[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم
شيخنا الفاضل لقد كنت شخص لا أصلي الجماعة إلا في النادر . ولكن هداني الله سبحانه وتعالى فأصبحت أحافظ على الجماعة محافظة شديدة إلا أنني أثناء محافظتي للجماعة طرأ علي نوع من الإحساس بمحبة أن يراني أمام المسجد الذي يصلي بنا في الحي فأصبحت أحضر بعض المرات قبل موعد الصلاة وأهتم في الجلوس في الصف الأول في اتجاه قريب من الإمام .
وأحيانا أكون في مشوار بعيدا عن المسجد ويوجد مساجد أخرى أستطيع أن أصلي بها إلا أنني أرجع مسرعا إلى المسجد الذي قرب منزلي حتى أصلي به وحتى يراني الإمام محافظا على الجماعة . فهل هذا الأمر محبط للأعمال هل هو من الرياء ؟
علما أنه إذا كان لا يوجد هذا الإمام الذي أحب أن يراني أصلي جماعة فأنا لن أترك صلاة الجماعة إنما سوف أترك أمرين هما
1/ الحضور قبل وقت الصلاة
2/ الجلوس في الصف الأول في القرب من الإمام
لقد خشيت أن فعلي هذا من الرياء المحبط للأعمال والعياذ بالله
إنه في القرب من منزلي أكثر من مسجد لكن هذا المسجد الذي أصلي به كثيرا هو الأقرب إلي فهو يبعد على مسافة خطوات بسيطة أما الباقون فليسوا بعيدين عن منزلي بل يستغرق الأمر في أن أذهب إليهم في 3 دقائق أو 4 بالكثير
لقد أهملت الحضور إلى هذا المسجد الذي به الإمام الذي أحب أن يراني أحافظ على الجماعة وأهملت الجلوس في الصف الأول وذالك بنسبة 80% عما كنت عليه في السابق
إلا أنه في بعض الأيام تراودني نفسي في الذهاب إلى المسجد القريب وأقول سوف يقول عني الإمام أنني أهملت الجماعة وأعود أصلي بهذا المسجد فرضا أو فرضين كل يوم أو كل يومين حتى لا يقول أنني أهملت الجماعة
وكما وضحت لك في السابق أنه لو كان هذا الإمام على سبيل المثال توفي أو سافر أو انتقل إلى مسجد آخر فأنا لن أترك الجماعة بل سأترك فقط الحضور قبل وقت الصلاة وسوف أترك الاهتمام في الصف الأول هذا كل شي
أرجو التوضيح فالأمر يؤرقني




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

الحمد لله الذي مَنّ عليك بالمحافظة على صلاة الجماعة ، فهي شِعار المؤمنين الصادقين ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : مَن سَرَّه أن يَلْقَى الله غَدًا مُسْلِمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن ، فإن الله شَرَع لِنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن مِن سُنن الهدى، ولو أنكم صَلّيتم في بيوتكم كما يُصَلِّي هذا الْمُتَخَلِّف في بيته لتركتم سُنة نَبيكم ، ولو تَركتم سُنة نَبيكم لَضَللتم ، وما مِن رَجل يَتطهر فيحسن الطهور ثم يَعْمَد إلى مَسجد مِن هذه المساجد إلاَّ كَتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يَتَخَلَّف عنها إلاَّ مُنَافِق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتي به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقَام في الصَّفّ . رواه مسلم .

وعليك أن تَعْلَم أن الْخَلْق لا ينفعون ولا يضرّون ، وإذا عَمِلت العمل لله عزّ وَجَلّ فحاول جهدك أن تُدافِع الرياء .
والسلامة أن يُعافيك الله مِن النظر إلى الناس ، كما قال عبد القادر الكيلاني رحمه الله أنه قال : كُن مع الحق بلا خَلْق ، ومع الْخَلْق بِلا نَفْس .
قال ابن القيم مُعَلِّقًا : فتأمل ما أجلّ هاتين الكلمتين مع اختصارهما ، وما أجمعهما لقواعد السلوك، ولكل خلق جميل . اه .

وسبق :
تَرْك العمل خشية الرياء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5044

كيف أدفع الرياء عن نفسي ?
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5033

ما هي علامات الإخلاص وعلامات الرياء والعياذ بالله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5036

هل الرياء يدخل على الصالحين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5038

هل تحدّث الإنسان عن طاعاته يعتبَر رياء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5040

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد