نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جمعة عن .. (تعظيم السنة)
قديم بتاريخ : 28-11-2015 الساعة : 11:58 PM

الْحَمدُ للهِ أعزَّ دِينَهُ ، ونَصَرَ أولياءَهُ ، وأذلَّ أعداءَهُ .
الْحَمدُ للهِ نَصَرَ نبيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَظْهَرَ سُنّتَهُ ، وأقامَ أعلامَ دِينِهِ
والصلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ أيّدَهُ اللهُ بتأييدِهِ ، وأذلَّ أَعْداءَهُ ، وَأَخْضَعَ خُصومَهُ.
وشَهِدَ لَهُ أعداؤهُ قَبْلَ مُحبِّيهِ بِصِدقِهِ وأمانتِهِ ، فصلاةُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْهِ أزكى صلاةٍ وأتمُّ تسليمٍ .

أمَّا بَعْدُ :
فَإنَّهُ مَا عُنِيَ أهْلُ العِلْمِ والفضْلِ والإيمانِ بِمثْلِ ما عُنُوا بتعظيمِ النُّصوصِ والانقيادِ لَها ، والنكيرِ والتشديدِ على مَنْ خَالَفَها ، وَلَوْ كانَ قريبا أوْ حَبيبا
وما ذَلِكَ إلاّ لأنَّهُ لا يَثبُتُ إسلامُ الْمَرْءِ إلا بالاستسلامِ والانقيادِ لِنصوصِ الوحيينِ .
قَالَ الإمامُ الطحاويُّ : وَلا تَثْبُتُ قَدَمُ الإِسْلامِ إِلاّ عَلَى ظَهْرِ التَّسْلِيمِ وَالاسْتِسْلامِ .
قَالَ ابنُ أبي العِزِّ : أيْ : لا يثَبُتُ إسلامُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ لِنُصوصِ الوحيينِ ويَنقادُ إليها ولا يَعترِضُ عَلَيْها ولا يُعارضُها بِرأيهِ ومَعْقُولِهِ وقِياسِهِ . روى البُخاريُّ عنِ الإمامِ محمدِ بنِ شهابِ الزُّهريِّ أنَّهُ قَالَ : مِنَ اللهِ الرسالةُ ، ومِنَ الرسولِ البلاغُ ، وَعَليْنَا التسليمُ . وهذا كلامٌ جامِعٌ نَافِعٌ . اهـ .

وقَالَ ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : التَّواضعُ للدِّينِ هُوَ الانقيادُ لِمَا جَاءَ بِهِ الرسولُ والاستسلامُ لَهُ والإذعانُ .
وذلِكَ بثلاثةِ أشياءٍ :
الأوَّلُ : أنْ لا يُعارِضَ شيئا مِمَّا جَاءَ بِهِ بشيءٍ مِنَ المعارِضَاتِ الأربعَةِ السَّارِيَةِ في العالَمِ ، الْمُسَمَّاةِ بِالمعقولِ والقياسِ والذَّوقِ والسياسَةِ .
الثاني : لا يَتَّهِمُ دليلاً مِنْ أدِلَّةِ الدِّينِ بَحيثُ يَظنُّهُ فَاسِدَ الدَّلالةِ ، أو ناقِصَ الدَّلالةِ أو قاصِرَها ، أو أنَّ غَيرَه أولى مِنْهُ .
قَالَ : ومتى عَرَضَ لَهُ شيءٌ مِنْ ذلِكَ فليتَّهِمْ فَهْمَهُ ، وَلْيَعْلَمْ أنَّ البليّةَ مِنْهُ .
وإذا رَأيتَ مِنْ أَدِلَّةِ الدِّينِ مَا يُشْكِلُ عَلَيْكَ ويَنْبُو فَهْمُكَ عَنْهَ فاعْلَمْ أنَّهُ لِعَظَمَتِهِ وشَرَفِهِ اسْتَعْصَى عليكَ ، وأنَّ تَحْتَهُ كَنْزًا مِنْ كنوزِ العِلْمِ ، وَلَمْ تُؤتَ مِفتاحَهُ بَعْدُ ؛ هذا في حّقِّ نَفْسِكَ .
وأمَّا بالنسبةِ إلى غيرِكَ فاتهِمْ آراءَ الرِّجالِ على نُصوصِ الوحِي ، وَلْيَكُنْ رَدُّها أيْسَرَ شيءٍ عَلَيْكَ للنصوصِ ، فمَا لَمْ تفعلْ ذلِكَ فَلَسْتَ عَلى شيءٍ ...وهذا لا خِلافَ فيه بينَ العُلمَاءِ
الثالِثُ : أنْ لا يَجِد إلى خلافِ النَّصِ سبيلا ألبتةَ ، لا بباطِنِهِ ولا بِلسانِهِ ولا بِفِعْلِهِ ولا بِحَالِهِ . اهـ .

أيُّها المؤمنونَ
كَانَ الصحابةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يُنكِرونَ أشدَّ الإنكارِ على مَنْ عَارَضَ قولَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقولِ غيرِهِ ، ولَوْ كانتْ تِلْكَ المعارضَةُ بِقولِ أكابِرِ الصحابةِ ، كَأبي بكرٍ وَعُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما .
قَالَ ابنُ القيِّمِ : كَانَ السَّلَفُ الطَّيِّبُ يَشْتَدُّ نَكِيرُهُمْ وَغَضَبُهُمْ عَلَى مَنْ عَارَضَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوِ اسْتِحْسَانٍ أَوْ قَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَائِنًا مَنْ كَانَ، وَيَهْجُرُونَ فَاعِلَ ذَلِكَ، وَيُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ يَضْرِبُ لَهُ الأَمْثَالَ، وَلا يُسَوِّغُونَ غَيْرَ الانْقِيَادِ لَهُ وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّلَقِّي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَلا يَخْطُرُ بِقُلُوبِهِمْ التَّوَقُّفُ فِي قَبُولِهِ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ عَمَلٌ أَوْ قِيَاسٌ أَوْ يُوَافِقَ قَوْلَ فُلانٍ وَفُلانٍ ، بَلْ كَانُوا عَامِلِينَ بِقَوْلِهِ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . اهـ.

واشْتَدَّ غضبُ الصحابةِ على مَنْ خَالَفَ السُّنّةَ أو عَارَضَها .
كَانَ عِمرانُ بنُ حُصينٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما في رَهْطٍ وفيهم بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَ عِمرانُ يَومئذٍ فقَالَ : قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحياءُ خيرٌ كُلُّهُ ، فقَالَ بُشيرُ بنُ كَعبٍ: إنَّا لَنَجِدُ في بعضِ الكُتبِ أوْ الحِكْمَةِ أنَّ مِنْهُ سَكينةً وَوَقارا للهِ ، وَمِنهُ ضَعفٌ ! فَغَضِبَ عِمرانُ حتى احْمَرَّتا عَيْناه ، وقَالَ: ألا أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتُعارِضُ فِيهِ . فَأعَادَ عِمرانُ الحديثَ ، فَأعَادَ بُشيرٌ ، فَغَضِبَ عِمرانُ قَالَ أبو السِّوارِ العَدَويُّ: فَمَا زِلْنا نقولُ فِيهِ : إنَّهُ مِنَّا يا أبا نُجيدٍ ، إنَّهُ لا بَأسَ بِهِ . رَوَاهُ البخاريُّ وَمُسلِمٌ

وهَجَرَ الصَّحابَةُ أقارِبَهُم وأَحبابَهُم لِمُجرّدِ معارَضَةِ السُّنَّةِ .
رأى عبدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَرِيبا لَهُ يَخْذِفُ – وهُوَ أنْ يَجْعَلَ حَجَرا صغيرا بَيْنَ أُصبُعيهِ ثُمَّ يَرْمِيَهِ – فَنَهَاهُ عبدُ اللهِ ، وقَالَ : إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : إنَّها لا تَصيدُ صيدا ، وَلا تَنْكأُ عَدُّوا ، وَلِكِنَّها تَكْسِرُ السِّنَّ ، وَتَفْقأُ العَيْنَ . قَالَ : فَعَادَ ، فقَالَ : أُحَدِّثُكَ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عنه ، ثُمَّ تَخْذِفُ، لا أُكَلِّمُكَ أبَدا.رَوَاهُ البخاريُّ ومسلِمٌ
ولَمَّا قَالَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ : لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا . فَقَالَ ابْنُه بِلاَلُ: وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ . قَالَ سالِمُ بنُ عبدِ اللهِ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ ، فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ . رَوَاهُ البخاريُّ ومسلمٌ .
وفي روايةٍ : فَضَرَبَ في صَدْرِهِ ، وقَالَ : أحدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتقولُ : لا !
وفي روايةٍ لأحمدَ مِنْ طريقِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ أَهْلَهُ أَنْ يَأْتُوا الْمَسَاجِدَ "، فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: فَإِنَّا نَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ حَتَّى مَاتَ .

قَالَ العلامةُ الطِّيبِيُّ: عَجِبتُ مِمَنْ سُمِّيَ بالسُّنِّيِّ ، إذا سَمِعَ مِنْ سُنَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ رَأيٌ ، رَجّحَ رأيَهُ عَلَيْها ! وأيُّ فَرْقٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المبتدِعِ ؟! ... وهَا هُوَ ابنُ عُمَرَ - وَهُوَ مِنْ أكَابِرِ الصحابةِ وَفُقَهَائهَا - كَيْفَ غَضِبَ للهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهَجَرَ فِلْذَةَ كَبِدِهِ لِتلْكَ الْهَنَةِ ؟ عِبرةً لأولِي الألبابِ . اهـ .
قَالَ قَتَادَةَ: حَدَّثَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلا بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: قَالَ فُلانٌ: كَذَا وَكَذَا . فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ : أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: قَالَ فُلانٌ وَفُلانٌ: كَذَا وَكَذَا، لا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا . رواه الدارمي .

واتّفقتْ كَلِمَةُ العلماءِ كافّةً عَلَى ردِّ أقوالِهم إذا خَالَفَتِ السُّنَّة .
قَالَ الإمامُ أبو حنيفةَ : إذا قلتُ قولاً يُخالِفُ كِتابَ اللهِ تعالى وَخَبَرَ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاتركوا قَولِي .
وقَالَ الإمامُ مَالِكٌ : إنَّما أنَا بَشَرٌ أُخْطِئُ وَأُصِيبُ ، فَانظروا في رأيي فَكُلُّ مَا وافَقَ الكتابَ والسُّنَّةَ فَخُذُوه ، وَكُلُّ مَا لَمْ يُوافِقِ الكتابَ والسُّنَّةَ فَاتْركوه .
وأمَّا الإمامُ الشافعيُّ فقَالَ : أَجْمَعَ المسلمونَ عَلَى أنَّ مَنِ استبانَ لَهُ سُنةٌ عَنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يحِلَّ لَهُ أنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ .
وقَالَ أيْضًا : إذا وَجَدْتُمْ في كتابي خِلافَ سُنَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقولوا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودَعُوا ما قُلتُ
وقَالَ الإمامُ أَحْمَدُ : مَنْ رَدَّ حَديثَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ .
وقَالَ أيْضا : لا تُقَلِّدْ في دينِكَ أَحَدا مِنْ هؤلاءِ ، مَا جَاءَ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابِهِ فَخُذْ بِهِ .
وقَالَ الحُميديُّ : روى الشَّافعيُّ يَوْما حَدِيثا ، فقلتُ : أَتَأَخُذُ بِهِ ؟
فقَالَ : رأيتَني خَرَجْتُ مِنْ كنيسةٍ ، أوْ عَليَّ زُنّارٌ حَتَى إذا سَمِعْتُ عَنْ رسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً لا أقولُ بِهِ ؟!
وقَالَ أبو حنيفةَ بنُ سَماكٍ بنِ الفضلِ : حَدَّثني بنُ أبِي ذئبٍ بِحديثٍ ، فَقُلتُ: أتأخذُ بِهذَا يا أبا الحارِثِ ؟ فَضَرَبَ صَدْرِي ، وصاحَ عليَّ صِياحا كثيراً ، وَنَالَ مَنِّي ! وقَالَ : أُحَدِّثُكَ عَنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتقولُ : تأخذُ بِهِ ؟ نَعَمْ آخُذُ بِهِ ، وذلِكَ الفَرْضُ عليَّ وَعَلَى مَنْ سَمِعَهُ ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اختارَ مُحمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الناسِ فَهدَاهُمْ بِهِ وعلى يديْهِ ، واختارَ لَهُمْ ما اختارَ لَهُ على لسانِهِ ، فَعَلَى الخَلقِ أنْ يَتَّبِعُوه طائعينَ أو داخِرِينَ ، لا مَخْرَجَ لِمُسْلِمٍ مِنْ ذلِكَ . قَالَ : وما سَكَتَ عَنِّي حَتى تمنيْتُ أنْ يَسْكُتَ !

