العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما المقصود بحديث "لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ" ؟
قديم بتاريخ : 14-07-2021 الساعة : 12:44 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد طلبت مني إحدى زميلاتي أن اكتب لها معنى هذا الحديث الذي قرأته .

(لا يقبل الله دعاء من كان قلبه لاهي .وتللك حال المرابطين والمراقبين والخاشعين )

عفواً قد يكون نص الحديث خاطئا لأني تلقيته عن طريق الهاتف
وأنا لاعلم لي به .

فأرجو منكم مساعدتنا في فهم هذا الحديث
وجزاكم الله خيراً



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً

الحديث رواه الترمذي من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ . وحسّنه الألباني .

وما يتعلق بهذا الحديث وضّحته هنا :

لا تكن أعجز الناس فتترك سلاحك
https://www.almeshkat.net/book/8


ومعناه : أن القلب إذا كان غافلا لم يستحضر الدعاء ولا الحاجة إليه ، بل لم يستحضر ضعف الداعي وعَظَمة المدعوّ سبحانه ، فلا يُستجاب له
.

قال عبد الرحمن بن يزيد : كان الربيع يأتي علقمة يوم الجمعة ، فإذا لم أكن ثَمّة أرسلوا إليّ ، فجاء مرة ولست ثَمّة ، فلقيني علقمة ، وقال لي : ألَم تَرَ ما جاء به الربيع ؟ قال : ألم تَرَ أكثر ما يدعو الناس ، وما أقل إجابتهم ؟ وذلك أن الله عز وجل لا يَقبل إلاّ الناخِلة مِن الدعاء . قلت : أوَ ليس قد قال ذلك عبد الله ؟ قال : وما قال ؟ قال : قال عبد الله : لا يَسمع الله مِن مُسمِّع ، ولا مُراءٍ ، ولا لاعِب ، إلاَّ داعٍ دعا يُثْبِت مِن قَلْبه . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " .

ورُبما انصرف القلب في أمور الدنيا ، وربما انصرف القلب بتكلّف السجع في الدعاء ، أو بتلحينه ! أو بتصحيح النطق باللغة ، فمتى انصرف القلب عن المقصود الأعظم لم يُستجب الدعاء .

قال ابن بطّال : إنما نهى عن السجع في الدعاء ، والله أعلم ؛ لأن طلب السجع فيه تكلف ومَشقّة ، وذلك مانِع مِن الخشوع وإخلاص التضرع لله تعالى ، وقد جاء في الحديث: " إن الله لا يقبل من قلب غافلٍ لاهٍ " . وطالِب السجع في دعائه هِمّته في تزويق الكلام وسَجعه ، ومَن شغل فِكره وكَدّ خاطره بِتَكَلّفه ، فَقَلْبه عن الخشوع غافل لاه . اهـ .

وقال الرازي : اجمعوا على أن الدعاء مع غفلة القلب لا أثر له .

وقال القرطبي : مِن شرط الداعي : أن يكون عالِمًا بأن لا قادر على حاجته إلاّ الله ، وأن الوسائط في قبضته ومُسَخَّرة بتسخيره ، وأن يدعو بِنِيَّة صادقة وحضور قلب ، فإن الله لا يستجيب دعاء مِن قلب غافل لاهٍ ، وأن يكون مُجْتَنِبا لأكل الحرام ، وألاّ يَمَلّ مِن الدعاء . اهـ .

وقال ابن القيم في حديث : " واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه " : فهذا دواء نافع مُزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن الله تُبْطِل قوّته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها . اهـ .

وقال ابن رجب : الدعاء سبب مُقْتَض للإجابة مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف إجابته لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه .
ومِن أعظم شرائطه : حضور القلب ، ورجاء الإجابة من الله تعالى . اهـ .


والله أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما المقصود بعبارة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " ؟ عبد الرحمن السحيم أصول الفقه 0 15-10-2016 11:59 PM
عند الرفع من السجود قلتُ "سمع الله لمن " بدلًا من " الله أكبر " ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 09-10-2012 11:35 AM
ما عقيدة اهل السنة في القرأن الكريم ؟وما المقصود بكلمة "مخلوق "؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 07-03-2010 12:28 PM
ما المقصود بحديث :" إنما الأعمال بالنيات " ؟ عبق قسـم السنـة النبويـة 0 01-03-2010 05:03 PM
حكم قول "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر" ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 23-02-2010 01:47 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى