|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
إشكال بين (تخصيص العبادة المطلقة من غير دليل بدعة) وبين (أحب الأعمال إلى الله أدومها)
بتاريخ : 26-07-2020 الساعة : 06:23 AM
فضيلة شيخنا المبارك
حياكم الله وبياكم قد اشتقنا لكم كثيراً ، فنحمد الله على رجوعكم سالمين غانمين معافين.
شيخي الكريم عندي سؤال أشكل عليَّ كثيراً أسأل الله أن أجد جوابه الشافي عندكم
ألا وهو :
قول العلماء :" تخصيص العبادة المطلقة من غير دليل بدعة "
ويضربون المثل : بقول حرماً وجمعاً بعد السلام من الصلاة
فالأصل في الدعاء أنه مطلق وهذا مقيد بأدبار الصلوات.
وقد قرأت عن شيخ الإسلام أو ابن القيم - الشك مني - أنه كان يقول في كل صباح " لاحول ولا قوة إلا بالله " أربعين مرة يداوم على ذلك - في زاد المعاد أو فوائد الأذكار لابن القيم الشك مني-
وهذا تخصيص لعبادة مطلقة عدداً وزماناً من غير دليل مع الاستمرار على ذلك.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قل"
يدل على أن العبادة التي سيحافظ عليها العبد ستكون مخصوصة.
فكيف نوفق بين هذا :
فلو أن رجلاً كلما دخل منزله أول ما يبدأ بصلاة ركعتين -في غير وقت النهي - ، فإن نوقش بأن هذا لم يكن من فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم قال : صلاة النافلة عبادة مطلقة والحديث :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قل"
فأرجو بيان جواب هذه المسألة على وجه يزول به اللبس ويتضح به الحق
رفع الله منزلكم في الدارين.
_____________________________________
الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وحيّاك الله وبيّاك .
أولاً : قول العالِم يُحْتَجّ له ولا يُحتَجّ به ، وليس قَول العَالِم مِثل قَول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مثل أقوال الصحابة رضي الله عنهم .
وسبق :
هل يصح قول (ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث) وغيرها 40 مرة فجر كل يوم ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8797
ثانيا : قولك – حفظك الله – : (وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قلّ " يدل على أن العبادة التي سيحافظ عليها العبد ستكون مخصوصة )
نعم ، ستكون مخصوصة ، إلاّ أنها مشروعة ، سواء ما يتعلّق بِزمانها أو مكانها أو جِنسها .
ومِن شُروط قبول العمل : مُتابَعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه .
وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلاَّ بِسِتَّة أمور :
الأول : سبب العبادة
الثاني : جنس العبادة
الثالث : قدر العبادة
الرابع : صفة العبادة
الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان )
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )
وتفصيل ذلك هنا :
متى يكون العَمل الصالح مَقبولاً ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=261
ثالثا : قولك – متّع الله بك – : (فلو أن رجلاً كلما دخل منزله أول ما يبدأ بصلاة ركعتين...)
هذا مُتعقّب بأن هذا ثابِت تخصيصه !
وأما تخصيص عبادة بِوقت أو زمان لم يَرِد في الشرع ، فهذا الذي يدخل في دائرة البِدَع .
قال أبو شامة في " الباعث على إنكار البِدَع والحوادث " : ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يُخَصِّصها بها الشرع ، بل يكون جميع أفعال البِرّ مُرْسَلَة في جميع الأزمان ، ليس لبعضها على بعض فَضْل إلاَّ ما فَضَّله الشَّرْع وخَصَّه بِنَوع من العبادة . اهـ .
وسبق :
صلاة ركعتين عند الخروج من المنزل وعند الدخول
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2631
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|