قَالَ أبو قِلابةَ: إذا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بالسُّنةِ فقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا ، وَهَاتِ كتابَ اللهِ ، فاعلمْ أنَّهُ ضالٌّ .
قَالَ الإمامُ الذهبيُّ :
وإذا رأيتَ المتكَلِّمَ المبتدعَ يقولُ دَعْنا مِنَ الكتابِ والأحاديثِ الآحادِ وهاتِ العقلَ ، فاعلمْ أنَّهُ أبو جهلٍ ! وإذا رأيتَ السالِكَ التوحيدِيَّ يقولُ دَعْنا مِنَ النقلِ ومِنَ العقلِ وهاتِ الذوقَ والوَجْدَ فاعْلَمْ أنَّه إبليسٌ قَدْ ظَهَرَ بصورةِ بَشَرٍ ، أوْ قَدْ حَلَّ فيهِ ! فإنْ جَبُنْتَ مِنْه فاهرُبْ ، وإلاَّ فاصْرَعْهُ وابْرُكْ على صدرِهِ واقرأْ عليه آيةَ الكرسيِّ واخنُقْهُ . اهـ.

بَلْ قَدْ كَفَّرَ العلماءُ مَنْ ردَّ حديثَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غيرِ حُجّةٍ بَيِّنَةٍ واضِحَة .
قَالَ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَلاَّمٍ الْفَقِيهَ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ عَلَى أَهْلِ الإِلْحَادِ وَلا أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَرِوَايَتِهِ بِإِسْنَادٍ .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَعَلَى هَذَا عَهِدْنَا فِي أَسْفَارِنَا وَأَوْطَانِنَا كُلَّ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى نَوْعٍ مِنَ الإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ لا يَنْظُرُ إِلَى الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ إِلاَّ بِعَيْنِ الْحَقَارَةِ، وَيُسَمِّيهَا الْحَشْوِيَّةَ .
وقَالَ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْفَقِيهَ وَهُوَ يُنَاظِرُ رَجُلا، فَقَالَ: الشَّيْخُ: حَدَّثَنَا فُلانٌ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: دَعْنَا مِنْ حَدَّثَنَا، إِلَى مَتَى حَدَّثَنَا؟ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: قُمْ يَا كَافِرُ، وَلا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ دَارِيَ بَعْدَ هَذَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَا قُلْتُ قَطُّ لأَحَدٍ لا تَدْخُلْ دَارِيَ إِلاَّ لِهَذَا .


الثانية :
الحمدُ للهِ الذي جَعَلَنا مِنْ أهْلِ السُّنةِ ، ووفّقنا لِلُزُومِ الْمَحَجّةِ

عبادَ اللهِ :
مُخالفَةُ السُّنّةِ نِفاقٌ .
قَالَ الفضيلُ بنُ عياضٍ: إذا رأيتُ رجلاً منْ أهلِ السُّنةِ فَكأنّما أرى رجُلاً مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا رأيتُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ البِدَعِ فَكأنما أرى رَجُلاً مِنَ المنافقينَ .

ولُزُومُ السُّنَّةِ نَجَاةٌ
قَالَ الإمامُ الزُّهريُّ : كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلمائنا يقولونَ : الاعتصامُ بالسُّنَّةِ نَجَاةٌ .
وقَالَ الإمامُ مالِكٌ: مَنْ لَزِمَ السنَّةَ وسَلِمَ مِنْهُ أصحابَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ماتَ، كَانَ مَعَ النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وإنْ كَانَ لَهُ تقصيرٌ في العملِ .
وقَالَ رَحِمَهُ اللهُ : مَثَلُ السُّنَّةِ مَثَلُ سفينةِ نوحٍ ؛ مَنْ رَكِبَها نَجَا ، ومَنْ تَخَلّفَ عَنْها غَرِقَ.

والتمسُّكُ بالسُّنّةِ عِزَّةٌ ونَصْرٌ وَفَلاحٌ
قَالَ ابنُ القيِّمِ :
بِحَسَبِ مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ تَكُونُ الْعِزَّةُ وَالْكِفَايَةُ وَالنُّصْرَةُ، كَمَا أَنَّ بِحَسَبِ مُتَابَعَتِهِ تَكُونُ الْهِدَايَةُ وَالْفَلاحُ وَالنَّجَاةُ، فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَّقَ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ بِمُتَابَعَتِهِ، وَجَعَلَ شَقَاوَةَ الدَّارَيْنِ فِي مُخَالَفَتِهِ، فَلِأَتْبَاعِهِ الْهُدَى وَالأَمْنُ وَالْفَلاحُ وَالْعِزَّةُ وَالْكِفَايَةُ وَالنُّصْرَةُ وَالْوَلايَةُ وَالتَّأْيِيدُ وَطِيبُ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلِمُخَالِفِيهِ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ وَالْخَوْفُ وَالضَّلالُ وَالْخِذْلانُ وَالشَّقَاءُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . اهـ .

أيُّها المؤمنونَ :
ما أحوجَنَا إلى علاجِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يومَ أنْ عَالَجَ صَبيغَ بنَ عِسْلٍ بعراجيِنِ النَّخلِ .
وَحَاصِلُ قِصّةِ صَبيغٍ: أنَّه كانَ يسألُ عَنْ متشابِهِ القرآنِ في أجنادِ المسلمينَ حتى قَدِمَ مِصْرَ، فبَعَثَ بِه عمرو بنُ العاصِ إلى عُمرَ بنِ الخطابِ فَلَمَّا أتَاهُ الرسولُ بالكتابِ فَقَرَأَهُ قَالَ : أينَ الرَّجُلُ ؟ فقَالَ : في الرَّحْلِ قَالَ عُمرُ : أبْصِرْ أنْ يكونَ ذَهَبَ فتُصيبَكَ مني بِهِ العقوبةُ الموجعةُ ، فَأتاه بِهِ ، وَقَدْ أعدَّ له عراجينَ النخيلِ ، فَلّمَا دَخَلَ عليه جلسَ قَالَ مَنْ أنتَ ؟ قَالَ : أنا عبدُ اللهِ صبيغٌ . قَالَ عُمرُ : وأنا عبدُ اللهِ عُمَرُ ، وأومَأَ عَلَيْهِ ، فجعلَ يَضْربُهُ بتلْكَ العَراجينِ ، فما زالَ يضربُهُ حَتى شَجَّـهُ ، وَجَعَلَ الدمُ يسيلُ عَنْ وَجْهِهِ ، فَعَلَ بِهِ ذلِكَ ثلاثةَ أيامٍ حتى ذَهَبَ عَنْهُ ما يَجِدُ ، قَالَ عندها صَبيغٌ : إنْ كنتَ تريدُ قَتْلِي فَاقْتُلْني قَتلا جميلا ، وإنْ كُنتَ تريدُ أنْ تُداويَنِي فَقَدْ واللهِ بَرِئتُ ! ثمَّ نَفَاهُ عُمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى البَصْرةِ ، وَكَتَبَ إلى أبي موسى الأشعريِّ أنْ لا يُجالِسَهُ أحدٌ مِنَ المسلمينَ ، حتى كَأنَّهُ بعيرٌ أجربٌ يجيءُ إلى الحِلَقِ ، فكلَّمَا جَلَسَ إلى حَلْقَةٍ قَاموا وتَركُوه ، فإنْ جَلَسَ إلى قومٍ لا يَعرِفونَهُ نَادَاهُم أهلُ الحَلْقَةِ الأخرى عَزْمَةُ أميرِ المؤمنينَ، فاشتدَّ ذلِكَ على الرَّجُلِ ، فَكَتَبَ أبو موسى إلى عُمَرَ أنْ قَدْ حَسُنَتْ توبتُهُ فَكَتَبَ عُمرُ : أنْ يَأذنَ للنَّاسِ بِمجالستِهِ .

ولَمّا حَدَّثَ أبو معاويةَ الضريرُ هارونَ الرشيدَ بحديثِ " احتجَّ آدمُ ومُوسى" قَالَ رجلٌ شريفٌ : فَأينَ لَقِيَهُ ؟ فغضِبَ الرَّشيدُ وقَالَ : النَّطعُ والسيفُ ! زنديقٌ يَطعنُ في الحديثِ . فَمَا زال أبو معاويةَ يُسكِّنُهُ ويقولُ : بادِرَةٌ مِنْهُ يا أميرَ المؤمنينَ . حَتَى سَكَنَ .

قَالَ الإمامُ أبو عثمانَ الصابونيُّ :
هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يُعَظِّمَ أخبارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويُقابِلَهَا بالقَبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ ، ويُنْكِرَ أشَدَّ الإنكارِ على مَنْ يَسْلُكُ فيها غَيْرَ هذا الطريقِ الذي سَلَكَهُ هارونُ الرشيدُ رَحِمَهُ اللهُ مَعَ مَنِ اعترضَ عَلَى الخبرِ الصحيحِ الذي سَمِعَه بِـ كيف؟! على طريقِ الإنكارِ لَهُ والاستبعادِ لَهُ، ولم يَتَلَقَّهُ بالقبولِ كَمَا يَجِبُ أنْ يُتَلَقَّى جَميعُ ما يَرِدُ مِنَ الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ . اهـ .

وقَالَ ابنُ كَثيرٍ في حوادثِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ :
اسْتَسْلَمَ الْقَاضِي الْحَنْبَلِيُّ جَمَاعَةً مِنَ الْيَهُودِ ، كَانَ قَدْ صَدَرَ مِنْهُمْ نَوْعُ اسْتِهْزَاءٍ بِالإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ حَمَلُوا رَجُلا مِنْهُمْ - صِفَةَ أَنَّهُ مَيِّتٌ عَلَى نَعْشٍ - وَيُهَلِّلُونَ كَتَهْلِيلِ الْمُسْلِمِينَ أَمَامَ الْمَيِّتِ، وَيَقْرَءُونَ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَسَمِعَ بِهِمْ مَنْ بِحَارَتِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَخَذُوهُمْ إِلَى وَلِيِّ الأَمْرِ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ، فَدَفَعَهُمْ إِلَى الْحَنْبَلِيِّ، فَاقْتَضَى الْحَالُ اسْتِسْلامَهُمْ، فَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ مِنْهُمْ ثَلاثَةٌ، وَتَبِعَ أَحَدَهُمْ ثَلاثَةُ أَطْفَالٍ، وَأَسْلَمَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ثَمَانِيَةٌ آخَرُونَ، فَأَخَذَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، وَطَافُوا بِهِمْ فِي الأَسْوَاقِ يُهَلِّلُونَ وَيُكَبِّرُونَ، وَأَعْطَاهُمْ أَهْلُ الأَسْوَاقِ شَيْئًا كَثِيرًا، وَرَاحُوا بِهِمْ إِلَى الْجَامِعِ فَصَلُّوا، ثُمَّ أَخَذُوهُمْ إِلَى دَارِ السَّعَادَةِ، فَاسْتَطْلَقُوا لَهُمْ شَيْئًا، وَرَجَعُوا وَهُمْ فِي ضَجِيجٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَقْدِيسٍ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا . وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

عباد الله :
إنه لا إسْلامَ ولا سَلامَة إلاّ بالتسليم للرسول صلى الله عليه وسلم .
قَالَ ابنُ أبي العزِّ : فَالْوَاجِبُ كَمَالُ التَّسْلِيمِ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالانْقِيَادُ لأَمْرِهِ، وَتَلَقِّي خَبَرِهِ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ، دُونَ أَنْ يُعَارِضَهُ بِخَيَالٍ بَاطِلٍ يُسَمِّيهِ مَعْقُولا، أَوْ نُحَمِّلَهُ شُبْهَةً أَوْ شَكًّا، أَوْ يُقَدِّمَ عَلَيْهِ آرَاءَ الرِّجَالِ وَزُبَالَةَ أَذْهَانِهِمْ، فَيُوَحِّدَهُ بِالتَّحْكِيمِ وَالتَّسْلِيمِ وَالانْقِيَادِ وَالإِذْعَانِ، كَمَا وَحَّدَ الْمُرْسِلَ بِالْعِبَادَةِ وَالْخُضُوعِ وَالذُّلِّ وَالإِنَابَةِ وَالتَّوَكُّل. اهـ .

أيها الكرام :
احذروا مِنَ الانخداعِ بِمَنْ يردُّ السُّنَّةَ ..
قالِ الإمامُ إسحاقُ بنُ راهويه – شيخُ الإمامِ البخاريِّ - : مَن بَلَغه عنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرًا يُقِرُّ بِصِحّتِّهِ ، ثم رَدَّهُ بغيرِ تَقِيةٍ ؛ فهُوَ كافرٌ .
وقالَ ابنُ حَزْمٍ : لا يَسعُ مُسلما يُقرُّ بالتوحيدِ أنْ يرجِعَ عنْدَ التنازُعِ إلى غيرِ القرآنِ والخبرِ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولا أنْ يأبَي عمَّا وَجَدَ فيهما ، فإنْ فَعَلَ ذِلَك بعد قيامِ الحُجَّةِ عليه فهُوَ فاسِقٌ ، وأمَّا مَنْ فَعَلَهُ مُستَحِلا للخروجِ عنْ أمرِهِما وموجِبًا لطاعةِ أحَدٍ دونِهِما ؛ فهو كافِرٌ ، لا شكَّ عندنا في ذلك . اهـ .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جمعة عن .. (الاحتفاء بالكفار) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 29-05-2016 07:11 AM
خُطبة جمعة عن .. (التعرف على الله) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 13-05-2016 09:51 PM
خُطبة جمعة .. يا صاحب الهمّ نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 10-12-2015 02:42 AM
خُطبة جمعة عن .. (اتِّباع الهوى) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 24-12-2014 11:06 PM
خُطبة جمعة عن (التحذير من التدخين) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 04-11-2014 08:28 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى