نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جمعة عن .. (مكانة الصحابة)
قديم بتاريخ : 25-05-2015 الساعة : 01:59 AM


فإنَّ مِنَ الأدبِ معَ اللهِ تعالى : تعظيمَ ما عظّمَهُ اللهُ ، والثناءَ على مَن أثنى اللهُ عليهِم .

وقَدْ أجْمَعَ المسلمونَ على أنَّ الصحابةَ رأسُ الأولياءِ وصَفوةُ الأتقياءِ ، قدوةُ المؤمنينَ ، وأسوةُ المسلمينَ ، وخيرُ عبادِ اللهِ بعْدَ الأنبياءِ والمرسلينَ ، جَمَعوا بينَ العِلْمِ بما جاءَ بهِ رسولُ اللهِ وبينَ الجهادِ بينَ يديهِ، شرّفَهُمُ اللهُ بمشاهدةِ خاتَمِ أنبيائِهِ وصُحبتِهِ في السّرَّاءِ والضّرَّاءِ ، وبَذلِهِم أنفسَهُم وأموالَهُم في الجهادِ في سبيلِ اللهِ ، حتّى صاروا خِيرةَ الْخِيَرةِ ، وأفْضَلَ القرونِ بِشهادةِ المعصومِ .

هُمْ خَيرُ الأمَمِ سابقِهِم ولاحِقِهِم ، وأولِّهِم وآخِرِهِم .
هُمُ الذينَ أقامُوا أعْمِدَةَ الإسلامِ ، وشيّدُوا قُصورَ الدِّينِ ، قَطَعُوا حبائلَ الشّرْكِ ، وأوْصَلُوا دِينَ الإسلامِ إلى أطرافِ المعمورةِ ، فاتّسعَتْ رقعةُ الإسلامِ ، وطبَّقَتِ الأرضَ شرائعُ الإيمانِ ، فَهُم أدقُّ النّاسِ فَهْمًا ، وأغْزَرُهُم عِلمًا ، وأصْدقُهُم إيمانًا وأحسنُهُم عَملاً. كيفَ لا ؟! وقد تربُّوا على يدَيْ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونَهَلُوا مِن مَعِينِه الصّافِي ، وشاهَدُوا التنْزِيلَ .
روى الإمامُ أحْمدُ أنَّ ابنَ مَسْعُودٍ رضيَ اللّهُ عنه ، قَالَ : إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ .
و قالَ ابنُ عُمَرٍ رضيَ اللهُ عنهُما : مَنْ كانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ ماتَ ؛ أولئكَ أصحابُ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا خيرَ هذِهِ الأمَّةِ ؛ أبرُّها قلوبا ، وأعمَقُها عِلما ، وأقلُّها تَكَلُّفا ، قَومٌ اختارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونَقْلِ دِينِه ؛ فَتَشَبَّهُوا بأخلاقِهِم وطَرائقِهِم ، فَهُمْ أصحابُ مُحمَدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا على الْهُدَى المستقيمِ . رَوَاهُ أبو نُعيمٍ في " الْحِلْيَةِ " .

وقد جاءتِ الآياتُ الصريحةُ والأحاديثُ الصّحيحةُ في فضائلِ الصحابةِ رضي اللهُ عنهُم ، مِنْ ذلكَ قولُه عزّ وجلّ : (وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ) ، وقالَ عزّ وجلّ : (لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَـٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) .
وفيهِم يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ " رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والترمِذيُّ ، وهوَ حديثٌ صحيحٌ .

إنّ الخيرَ كلُّ الخيرِ في ما كانَ عليهِ أصحابُ رَسُولِ اللهِ ، هُمْ مَن حفِظَ اللهُ بِهُم كتابَه أمِينًا عن أمينٍ ، حتّى أدّوا أمانةَ ربِّهِم ، ونَقَلُوا سُنَّةَ نبيِّهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ولذا لَمّا سُئلَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفِرْقَةِ الناجيةِ ، قال : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي . رَوَاهُ الترمذيُّ وغَيْرُهُ ، وَهُوَ حَديثٌ حَسَنٌ .

والْمُرادُ بالصحابيِّ : مَنْ لَقِيَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤمِنا به ، وماتَ على الإسلامِ ، وَلَوْ تَخَلَّلتْ ذلك رِدَّةٌ في الأصَحِّ .
قالَ ابنُ حَجَرٍ : والمرادُ باللِّقاءِ : ما هُو أعمُّ مِن الْمُجالَسَةِ والْمُمَاشاةِ ، ووُصُولِ أَحدِهِما إِلى الآخَرِ وإِنْ لم يكالِمْهُ . ويَدْخُلُ فيهِ رؤيةُ أحدِهما الآخَرَ .
قال : ولا خَفاءَ بِرُجْحَانِ رُتبةِ مَنْ لازَمَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقاتَلَ معَهُ ، أَو قُتِلَ تحتَ رايتِه على مَنْ لم يلازِمْه ، أَو لم يَحْضر معه مَشْهَدا ، وعلى مَن كلَّمَهُ يَسيرا ، أَو ماشاهُ قَليلاً ، أَو رآه على بُعْدٍ ، أو في حالِ الطفوليَّةِ ، وإنْ كَانَ شَرفُ الصُّحبةِ حاصلاً للجميعِ . اهـ .
وَقَدْ نَالَ الصحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهُم شرفَ صُحبةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فكانَ لَهُم النَّصيبُ الأوْفَى مِنْ محبّتِهِ وتعظيمِه .
سُئلَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عَنْهُ : كيفَ كانَ حبُّكُم لِرَسولِ اللهِ ؟ قالَ : كانَ واللهِ أحبَّ إلينا مِن أموالِنا وأولادِنا وآبائنا وأمّهاتِنا ، ومِنَ الماءِ الباردِ على الظمأِ.

فَدَوا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنفسِ والنفيسِ ، بل ضَحَّوا بأنْفُسِهِم دُونَ نَفْسِه .

أُفْـرِدَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُريْشٍ ، فَلَمّا رَهِقُوهُ قَالَ : مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ ؟ فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ , ثُمّ رَهِقُوهُ أَيْضاً . فَقَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ ؟ فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّىَ قُتِلَ السّبْعَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبَيْهِ : مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا . رَوَاهُ مسلِمٌ .

حَكَّمَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهُم رَسُولَ الله في أنْفُسِهِم وأمْوالِهِم فقالوا : هذهِ أموالُنا بينَ يدَيكَ فاحكُمْ فيها بِما شِئتَ ، هذهِ نفوسُنَا بين يديكَ لوِ استعرضتَ بِنا البحرَ لَخُضنَاهُ نقاتِلُ بينَ يديكَ ومِنْ خَلْفِكَ ، وعَنْ يمينِكَ وعن شِمالِك . رَوَاهُ -بِنحوه- الحاكِمُ وصحَّحَهُ

حُبُّ الصحابةِ عقيدةٌ يعتقِدُها أهلُ الإسلامِ قاطبةً ، إلاّ مَنْ شذّ .
قال الإمامُ أحمَدُ رَحِمَهُ اللهُ : مَنِ انْتَقَصَ أَحَدا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ أَبْغَضَهُ لِحَدَثٍ كَانَ مِنْهُ ، أَوْ ذَكَرَ مَسَاوِئَهُ ؛ كَانَ مُبْتَدِعاً حَتَّى يَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعا ، وَيَكُونَ قَلْبُهُ لَهُمْ سَلِيما .

وقالَ الإمامُ الطحاويُّ : وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وَلا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ . وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ ، وَبِغَيْرِ الْخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ . وَلا نَذْكُرُهُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ . وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ .

وقالَ أبو الحسَنِ الأشعريُّ في كتابِهِ " رسالةٌ إلى أهْلِ الثَّغْرِ" : وأَجْمِعُوا على الكَفِّ عَنْ ذِكْرِ الصحابةِ عليهِمُ السَّلامُ إلاّ بخيرِ مَا يُذكَرُونَ به ، وَعَلَى أنَّهُمْ أَحَقُّ بِنَشْرِ مَحَاسِنِهِمْ ، ويُلتَمَسُ لأَفْعَالِهِمْ أَفْضَلُ الْمَخَارِجِ ، وأنْ نَظُنَّ بِهِمْ أَحْسَنَ الظَّنِ ، وَأَحْسَنَ الْمَذَاهِبِ . ممتثلينَ في ذَلِكَ لِقولِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إذا ذُكِر أصحابي فأمْسِكُوا " .
وَقَالَ أَهْلُ العِلْمِ : مَعَنى ذلِكَ : لا تَذْكُروهُمْ إلاّ بِخَيرِ الذِّكْرِ .

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ :
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَب *** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل

الصحابةُ قومٌ قدْ أثنى اللهُ عليهِم ومَدَحَهُم وزكّاهُم
قالَ تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
قالَ الإمامُ مالِكُ بنُ أنسٍ رحِمَهُ اللهُ : مَن أصْبَحَ وفي قَلْبِهِ غَيظٌ على أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدْ أصابَـتْه هذهِ الآيةُ .
وقالَ القرطبيُّ رحِمَهُ اللهُ : لقدْ أحْسَنَ مَالِكٌ في مقالتِه ، وأصابَ في تأويلِه ، فَمَنْ نَقَصَ واحدًا مِنْهُم أو طَعَنَ عَليهِ في روايتِهِ فقدْ ردَّ على اللهِ ربِّ العالمينَ ، وأبْطلَ شرائعَ المسلمينَ

وقد نَهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنِ النَّيلِ مِنْ أحَدٍ مِن أصحابِهِ رضيَ اللّهُ عنهُم ؛ لِمَا لَهُم مِن مكانةٍ عاليةٍ وفَضْلٍ عَظيمٍ ، فقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ . رَوَاهُ البخاريُّ وَمسلِمٌ .

قالَ سفيانُ بنُ عُيينةَ : مَنْ نَطَقَ في أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَهُوَ صَاحِبُ هَوى .

وَقَالَ الإمامُ أحمَدَ رحمه اللهُ : ومِنَ الْحُجَّةِ الواضِحَةِ الثابتةِ البيّنةِ المعروفةِ : ذِكْرُ محَاسِنِ أصحَابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ أجمعينَ والكفُّ عَنْ ذِكْرِ مَسَاويهِمْ ، والخلافِ الذي شَجَرَ بَيْنَهُم ، فَمَنْ سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أحَدًا منهم ، أو تنقَّصَهُ ، أوْ طَعَنَ عَلَيْهِمْ ، أو عَرَّض بِعَيبِهِمْ ، أو عَابَ أحدًا منهم ؛ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ رَافِضِيٌّ خبيثٌ مُخَالِفٌ ، لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا ولا عَدْلاً ، بَلْ حُبُّهُمْ سُنَّةٌ ، والدُّعَاءُ لَهُمْ قُرْبَةٌ ، والاقتداءُ بِهِمْ وَسِيلَةٌ ، والأَخْذُ بِآثارِهِمْ فضيلَةٌ .
وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ : لا يجوزُ لأَحَدٍ أنْ يَذكُرَ شيئا مِنْ مَسَاويهِمْ ، ولا يَطْعَنَ عَلَى أحَدٍ مِنْهُم بِعَيْبٍ ولا نَقْصٍ ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَجَبَ عَلَى السُّلْطَانِ تَأدِيبُهُ وعُقُوبَتُهُ ، لَيْسَ لَهُ أنْ يَعْفُوَ عَنْهُ بَلْ يُعاقِبُهُ ويَستتيبُهُ ، فإنْ تَابَ قَبِلَ مِنْهُ ، وإنْ ثَبَتَ أَعَادَ عَلَيْهِ العقوبَةَ وخَلَّدَهُ الْحَبْسَ حَتَى يموتَ أو يُراجِعَ .

وقال الإمامُ البربهاريُّ : إذا رأيتَ الرَّجُلَ يَطْعَنُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاعْلَمْ أنَّهُ صَاحِبُ قَوْلِ سُوءٍ وهَوَى .
ولا تُحَدِّثْ بشيءٍ مِنْ زَلَلِهِمْ ، ولا حَرْبِهم ، ولا مَا غَابَ عَنْكَ عِلْمُهُ ، ولا تَسْمَعَهُ مِنْ أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِهِ ، فإنَّهُ لا يَسلَمُ لَكَ قَلْبُكَ إن سَمِعْتَ .
وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : نُؤمِنُ بالإمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بيْنَهُمْ ، وَنَعْلَمُ أنَّ بَعْضَ الْمَنْقُولِ في ذَلِكَ كَذِبٌ . وَهُمْ كانوا مجتهدينَ ؛ إمَّا مُصيبينَ لَهُمْ أجْرَانِ ؛ أوْ مُثابَين عَلَى عَمَلِهِمْ الصَّالِحِ مَغفورٌ لَهُمْ خَطؤُهم ؛ وما كَانَ لَهُمْ مِنَ السيئاتِ - وَقَدْ سَبَق لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى - فإنَّ اللهَ يَغْفِرُهَا لَهُمْ ؛ إمَّا بِتَوبَةٍ ، أوْ بِحَسَنَاتٍ مَاحِيةٍ ، أو مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ ، أو غيرِ ذَلِكَ ، فَإنَّهُمْ خيرُ قرونِ هَذِهِ الأمَّةِ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ‏" خيْرُ القرون القرن الذي بُعِثْتُ فيهم، ثم الذين يَلُونَهُمْ " ، وهذِهِ خيرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ . اهـ .

ولا يَسْلَمُ دِينُ امرئٍ حَتَّى يَسْلَمَ مِنْهُ أصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ الإمامُ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ : مَنْ لَزِمَ السُّنَّةَ ، وسَلِمَ مِنْهُ أصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَاتَ ، كَانَ مَعَ النبيينَ والصِّديقينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحينَ ، وإنْ كَانَ لَهُ تَقْصِيرٌ في العَمَلِ .

الخُطْبَةُ الثَّانيَةُ :

أمَّا بَعْدُ :
فإنَّ مِنَ الخذلانِ أنْ يتطاولَ الأقزامُ على قاماتِ أصحابِ المقاماتِ الْعُلَى ، الذينَ حطُّوا رِحالَهُم في الجَنَّةِ ، كالعَشَرةِ المبشَّرِينَ ، أوْ أصحابِ بَدْرٍ ، رضيَ اللّهُ عنهُم أجمعينَ ، وسائرِ أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ومَن سبَّ أصحابَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقد تَعَرّضَ لِلّعنَةِ .
قال عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : مَن سَبَّ أصحابِي فَعَلَيهُ لعنَةُ اللهِ . رَوَاهُ ابنُ أبي عاصِمٍ في كتابِ " السُّنَةِ " وقالَ الألبانيُّ : حديثٌ حَسَنٌ

وقالَ الربيعُ بنُ نافعٍ : معاويةُ بنُ أبي سفيانَ سِتْرُ أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا كَشَفَ الرَّجُلُ السِّترَ اجترأَ على ما ورائِهِ . رَوَاهُ ابنُ عساكِرَ .

وقال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ : إذا رأيتَ رجلا يذكُرُ أحَدًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسوءٍ فاتَّهِمْهُ على الإسلامِ .

وروى الخلالُ في كتابِ السنةِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ : أَقُولُ: مُعَاوِيَةُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ وَابْنُ عُمَرَ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مُعَاوِيَةُ أَخُو أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَحِمَهُمَا ، وَابْنُ عُمَرَ أَخُو حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَحِمَهُمَا ، قُلْتُ : أَقُولُ : مُعَاوِيَةُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ " .

ولا يَطعَنُ في أصحابِ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورضيَ اللّهُ عنهُم إلاّ زِنديقٌ يُريدُ أنْ يَطعنَ في دِينِ اللهِ .
قالَ الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ : قومٌ أرادوا الطعنَ في رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلمْ يُمكِـنْهُمْ ذلك ، فَطَعَنُوا في الصحابةِ ، لِيقولَ القائلُ : رَجُلُ سُوءٍ كان له أصحابُ سُوءٍ ، ولو كانَ رجُلا صالحا لكان أصحابُهُ صَالِحِينَ .
وقال أبو زرعةَ الرازيُّ رحمه اللهُ : إذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحدًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعْلمْ أنهُ زِنديقٌ ، وذلك أنَّ الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِندنَا حَقٌ والقرآنَ حَقٌ ، وإنّما أدّى إلينا هذا القرآنَ والسُّننَ أصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإنما يريدون أنْ يَجْرَحُوا شُهودَنا لِيُبْطِلوا الكتابَ والسُّنةَ ، والْجَرحُ بِهم أولى ، وَهُمْ زنادِقةٌ .

والخيرُ كُلُّ الخَيْرِ في الاقتداءِ بالصحابةِ رضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)
قالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ عَنِ الصَّحَابَةِ رضيَ اللّهُ عنهم : الرُّشْدُ كُلُّهُ في اتّبَاعِهِمْ ، واتّبَاعِ السُّنَّةِ التي نَقَلُوهَا وَفَهِمُوهَا وعَمِلُوا بِهَا . اهـ .

والمخذولُ مَنْ جَعَلَ الصحابةَ رضيَ اللّهُ عَنْهُمْ غَرَضًا للقَدْحِ والذَّمِّ .
قالَ ابنُ العَرَبيُّ رحَمَهُ اللهُ : أعْرِضُوا عَنِ الغَاوينَ ، وازْجُرُوا العَاوينَ ! وعَرِّجوا عَلَى النَّاكِثينَ ، إلى سُننِ المهتَدِينَ . وأمسِكوا الألسنةَ عَنِ السَّابِقينَ في الدِّينِ .
وإيَّاكُمْ أنْ تَكونوا يومَ القيامةِ مِنَ الْهَالِكِينَ بِخصومَةِ أصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ هَلَكَ مَنْ كَانَ أصحابُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصْمَهُ . ودَعُوا ما مَضَى ، فَقَدْ قَضَى اللهُ مَا قَضَى . اهـ .

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عنِ الصحابةِ رضي اللهُ عنْهُم : فإنَّ القَدْحَ في خَيرِ القُرونِ الذين صَحِبُوا الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْحٌ في الرسولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ... فهؤلاءِ الذينَ نَقَلُوا القرآنَ والإسلامَ وشرائعَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقال: وَلا يَجُوزُ لأَحَدِ أَنْ يَظُنَّ بِالصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْمَعُوا عَلَى خِلافِ شَرِيعَتِهِ . بَلْ هَذَا مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الإِلْحَادِ . اهـ .

وقدْ تأدّبَ الأئمةُ معَ الصحابةِ ؛ لأنَّهُ لا يَعرِفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ إلاَّ الفُضَلاءُ .
وما عَبَّر الإنسانُ عَنْ فَضْلِ نَفْسِهِ = بِمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كُلّ فاضِلِ
وإنَّ أخَسَّ النقصِ أن يَرْمِي الفتى = قَذَى العينِ عنْهُ بانتقاصِ الأفاضِلِ

كانَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ يَخْتَلِفُ إلى عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ يَسْمَعُ منْهُ العِلمَ ، فبَلغَ عُبيدُ اللهِ أنَّ عُمرَ ينتقِص عَلِـيًّا ، فأقبلَ عليه فقالَ :
متى بَلغَكَ أنَّ اللهَ تعالى سَخِطَ على أهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أنْ رَضي عَنْهُم ؟
فَعَرَفَ ما أرادَ ، فقال : مَعْذِرَةً إلى اللهِ وإليكَ ، لا أعُودُ . فما سُمِعَ عُمرُ بعدَها ذاكِرًا عَلِيًّا رضي اللهُ عنهَ إلاَّ بِخيرٍ .

فإلى مَن وَقعَ في أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أوانتقَصَ أحدًا مِنهُم : متى بَلَغَكَ أنَّ اللهَ تعالى سَخِطَ على أصحابِ نبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ أنْ رضِيَ عَنْهُم ؟

قِيلَ لِعُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ : ما تقولُ في أهْلِ صِفِّينٍ ؟ قالَ : تِلكَ دماءٌ طَهّرَ اللهُ منها يَدِي فلا أُحِبُّ أن أَخْضِبَ بها لِسانيَ .
وبهذا القولِ قالَ الشافعيُّ .
وقالَ : وسُئِلَ أبو حنيفةَ عن عليٍّ رضي اللهُ عنْهُ ومُعاويةَ رضي اللهُ عنْهُ وقَتْلَى صِفِّينٍ ، فقالَ: إذا قَدِمْتُ على اللهِ يسألُنْي عما كَلَّفَنِي ولا يسألُنْي عنْ أمورِهِمْ .
ورُوي أنَّهُ حينَ سُئِلَ عَنْهُ قالَ : تلكَ الدِّماءُ طَهَّرَ اللهُ مِنها شأنَنَا ، أفلا نُطَهِّرُ منها لِسانَنا ؟!
وقالَ ابنُ المُبارَكِ : السيفُ الذي وقعَ بينَ الصحابةِ فِتنةٌ ، ولا أقولُ لأحَدٍ مِنهُم هو مَفتونٌ .
قالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ : سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ سُئلَ عَنْ هذا ، فَقَالَ : فيه غَيرُ حَديثٍ صَحَيحٍ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَرِهَ أنْ يتكلّمَ في هذا بأكثرِ مِنْ هذا .

قالَ القرطبيُّ :
وقدْ سُئلَ بَعضُهُم عنِ الدِّماءِ التي أُرِيقَتْ فيما بينَهُم ، فقالَ : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .

وقالَ المحاسبيُّ : فأمَّا الدِّماءُ فقدْ أشْكَلَ علينا القولُ فيها باختلافِهِم ، وقد سُئلَ الحسنُ البَصريُّ عنْ قتالِهِم ، فقالَ : شَهِدَهُ أصحابُ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغِبْنَا ، وعَلِمُوا وجَهِلْنَا ، واجتمعوا فاتَّبَعْنَا ، واخْتَلَفُوا فَوَقَفْنَا .
قالَ المحاسبيُّ : فنحنُ نقولُ كما قال الحسَنُ ، ونَعلمُ أنَّ القومَ كانوا أعْلَمَ بما دَخَلُوا فيه مِنّا ، ونَتَّبِعُ ما اجتمعوا عليهِ ، ونقِفُ عند ما اختلفوا فيه ، ولا نَبْتَدِعُ رأياً مِنّا ، ونعلمُ أنهمُ اجتهدوا وأرادوا اللهَ عزّ وجلّ ، إذ كانوا غيرُ مُتَّهَمِينَ في الدِّينِ ، ونسألُ اللهَ التوفيقَ .

ومُعتقدُ أهلِ السنةِ الكَفُّ عما شَجَرَ بيْنَ الصحابةِ رضيَ اللّهُ عنهم ، وأن لا يُذكَرُوا إلاّ بخيرٍ ، لقولِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : إذا ذُكِرَ أصحابي فأمْسِكُوا ، وإذا ذُكِرَتِ النجومُ فأمْسِكُوا ، وإذا ذُكِرَ القَدَرُ فأمْسِكُوا . رَوَاهُ الطبرانيُّ في الكبيرِ واللالكائيِّ في الاعتقادِ . وَصَحَّحَهُ الألبانيُّ .

فَيَجِبُ الكفُّ عَمّا شَجَر بين أصْحَابِ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعَدَمُ ذِكْرِهِم إلاّ بالذِّكْرِ الْحَسَنِ ، والثناءِ الْجَميلِ ، ومَعْرِفةُ فَضْلِ أهلِ الفَضْلِ .

قال الإمامُ الدارميُّ في الرَّدِّ على بعضِ المعترِضِين : لَو كَانَ لَكَ سُلْطَانٌ صَارِمٌ يَغْضَبُ لأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَوْجَعَ بَطْنَكَ وَظَهْرَكَ ، وأثَّر فِي شَعْرِكَ وبَشَرِكَ حَتَّى لا تَعُودَ تَسُبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا تَرْمِيهم بِالْكَذِبِ مِنْ غَيْرِ ثَبْتٍ .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 29-05-2016 07:11 AM
خُطبة جمعة عن .. (التعرف على الله) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 13-05-2016 09:51 PM
خُطبة جمعة .. يا صاحب الهمّ نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 10-12-2015 02:42 AM
خُطبة جمعة عن .. (تعظيم السنة) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 28-11-2015 11:58 PM
خُطبة جمعة عن .. (اتِّباع الهوى) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 24-12-2014 11:06 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى