العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي هل كلّ من هبّ و دب استحقّ لقب ( داعيـة )؟
قديم بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 01:26 PM

هل كلّ من هبّ و دب استحقّ لقب ( داعيـة ؟ )

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
باركـ الله فيكم يا شيخ و بلّغكم مرادكم
نحن في زمن قد خالطته المفاهيم المغلوطة فأصبح الخبيث يصدق على الطّيب , و الطّيب يصدق على الخبيث ,,
كلّنا و لا شكـ مأمورون بالتّناصح و الدّعوة إلى الله إذ أنّنا أمّةً اتّسمت بالخيريّة و إن كنّا مقصّرون في حق الله في بضعة أمور
لكن السّؤال الآن , هل كل شخص على وجه الأرض يقدّم نصيحة و لو بسيطة أي هذا معناهـ أنّه قد أضحى داعيــة و عليه ينصّب نفسه كذلكـ حيث يصبح هذا اللقب مرفق باسمه
لا ينفكـ عنه كـقولنـا الدّكتور فلان و الأستاذة فلانة ؟
هنــاكـ أشخاص و بكل أسف يتسمّون بهذا اللقب و إن نظرنـا إلى واقع حالهم وجدنا أنّ أمثالهم يساهمون بصورة كبيرة في تشويــه صورة التديّن و المعنى الحق للدّعوة إلى سبيل الله
أذكر أنّ هناكـ أخت فاضلة لديها من العلم الشّرعي ما لا بأس به إلا أنّها تحادث الشّبان و تمازحهم في المنتديات و تنشر صور لذوات الأرواح و هذا غيض من فيض لأنّني لم أخرج كل ما في جعبتي ..
ثم تلقّب نفسها بعد هذا كلّه بلقب ( الدّاعيّة ) ! و حينما ناقشناهـا بعدم استحقاقها لهذا اللقب فالدّاعية يجب أن تكون بمثابة القدوة
أجابتني أنّ كل إنسان مأمور بالدّعوة إلى الله و إن كان يعتريـه زلل و ذنوب ( الكلام هنا صحيح لا غبار عليــه ) لكن هل هذا يعني أنّه قد أصبح داعية حقّاً ؟
يُنظر له كـقدوة على الرّغم من زللـه و شنيـع فعاله ؟
أليسوا أمثاله ممن يسهمون بكسر البرواز الطّاهر الذي يحتضن بين جنباته الصّورة الطّاهرة للدّاعيـة إلى الله ؟
و على الرّغم من تقصير البعض المخزي والقبيح إلا أنّه يلقّب ذاته بلقب لا يستحقّه و يُنزل مقامه مُنزل لا يليق بأمثاله و المشكلة العظمى تكمن في اقتداء النّاس بهم ظنّاً منهم أنّهم القدوة فعلاً ( بعد أن نصّبوا ذواتهم كـدعاة إلى الله لمجرّد نصيحة عابرة ألقوها على مسامع النّاس فغرّروا بها من غرّروا )
و حيـن يتم نصح النّاس التي اقتدت بهم فإنّهم يردّون عليـنا
( أنّ فلان داعيـة ! و هل يُعقل أن يقع بمثل هذا الذّنب و هو داعيـة ؟ ) >> أصبح يُنظر له على أنّه القدوة و يُقتدى بفعاله قبيحها و شنيها
( ألم يُسهموا هؤلاء بالقدح بصورة الالتزام الحقّ و التديّن ؟ ) فإن كانوا هؤلاء مع زللهم القبيح ( دُعاةً إلى الله ) فماذا تركوا لمن هم بمثل وزن شيخنا الفاضل ؟
فسؤالي الآن ,, هل يحق لأي شخص كائن ما كان أن يلقّب ذاته بالدّاعية ؟
أم أنّ هناكـ شروط ينبغي توافرها في شخص الدّاعية حيث لا يصدق هذا المسّمى على كلّ من هبّ و دب ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الدعوة إلى الله هي مُهمة الأنبياء والمرسلين ، وهي تشريف وتكليف .
ولا ينبغي لأحد أن يصِف نفسه بالداعية أو بالشيخ ! وإنما يُوصَف بها مِن قِبَل غيره .
وقد تساهل كثير من الناس في إطلاق هذا الوصف ، ربما على أناس حديث عهدهم بالجاهلية ! وتُصدِّر بعض الجماعات بعض التائبين بحجة التمسّك بالدِّين ، وأن ذلك مِن أسباب الثبات !
وهذا خطأ ؛ لأن تصدير قليل العِلْم مَدْعاة لتكلّم الجاهل !
قال عمر رضي الله عنه : تفقّهوا قبل أن تُسوّدوا . رواه الإمام الدارمي .
وقال الإمام الشافعي : إذا تَصَدَّر الْحَدث فاتَه عِلم كَثير .

ومِن عَجَب أن يتصدّر الأحداث ، وربما أطلقوا على أنفسهم أوصافا كبيرة ! وجِبال العِلْم يتقاصَرون عنها !

قال رجل للإمام أحمد رحمه الله : بلغني أنك مِن العَرب . فقال : نحن قوم مساكين .

وقال ابن القيم رحمه الله :
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا: ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا الْمُكَدِّي وابن الْمُكَدِّي .. وهكذا كان أبي وجَدّي .
وكان إذا أُثْنِي عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا .

وأين حال أولئك النجوم الزاهرة في مقابل عقول لم تَسْتَنِر بِنُور العِلْم تتباهى بالعِلْم ، وتتشبّع بِما لم تُعطَ ؟!

والداعي إلى الله يجب أن يَدعو إلى الله على بصيرة ، والبصيرة هي العِلْم .
قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال ابن زيد في تفسير الآية : وحَقّ الله وعلى مَن اتَّبعه أن يَدعو إلى ما دَعا إليه ، ويُذَكِّر بالقرآن والموعظة ، ويَنْهَى عن مَعَاصِي الله . اهـ .

وليس مِن شَرْط الداعي إلى الله العِصْمَة مِن الزلل ، ولا الإلْمَام بِكلّ شيء ، ولا السلامة من الخطأ ولا مِن الوقوع في المعاصي .
وإنما مِن شرط الداعي والآمر أن لا يُصِرّ على معصية ، وأن يُلِمّ بِما يدعو إليه .

وسبق :
هل يجوز للمدخّن أو صاحب المعصية أن ينصح المدخنين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4869

و
ما الفرق بين الفقيه والحافظ والشيخ والعالم...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4870

و
ما رأيكم في مَن ينكر إطلاق ألقاب "شيخ" ، " عالِم" ، "رجل الدين" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4871
والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس
 



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى