محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الأدعـيــة
افتراضي طلب الدعاء ممن يتم التصدق عليهم بالصدقات
قديم بتاريخ : 07-02-2010 الساعة : 08:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوالي ماحكم طلب الدعاء ممن يتم التصدق عليهم بالصدقات أو الزكاة ؟؟ اليس فيه نوع من الاذلال او على الاقل احراج لهم ؟؟

وجزاك الله خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا كان طلبا عاديا ، فليس فيه إذلال ولا إهانة . وقد دلّ الدليل على أن المتصدِّق يُدْعَى له . قال تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)

وفي الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ . فَأَتَاهُ أَبِي أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى . رواه البخاري ومسلم .

وبوّب عليه الإمام البخاري بقوله : باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة . وبوّب عليه الإمام النووي بقوله : بَاب الدُّعَاءِ لِمَنْ أَتَى بِصَدَقَةٍ .

قال النووي : ومذهبنا المشهور ومذهب العلماء كافة أن الدعاء لدافع الزكاة سنة مستحبة . اهـ .

فإن تعدّى الأمر إلى شعور الْمُتَصَدَّق عليه إلى الإذلال والإهانة ، فهذا مما نُهي عنه ، لقوله تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)

وقد أثنى الله عزّ وجلّ على الذين لا يُتبِعون صدقاتهم منّـا ولا أذى ، فقال تبارك وتعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : أَيْ : يُطْعِمُونَ لِهَؤُلاءِ الطَّعَامَ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ وَيُحِبُّونَهُ ، قَائِلِينَ بِلِسَانِ الْحَال ِ: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) أَيْ : رجاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَرِضَاهُ (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) أَيْ : لا نَطْلُبُ مِنْكُمْ مُجَازَاةً تُكَافِئُونَا بِهَا ، وَلا أَنْ تَشْكُرُونَا عِنْدَ النَّاسِ . اهـ .

والأفضل والأكمل أن لا يُطلَب الدعاء ممن تَصَدَّق عليه ؛ لأنه أبقى وأوفَى للأجر .

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومِن الجزاء أن يُطلب الدعاء ، قال تعالى عَمَّن أثنى عليهم : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) ، والدعاء جَزاء ، كما في الحديث : " مَن أسْدَى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تَعلموا أن قد كافأتموه " .
وكانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بِصَدقة تقول للرَّسول : اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ، ويبقى أجرنا على الله .
وقال بعض السلف : إذا قال لك السائل : بارك الله فيك فقل : وفيك بارك الله .
فمن عمل خيرا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نَبِيًّا ، أو رَجلا صالحا ، أو مَلِكا مِن الملوك ، أو غَنِيًّا مِن الأغنياء ؛ فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالِصا لله يبتغي به وجه الله ، لا يَطلب به مِن المخلوق جزاء ولا دعاء ولا غيره .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا : المؤمن يَرى أن عَمَله لله لأنه إياه يَعبد ، وأنه بالله ؛ لأنه إياه يستعين ، فلا يَطلب ممن أحسن إليه جزاء ولا شكورا ؛ لأنه إنما عَمِل له ما عَمِل لله ، كما قال الأبرار : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) ، ولا يَمُنّ عليه بذلك ولا يُؤذيه ، فإنه قد عَلِم أن الله هو الْمَانّ عليه إذ استعمله في الإحسان ، وأن المِنة لله عليه وعلى ذلك الشخص ، فعليه هو : أن يَشكر الله إذْ يَسّره لليُسرى .
وعلى الشخص الآخر : أن يَشكر الله إذ يَسّر له مَن يُقدم له ما يَنفعه مِن رزق ، أو عِلم ، أو نَصر ، أو غير ذلك .
ومن الناس : مَن يُحسن إلى غيره ليَمُنّ عليه ، أو يَردّ الإحسان له بطاعته إليه ، وتعظيمه ، أو نَفْع آخر ، وقد يَمُنّ عليه ، فيقول : أنا فعلت بك كذا ؛ فهذا لم يَعبد الله ولم يَسْتَعِنْه ، ولا عَمِل لله ، ولا عمل بالله ، فهو كالمرائي .

وقال رحمه الله في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) الآية ، ومَن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خَرج مِن هذه الآية . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي بكر الصِّدّيق رضي الله عنه :
وكان مِن كماله أنه لا يَعمل ما يَعمله إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ، لا يطلب جزاء مِن أحدٍ مِن الْخَلْق ، لا الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم .
ومِن الجزاء أن يَطلب الدعاء ، قال تعالى عمّن أثْنَى عليهم: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ، والدعاء جزاء كما في الحديث " مَن أسدى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " .
وكانت عائشة إذا أرْسَلت إلى قوم بِصَدَقة تقول للرسول : اسمع ما يَدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دَعوا لنا ويَبقى أجرنا على الله.

وقال بعض السلف: إذا قال لك السائل : بارك الله فيك فَقُل : وفيك بارك الله .

فمن عَمِل خيرا مع المخلوقين - سواء كان المخلوق نَبِيًّا ، أو رجلا صالحا ، أو مَلِكا مِن الملوك ، أو غنيا مِن الأغنياء - فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصا لله ، يَبتغي به وجه الله ، لا يَطلب به مِن المخلوق جزاء ولا دُعاء ولا غيره ، لا مِن نَبِيّ ، ولا رَجُل صالح ، ولا مِن الملائكة ، فإن الله أمَرَ العباد كلهم أن يَعبدوه مخلصين له الدين .
وهذا هو دِين الإسلام الذي بَعث الله به الأولين والآخرين مِن الرُّسُل ، فلا يَقبل مِن أحدٍ دِينا غيره . اهـ .

والله أعلم .

المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُكم التصدق بمال دون إذن صاحبه ؟؟ راجية العفو إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 29-07-2013 02:19 AM
التصدق عن المال المسروق راجية العفو إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 30-09-2012 07:44 PM
الحديث الـ 241 في التّصدّق بِمَنَافِع الْهَدي راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 13-03-2010 11:20 PM
التصدق عن الارحام والاقارب وهم احياء محب السلف قسم أراشيف الفتاوى المكررة 2 20-02-2010 10:17 PM
كيفية التصدق عن من لا يستطيع الصوم ناصرة السنة إرشــاد الـصــوم 0 14-02-2010 10:31 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى