَن ، فَقَدْ صَرَفُوهُ عَنْ ظَاهِره مِنْ حَيْثُ إِنَّ مَبْدَأ الإِيمَان مِنْ مَكَّة ثُمَّ مِنْ الْمَدِينَة حَرَسَهُمَا اللَّه تَعَالَى . فَحَكَى أَبُو عُبَيْد إِمَامُ الْغَرْب ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُ فِي ذَلِكَ أَقْوَالا
أَحَدُهَا : أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ مَكَّة فَإِنَّهُ يُقَال : إِنَّ مَكَّة مِنْ تِهَامَة ، وَتِهَامَة مِنْ أَرْض الْيَمَن .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْمُرَاد مَكَّة وَالْمَدِينَة ، فَإِنَّهُ يُرْوَى فِي الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلام وَهُوَ بِتَبُوك ، وَمَكَّة وَالْمَدِينَة حِينَئِذٍ بَيْنه وَبَيْن الْيَمَن ، فَأَشَارَ إِلَى نَاحِيَة الْيَمَن ، وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدِينَة ، فَقَالَ : الإِيمَان يَمَان وَنَسَبهمَا إِلَى الْيَمَن لِكَوْنِهِمَا حِينَئِذٍ مِنْ نَاحِيَة الْيَمَن ، كَمَا قَالُوا الرُّكْن الْيَمَانِيُّ وَهُوَ بِمَكَّة لِكَوْنِهِ إِلَى نَاحِيَة الْيَمَن .
وَالثَّالِث : مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِير مِنْ النَّاس - وَهُوَ أَحْسَنُهَا عِنْد أَبِي عُبَيْد - أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الأَنْصَار ؛ لأَنَّهُمْ يَمَانُونَ فِي الأَصْل ، فَنَسَب الإِيمَان إِلَيْهِمْ لِكَوْنِهِمْ أَنْصَاره .
قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو رَحِمَهُ اللَّه : وَلَوْ جَمَعَ أَبُو عُبَيْد وَمَنْ سَلَكَ سَبِيله طُرُق الْحَدِيث بِأَلْفَاظِهِ كَمَا جَمَعَهَا مُسْلِم وَغَيْره ، وَتَأَمَّلُوهَا ، لَصَارُوا إِلَى غَيْر مَا ذَكَرُوهُ ، وَلَمَا تَرَكُوا الظَّاهِر ، وَلَقَضَوْا بِأَنَّ الْمُرَاد الْيَمَن ، وَأَهْل الْيَمَن عَلَى مَا هُوَ الْمَفْهُوم مِنْ إِطْلاق ذَلِكَ ؛ إِذْ مِنْ أَلْفَاظه أَتَاكُمْ أَهْل الْيَمَن وَالأَنْصَار مِنْ جُمْلَة الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ فَهُمْ إِذْن غَيْرهمْ . وَكَذَلِكَ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جَاءَ أَهْل الْيَمَن " ، وَإِنَّمَا جَاءَ حِينَئِذٍ غَيْر الأَنْصَار ، ثُمَّ إِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَهُمْ بِمَا يَقْضِي بِكَمَالِ إِيمَانِهِمْ ، وَرَتَّبَ عَلَيْهِ الإِيمَان يَمَان ، فَكَانَ ذَلِكَ إِشَارَة لِلإِيمَانِ إِلَى مَنْ أَتَاهُ مِنْ أَهْل الْيَمَن لا إِلَى مَكَّة وَالْمَدِينَة . وَلا مَانِع مِنْ إِجْرَاء الْكَلام عَلَى ظَاهِره ، وَحَمْله عَلَى أَهْل الْيَمَن حَقِيقَة ؛ لأَنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِشَيْءٍ وَقَوِيَ قِيَامه بِهِ ، وَتَأَكَّدَ اِطِّلاعه مِنْهُ ، يُنْسَب ذَلِكَ الشَّيْءُ إِلَيْهِ إِشْعَارًا بِتَمَيُّزِهِ بِهِ ، وَكَمَالِ حَاله فِيهِ ، وَهَكَذَا كَانَ حَال أَهْل الْيَمَن حِينَئِذٍ فِي الإِيمَان ، وَحَال الْوَافِدِينَ مِنْهُ فِي حَيَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي أَعْقَاب مَوْته كَأُوَيْسِ الْقَرْنِيِّ ، وَأَبِي مُسْلِم الْخَوْلانِيِّ ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ، وَشِبْههمَا مِمَّنْ سَلِمَ قَلْبُهُ ، وَقَوِيَ إِيمَانه فَكَانَتْ نِسْبَة الإِيمَان إِلَيْهِمْ لِذَلِكَ إِشْعَارًا بِكَمَالِ إِيمَانهمْ ، مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون فِي ذَلِكَ نَفْيٌ لَهُ عَنْ غَيْرهمْ ، فَلا مُنَافَاة بَيْنه وَبَيْن قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِيمَان فِي أَهْل الْحِجَاز " . ثُمَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْمَوْجُودُونَ مِنْهُمْ حِينَئِذٍ لا كُلّ أَهْل الْيَمَن فِي كُلّ زَمَان ، فَإِنَّ اللَّفْظ لا يَقْتَضِيه . هَذَا هُوَ الْحَقّ فِي ذَلِكَ وَنَشْكُر اللَّه تَعَالَى عَلَى هِدَايَتنَا لَهُ . وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الرِّدة ، وفَتَحُوا الأمصار ؛ فَبِهم نَفَّس الرحمن عن المؤمنين الكُرُبات . اهـ .

ومما يدلّ على ذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة إذ قال : يطلع عليكم أهل اليمن ، كأنهم السَّحَاب ، هم خِيارُ مَن في الأرض ، فقال رجل مِن الأنصار : إلاَّ نحن يا رسول الله ؟ فَسَكَت . قال : إلاّ نحن يا رسول الله ، فَسَكَت . قال : إلاّ نحن يا رسول الله . فقال في الثالثة كلمة ضعيفة : إلاّ أنتم . رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والبزّار وأبو يعلى .

وفي حديث عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا . قَالُوا : بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ . قَالُوا : قَبِلْنَا . جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ . رواه البخاري .

قال ابن حجر : أي : اقْبَلُوا مِنِّي ما يقتضي أن تُبَشَّروا إذا أخذتم به بالجنة ، كالفِقْه في الدّين والعَمَل به . اهـ .

فهذا مما ختصّ به ذلك الجيل الحريص على التفقه في الدِّين ، لا أنها عامة في كل أهل اليمن . كما قال النووي .
ولا تشمل كل أهل اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد كان في اليمن يهود ونصارى ومشركون ، وكان فيه من ادّعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل : الأسود العنسي .

وفي حديث ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ . رواه مسلم .

قال النووي : مَعْنَاهُ أَطْرُدُ النَّاس عَنْهُ غَيْر أَهْل الْيُمْن ، لِيَرْفَضَّ عَلَى أَهْل الْيُمْن ، وَهَذِهِ كَرَامَة لأَهْلِ الْيَمَن فِي تَقْدِيمهمْ فِي الشُّرْبِ مِنْهُ ، مُجَازَاة لَهُمْ بِحُسْنِ صَنِيعهمْ ، وَتَقَدُّمهمْ فِي الإِسْلام . وَالأَنْصَار مِنْ الْيَمَن ، فَيَدْفَعُ غَيْرهمْ حَتَّى يَشْرَبُوا كَمَا دَفَعُوا فِي الدُّنْيَا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْدَاءَهُ وَالْمَكْرُوهَات . اهـ .

وهنا :
ما صحة هذه الأحاديث في الأزد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1523

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما المقصود بالحديث "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 18-05-2017 02:00 AM
ما المقصود بالاثنتي عشرة ركعة في هذا الحديث الشريف ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 28-10-2014 11:03 PM
ما هو المقصود بكلمة ( يتزعفر ) الواردة في الحديث محب السلف قسـم السنـة النبويـة 0 11-03-2010 09:04 PM
ما المقصود بأهل الكتاب؟وهل اليهود والنصارى المعاصرين لنا الآن أهل كتاب عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 23-02-2010 03:34 PM
ما المقصود بحسن الظن الوارد في الحديث أنا عند حسن ظن عبدي بي"؟ راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 11-02-2010 02:52 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى