[نسمات الفجر]

السلام عليكم
أرجو توضيحا لهذا الأمر ، أردت وبعض الأخوات أن نصلي جماعة في بيت إحدانا، وكانت الأرضية مفروشة بسجادة كبيرة، وأحضرنا سجادات الصلاة ووضعناها فوق السجادة الكبيرة وصلينا وبعدها أخبرتنا إحداهن أن ما فعلناه بدعة ولا أدري أين وجه البدعة في هذا، فالسجادة الكبيرة موضوعة على الأرض وهي طاهرة والسجادات الصغيرة نصلي عليها عادة ولا تخصيص منا لأي أمر فهل كوننا وضعنا السجادات على سجادة كبيرة بدعة؟
وبارك الله فيكم



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

لا يُعتبر بدعة ، خاصة وأن الفُرش في البيوت قد لا تكون مناسبة لِسجود ووضع الوَجْه عليها .
ويُعتبر من التنطّع إذا كان الإنسان يضع السجادة الصغيرة خشية وجود النجاسة ؛ لأن الأصل في الأشياء الطهارة ، فلا يُحكم بنجاسة شيء إلاّ ببينة .
وأما كون فُرش البيوت بها روائح أو لا تكون نظيفة ويُصلّي الإنسان على سجادة طلبا للخشوع وحضور القلب إذا صلّى على شيء نظيف ، أو اتقاء الحر والبرد ؛ فلا يُعتبر هذا من التنطّع .

وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ميمونة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي على الْخُمْرَة .
وقد نقل ابن حجر عن ابن بطال قوله : لا خلاف بين فقهاء الأمصار في جواز الصلاة عليها . اهـ .
قال القاضي عياض في تعريف الْخُمْرَة : هي كالحصير الصغير مِن سعف النخيل يُضفر بالسيور ونحوها بِقَدْر الوَجْه والكفّين ، وهي أصغر مِن المصلى يُصلى عليها ، سُمّيت بذلك لأنها تستر الوجه والكفين مِن بَرْد الأرض وحَرّها ، فإن كثرت عن ذلك فهي حصير . اهـ .

وعلى مَن قال قولاً أن يكون على يقين مِن صِحّته ، وأن لا يَحكم على قول أو فعل أنه بِدعة إلاّ ببيّنة .

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : الْبِدْعَةُ أَمْرُهَا شَدِيدٌ ، وَالْمَنْسُوبُ إِلَيْهَا سَيِّءُ الْحَالِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلا تَعْجَلُوا بِالْبِدْعَةِ حَتَّى تَسْتَيْقِنُوا وَتَعْلَمُوا أَحَقًّا قَالَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ أَمْ بَاطِلا ؟ ...
فَلا يَجُوزُ لِرَجُلٍ أَنْ يَنْسِبَ رَجُلا إِلَى بِدْعَةٍ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ أَنَّ قَوْلَهُ ذَلِكَ وَفِعْلَهُ بَاطِلٌ . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض