[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسعد الله اوقاتكم شيخنا الفاضل


هذا سؤال لاحد الاخوات تقول


اقتباس:


اختي عندي مشكلة مجننةامي وهي ان اخوي طلق زوجتة
و قال لهاانتي طالق طالق طالق وقال تحرمي علي ليوم الدين وهي حامل
هل يقدر يرجعها؟؟
والله امي تعبانة تبي حل وترجع مرت اخوي الله يخليك اسألي شيخ وردي علي



جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم








الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

يستطيع إرجاعها إذا كانت هذه أول طلقة ؛ لأن هذا مِن تحريم الحلال ، وفيه كفارة يمين على الراجح مِن أقوال أهل العلم .

قال القرطبي في تفسيره : واخْتَلَف العلماء في الرجل يقول لزوجته : " أنتِ عليّ حرام " على ثمانية عشر قولاً . اهـ . ثم ذَكَر الخلاف . وذَكَر القول الثاني ، وهو : أنها يمين يُكَفِّرُها ، قاله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وعائشة - رضي الله عنهم – والاوزاعي ، وهو مُقْتَضى الآية . قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : إذا حَرّم الرجل عليه امرأته فإنما هي يمين يكفرها .
وقال ابن عباس : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . يعني أن النبي صلي الله عليه وسلم كان حَرّم جاريته ، فقال الله تعالى : (لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) ، فَكَفّر عن يمينه ، وصَيَّر الْحَرَام يَمِينًا . خَرّجه الدار قطني .

وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : إن حرَّم امرأته بلا ظِهَار ، بأن قال لها : أنت عليَّ حرام ، فهل هو ظِهار ، أو طلاق ، أو يمين ؟ في هذا خلاف بين العلماء رحمهم الله ، والصحيح أنه يمين ، فإذا قال الرجل لزوجته : أنت عليَّ حرام ، فهو يمين ، لِدُخُولها في عموم قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) . وبَيَّن الله عز وجل أن تحريم الحلال يمين ، (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) ، فَتَحْرِيم الحلال يَمِين ، لا فَرْق فيه بين الزوجة وغيره . اهـ .

وعلى أخيك مُراجعة المحكمة الشرعية .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد