[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
أرجو منك أن تبين لي حال هذا الحديث لأني وجدت اختلاف فيها بين الروايتين رواية البخاري رحمه الله تختلف عن رواية شيخه الحميدي رحمه الله مع أن الإسناد واحد
رواية البخاري
1 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
رواية الحميدي في مسنده
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ».
شيخنا لاحظت التالي
1/ رواية البخاري رحمه الله لم توجد فيها (( فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ))
2/ ابتداء رواية الحميدي بحدثنا (( هل يحتمل ان الراوي سمع من شيخه الحميدي الحديث باختلاف سمع البخاري له ))
3/ هل يحتمل أن يكون الحديث لفظه مختلف كبقية الألفاظ التي جاءت عن طريق الراوي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الرواية الأولى اختصرها البخاري على عادته رحمه الله في الاختصار ، وتقطيع الحديث في مواضِع .

والرواية الثانية رواها البخاري أيضا في مواضِع مِن صحيحه ، إلاّ أنها مِن غير طريق الحميدي .

وأُجِيب عن الاختلاف بأجوبة ، منها :
1 – أن البخاري اختصر الحديث على عادته .
وسبب الاختصار أنه لم يُورِد قوله عليه الصلاة والسلام : " فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " في أوّل الكتاب ، خشية أن يكون فيه تزكية لنفسه .
2 – لعل الحميدي حدّث البخاري مِن حفظه ، أو اختصره الحميدي ، فرواه البخاري كما سمعه .
ويُنظَر تفصيل ابن حجر في الجواب عن هذا الإشكال في " فتح الباري " فقد أطال الكلام على هذه المسألة .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد