[ناصرة السنة]

السؤال
أنا متزوج منذ قرابة السنة من فتاة من أوروبا وقد أسلمت ولله الحمد وتريد الهجرة إلى دار الإسلام وبعد العقد بقينا على اتصال عبر الانترنت حتى الآن حتى أتمم الإجراءات القانونية لجلبها لبلدي . وقد حدثت خلافات بيننا مما جعلني أطلقها مرتين المرة الأولى هو طلاق صحيح لا غبار عليه والمرة الثانية كانت حائض . وبعد أن طلقت المرة الثانية ندمت وجعلت أنظر هل طلاقي صحيح أو لا وقد وجدت فتوى بعدم وقوع الطلاق في الحيض ولكنني لا أذكر هل أنا حسبت الطلاق الثاني قد وقع بعد أن أخذت برأي ما أو أنني حسبته واقعا تحرزا فقط . ثم بعد شهور حدث خلاف وغضبت عبر الهاتف وجعلت أهدد بالطلاق إن هي لم تعتذر وحصل جدال وطلقتها بلفظ صريح وقد كانت حائض أيضا وما إن قلت كلمة الطلاق ندمت جدا كما لم أندم من قبل وجعلت أنظر إلى ما فعلت ورأيت تفصيل طلاق الغضبان ورغم أنني أحسب نفسي كنت في حالة الغضب بين الإغلاق والغضب البسيط إلا أنني أخاف أن أكون أتخيل ذلك ثم سألتها واستحلفتها أن تشهد لله كيف كنت حين نطقت بها فقالت لي أنت قلتها وأنت غاضب ثم ذكرت أنها حائض أيضا وهذه المرة هي الطلاق الثالث وقد جلست أبحث في الأدلة جيدا وبعد النظر استقر رأيي على اتباع فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم في عدم وقوع الطلاق في الحيض ورغم أنني حاولت جاهدا أن أنظر المسألة نظرة حيادية إلا أن الخوف يتملكني و لا أشعر بالراحة خشية أن أكون أتتبع رخص العلماء فأنا لم أحتسب الطلقة الأخيرة ولا أعرف عن الطلقة الثانية هل هي تحتسب أو لا .
أرجو أن تبينوا لي المسألة وتقدموا لي النصح فنحن نحب بعضنا كثيرا وأنا متعلق بها جدا
و جزاكم الله خيرا.



الجواب :
وجزاك الله خيرا .

ذكرت أنك كنت تكلّمها بعد العقد ، حيث قلت : (وبعد العقد بقينا على اتصال عبر الانترنت حتى الآن) ، فإن كنت لم تدخل بها ولم يحصل بينكما خلوة ، فالطلاق الأول طلاق بائن ، لا تَحِلّ لك إلاّ بعد أن تنكِح زوجا آخر نكاحا صحيحا ويدخل بها ، لقوله تعالى : (أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) .

أما إذا كنت قد دَخَلْتَ بها ، فالطلاق الأول وَقَع ، وما كان في الحيض فقد خالفت فيه السنة ، وأثِمْتَ ، ولا يقع الطلاق في الحيض على الصحيح مِن أقوال أهل العلم .

ونصيحتي لك أن لا تتعجّل الطلاق عند كل خِلاف ، ثم تبحث لك عن مخارِج وعن أعذار !
وإذا غضبت فأنهِ المكالمة ، وتعوّذ بالله من الشيطان ، واجلس ، وإن كنت جالسا فاضطَجِع ليذهب عنك الغضب ، وهذا ما أرشد إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بِقوله : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإلاَّ فليضطجع . رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وفي رواية للإمام أحمد عن أبي الأسود عن أبي ذر قال : كان يَسقي على حوض له ، فجاء قوم ، فقال : أيكم يُورِد على أبي ذر ويحتسب شعرات مِن رأسه ؟! فقال رجل : أنا ، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فَدقَّه ، وكان أبو ذر قائما ، فجلس ، ثم اضطجع ، فقيل له : يا أبا ذر ، لِمَ جلست ثم اضطجعت ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلاَّ فليضطجع .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد